أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحلياتومضات

صندوق التعليم العالي القطري يمنح جائزة المبدع الفلسطيني للعام 2022 للدكتور منصور النصاصرة والمخرج توفيق أبو وائل

طه اغبارية

منح صندوق التعليم العالي القطري على اسم المرحومين أحمد مصطفى شريم ومريم سليمان، أمس السبت، جائزة “المبدع الفلسطيني لكل من الدكتور منصور النصاصرة ابن النقب والمخرج توفيق أبو وائل ابن مدينة أم الفحم.

جاء ذلك في حفل خاص بالمناسبة، بحضور رئيس مجلس أمناء الصندوق، السيد مصطفى أحمد شريم، وأعضاء اللجنة الأكاديمية بالصندوق والمحتفى بهما الدكتور منصور النصاصرة والمخرج توفيق أبو وائل.

د. مهند مصطفى، عضو اللجنة الأكاديمية في الصندوق، أشار في كلمته خلال اللقاء إلى ان “هذه الاحتفالية لتوزيع جائزة المبدع الفلسطيني تقام للسنة الثانية” لافتا إلى “سعي صندوق التعليم العالي القطري على اسم المرحومين أحمد شريم ومريم سليمان إلى إحداث تغيير بالتفكير حول التعليم العالي والابداع والفن في داخل مجتمعنا الفلسطيني من خلال ابتكار هذه الجائزة السنوية التي ستشهد إضافات أخرى في السنوات المقبلة، هذا إلى جانب الفعاليات المتعددة التي يرعاها الصندوق وعلى رأسها تقديم المنح الجامعية للطلاب العرب في الداخل الفلسطيني”.

وذكر أن جائزة “المبدع الفلسطيني” هذه السنة، مُنحت لجانبين في مجال الابداع، الأولى في مجال الإنتاج البحثي والعلمي وكانت من نصيب الدكتور منصور النصاصرة والجائزة الثانية ضمن مجال الإبداع الفني وكانت من نصيب المخرج الفلسطيني توفيق أبو وائل.

وشكر مهند مصطفى، رئيس مجلس أمناء الصندوق السيد مصطفى شريم (أبو أحمد) على دعمه لكافة اقتراحات اللجنة الأكاديمية لصندوق التعليم العالي وتبنيه لها.

هذا ووقف الحضور دقيقة حداد على الصحافية شيرين أبو عاقلة التي استهدفتها يد الغدر الإسرائيلية الأربعاء الفائت، وقال الدكتور مهند في هذا السياق “جاء استشهاد أبو عاقلة في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ شعبنا، ليثبت الشعب الفلسطيني أنه حي وأنه في اللحظات الحاسمة يعود إلى وحدته”.

ثم استعرض مهند مصطفى نبذة من المسيرة البحثية والأكاديمية للدكتور منصور النصاصرة، وأنه يعمل محاضرا في العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة بئر السبع، كما يعمل محاضرا في جامعة “اكستر” البريطانية، هذا إلى جانب إصداراته الغنية في اللغات العربية والعبرية والإنجليزية واسهاماته بعشرات الدراسات البحثية التي حظيت بتقدير على المستوى المحلي والدولي.

وفي الحديث عن مسوّغات استحقاق النصاصرة لجائزة المبدع الفلسطيني أوضح مهند مصطفى أنه “جرى اختيار كتابه “بدو النقب وبئر السبع: 100 عام من السياسة والنضال”، والذي صدر في البداية بنسخته الإنجليزية عن جامعة كولومبيا الأمريكية ثم صدر بالعربية مع ملاحق وفصول جديدة”.

وأكد ان الكتاب وثيقة هامة جدا من حيث استئنافها على الخطاب الاستشراقي الذي خلص صورة نمطية سلبية عن أهل النقب، وقال إن موضوع الكتاب ناقش مسألة النقب وهي القضية التي لا زالت تدخل في صلب الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل بكل أدواتها الاستعمارية، مثنيا على الجهد البحثي العميق المبذول في الكتاب لا سيّما العمل الميداني والمقابلات الشخصية التي اثرت رواية النقب وديار بئر السبع وأكدت أن النقب كان زاخرا بالمقاومين للمشروع الصهيوني.

تلى ذلك، كلمة السيد مصطفى أحمد شريم، رئيس مجلس أمناء صندوق التعليم العالي القطري، قائلا “نلتقي اليوم في أحد مشروعات صندوق التعليم العالي القطري عن روح والديّ المرحومين أحمد شريم ومريم سليمان، لنحتفي بمبدعين من أبناء شعبنا، الدكتور منصور النصاصرة ابن النقب الصامد عن كتابه بالغ الأثر حول أهل النقب وصمودهم على مدار العقود الماضية وصمودهم الحالي في بيوتهم رغم السياسات الظالمة الإسرائيلية، كذلك نحتفي بالمخرج توفيق أبو وائل ابن مدينة أم الفحم المبدع في مجال الإنتاج الدرامي والسينمائي”.

واكد شريم أن صندوق التعليم العالي عن روح والديه، يقوم بالعديد من الفعاليات على مدار السنة، دعما للتعليم الأكاديمي وأبنائنا العرب في الداخل الفلسطيني وأنه “سيبقى منارة لكل خير في مجتمعنا الفلسطيني في الداخل”.

الدكتور سامي محاجنة عضو اللجنة الأكاديمية في الصندوق، لفت إلى ضرورة تقديم الشكر المتواصل للسيد مصطفى شريم على دعمه المستمر للمشاريع التي يرعاها الصندوق، مشددا على أنّ الغاية من جائزة المبدع الفلسطيني هي “تكريم الإنتاج الأصيل والنقي”، موضحا أن هذا الإنتاج هو جزء من المعركة الثقافية والفنية والمعركة على الهوية التي يخوضها الشعب الفلسطيني.

ثمّ كانت مداخلة للدكتور أيمن اغبارية وقدّم رؤية نقدية حول الابداع الفني للمخرج والسيناريست توفيق أبو وائل والذي استحق عليه الجائزة، لافتا إلى أن أبو وائل “قدّم فنا جيد الصنع وجميلا يحسن للعالم ذوقه وفنه، كما نكرمه لأن فلسطينية توفيق حاضرة دونما خجل ولا مواربة في لغته السينمائية”.

وأشار إلى أن توفيق أبو وائل نال العديد من الاشادات والجوائز على أعماله السينمائية، محليا وعالميا. وزاد اغبارية “الجائزة كذلك هي تكريم لفناني مدينة أم الفحم ولتوفيق الذي يمثلهم هنا والذي نجح بالنفاد إلى العالمية دون أن يتنازل عن فلسطينيته”. واقترح الدكتور أيمن اغبارية ان يخصص أسبوع في المركز الجماهيري بمدينة أم الفحم لعرض كافة أعمال المخرج توفيق أبو وائل.

ثمّ كانت كلمة المحتفى به الدكتور منصور النصاصرة، شاكرا لفتة تكريمه والمخرج أبو وائل، وقال “أنا سعيد بوجودي في مدينتي أم الفحم الاسم الحركي لفلسطيني كما سمّاها ناجي العلي، كل الشكر للعم أبو أحمد واللجنة الأكاديمية على هذا التكريم، نعزي بالمناسبة مجتمعنا باستشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة”.

وأثنى على القراءة النقدية التي قدمها الدكتور مهند عن كتابه، موضحا أن الكتاب هو جزء من السردية الفلسطينية التي تم تغييبها إسرائيليا ولدى بعض الأصوات الفلسطينية أيضا، والكتاب جزء من روايتي الشخصية كابن النقب وبئر السبع، بل هو رواية كل فلسطيني”.

ثم كانت كلمة المحتفى به المخرج توفيق أبو وائل، معربا عن تقديره للقائمين على الصندوق على لفتة التكريم والجائزة، وقال “حصلت على العديد من الجوائز محليا وعالميا، ولكن لهذه الجائزة نكهة خاصة لأنها خرجت من بلدي أم الفحم”.


وخص أبو وائل السيد مصطفى شريم بالشكر قائلا “مجتمعنا بحاجة إلى أمثال العم أبو أحمد من أجل اغلاق الفجوة بيننا وبين اليهود لا سيما في ظل السياسات العنصرية”، ودعا الشباب إلى الابداع وتحقيق ذواتهم من خلال العلم والبحث العلمي والتميز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى