أخبار رئيسيةأخبار عاجلةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

تفاصيل مقلقة.. أول استطلاع يكشف حجم الاعتداءات على المساجد في بريطانيا بدافع الكراهية

كشف استطلاع للرأي هو الأول من نوعه حول الحالة الأمنية الصعبة التي تعاني منها مساجد المسلمين في المملكة المتحدة، تعرض عدد كبير منها لهجمات بدوافع الكراهية والعنصرية.

وأظهر الاستطلاع الذي أشرفت عليه مؤسستان بريطانيتان، وهما “إحصاء المسلمين” (Muslim Census) و”ميند” (MEND)، ارتفاعا غير مسبوق في عدد الهجمات على المساجد سواء تعلق الأمر بهجمات جسدية أو جرائم كراهية.

وكان الهجوم الإرهابي على مسجد “كرايتس تشرش” في نيوزيلندا سنة 2019 بمثابة نقطة تحول في عدد الاعتداءات على المسلمين، حيث أظهر الاستطلاع أنه منذ تلك السنة بدأت الهجمات في التزايد بشكل ملحوظ.

ارتفاع مقلق

أظهر الاستطلاع أن حوالي 42% من المساجد التي شملتها الدراسة قد تعرضت لهجوم بدافع ديني خلال السنوات الثلاث الماضية، وتعتبر الهجمات بدافع التخريب هي الأكثر شيوعا، وتنقل الدراسة عن أحد القائمين على مسجد في لندن، تعرضهم للقذف بحجارة ضخمة من طرف شخص تبين فيما بعد أنه استهدف مساجد أخرى في العاصمة البريطانية لندن.

أما عن الأشكال الأخرى لعمليات التخريب فهي كسر زجاج النوافذ والاعتداء على سيارات القائمين على المساجد، وكتابة شعارات وكلمات عنصرية على جدران المساجد.

بينما أعلن 32% من المساجد تعرضها لعمليات سرقة من داخل المسجد، وخصوصا سرقة صناديق التبرعات التي توضع على بوابات المساجد، كما أكد 32% من المساجد تلقيها رسائل عنصرية وتهديدات بالقتل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر اتصالات هاتفية.

وبات القائمون على المساجد يخشون من تكرار الهجمات، ذلك أن 31% من مساجد المملكة المتحدة باتوا يتعرضون لهجوم واحد على الأقل في السنة، وهو الأمر الذي يتكرر منذ 2019.

أين الشرطة؟

أمام هذا الارتفاع الكبير للهجمات على المساجد، يطرح السؤال عن دور الشرطة في ردع المعتدين، وهنا يكشف الاستطلاع عن انقسام في آراء القائمين على المساجد، فقرابة 51% فقط من المساجد عبرت عن رضاها عن تفاعل الشرطة مع أي هجوم يتعرض له المسجد، في المقابل يقول 38% من المشرفين على المساجد إن الشرطة لم تتخذ أي إجراءات للتحقيق في الاعتداءات التي تعرضت لها.

ورغم أن الاستطلاع لا يتحدث عن طبيعة الحوادث التي لم تتابعها الشرطة البريطانية، فإن هناك شعورا متزايدا بأن الشرطة والحكومة لا تتعاملان بالجدية المطلوبة لحماية المساجد من الاعتداءات.

مشكلة التمويل

أمام الدعوات المستمرة لتوفير الحماية اللازمة للمساجد في بريطانيا، أطلقت الحكومة خطة لمنح تمويل للمساجد من أجل تثبيت كاميرات مراقبة في المساجد وتوظيف رجال أمن، وخصصت الحكومة البريطانية لهذه الخطة ما قيمته 23 مليون دولار.

إلا أن عددا من المساجد ما زالت تجد صعوبة في الحصول على التمويل، وفي سنة 2021، وافقت وزارة الداخلية البريطانية على ثلث الطلبات التي تقدمت بها المساجد للاستفادة من هذا التمويل وهي نسبة ضعيفة، خصوصا أن أكثر من 50% من المساجد أعلنت في ملفات ترشيحها أن السبب الرئيسي للطلب هو التهديد المستمر من التعرض لهجمات عنصرية.

خطر داهم

يتحدث محمد كزبر رئيس أمناء مسجد فينزبري بارك في لندن، بالكثير من الأسف، عن عدم جدية الحكومة في التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا بصفة عامة، وللاعتداءات على أماكن العبادة بشكل خاص.ويؤكد كزبر في حديثه للجزيرة نت “غياب الجدية سواء من طرف الحكومة أو الأمن في التعامل مع الاعتداءات على المساجد، ذلك أن معظم الاعتداءات لا تتم معاينتها من طرف الشرطة، ولا يتم التحقيق مع المشتبه فيهم”.

ويضيف أن حالة التراخي هذه “تشجع آخرين على الاعتداء على المساجد التي تتحول في نظرهم إلى أماكن مستباحة، ولهذا لدينا حالات لأشخاص يعتدون على أكثر من مسجد ولا يتم التعامل معهم بصرامة”.

ويكشف المتحدث أن مسجد فينزبري بارك ليس استثناء، قائلا إننا “نتعرض لسيل من الرسائل والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحمل تهديدا وأخرى تسخر من الرموز الدينية فضلا عن الاعتداءات الحسية من محاولات تكسير زجاج نوافذ المساجد وكذلك التهديدات للقائمين على هذه المساجد”.

ويرى كزبر أن الحل يكمن في اعتماد الحكومة البريطانية تعريفا رسميا للإسلاموفوبيا “والتوقف عن المماطلة في هذا الموضوع، لأن هذا التعريف سيضع الإطار القانوني لمعاقبة كل من يعتدي على المساجد أو المسلمين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى