أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيليةومضات

جنرال إسرائيلي يتوقع تورط روسيا في الوحل الأوكراني

مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية تزداد التقديرات العسكرية الإسرائيلية باتجاه توقع انتهائها أو تواصلها وفقا لموازين القوى بين موسكو وكييف، وطبيعة الموقف الإسرائيلي المتبلور في النهاية، في ظل الضغوط الممارسة عليها من واشنطن وموسكو لأخذ موقف حاسم تجاه أي منهما.

في الوقت ذاته، تتباين المواقف الإسرائيلية تجاه استشراف مآلات الحرب، سواء احتلال الروس لأوكرانيا كلياً، أم قدرة الأخيرة على استنزاف الجيش الروسي، والنتائج المتوقعة لهذه الحرب على الملفات الإقليمية والشرق أوسطية، فضلا عن طبيعة النظام الدولي الذي قد تسفر عنه، وما هي المكاسب والخسائر التي ستعود على إسرائيل في نهايته.

الجنرال عاموس يادلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، قدّر في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يستولي على أوكرانيا في وقت قصير نسبيًا إذا لم يتدخل الغرب أكثر، لكن السؤال ما الذي سيحدث بعد دقيقة واحدة من هذه السيطرة، فهل سيغرق في الوحل لسنوات قادمة، مثلما تورطت الولايات المتحدة في العراق، وهو أمر ترقبه المحافل العسكرية الإسرائيلية عن كثب”.

وأضاف أن “ميزان القوى السائد في الحرب يمنح روسيا أخيرًا القدرة على أن تستولي على أوكرانيا في غضون شهر تقريبًا، إذا لم يكن هناك تغيير جذري في التدخل الغربي، أما الموقف الإسرائيلي فينبغي أن يكون أكثر انحيازا إلى المعسكر الغربي، ونحن في لحظة قد تتحول فيها الحرب إلى اتجاهين خطيرين للغاية، أحدهما صدام بين روسيا وحلف الناتو، والآخر هو القضية النووية المروعة، وبينهما مهاجمة الروس للمراكز المدنية بشكل عشوائي، بسبب ما قد يظهر على أنه إحباط من سير المعارك، مع العلم أن أداء الجيش الروسي أقل بكثير مما توقع بوتين”.

يراقب المستوى العسكري الإسرائيلي الجهود العملياتية للجيش الروسي، ويستعيد ما قام به سابقاً في الشيشان وجورجيا وسوريا، حيث خاض في هذه المناطق استراتيجية القصف البليغ، ولعل ما تبقى من غروزني وحلب يظهر كيف هاجم الروس بوحشية مدناً بأكملها، بما فيها مستشفياتها ومدارسها وأسواقها، لكن لا يبدو أن هذا ما خطط له في أوكرانيا، لأن اللافت أن بوتين تحضر، وفق التقدير الإسرائيلي، لعملية سريعة، ولمرة واحدة، للسيطرة على المطارات، وتوجيه القوات من هناك، للإطاحة بالحكومة الأوكرانية، سواء عن طريق قطع رأسها، أو الوصول لمكاتبها، وإخراجها، كما تأمل أن يتوقف الجيش الأوكراني عن القتال.

النقاش السائد في الأروقة العسكرية الإسرائيلية يتوافق حول فرضية مفادها أنه طالما لم يحدث ذلك، فإن الروس ينتقلون إلى استراتيجية لم يريدوا خوضها ضد الأوكرانيين، بزعم أنهم إخوانهم السلافيين المسيحيين، وفي كييف تشكلت الأمة الروسية، مما يدفع قيادة الجيش لبحث التخلص من هذه المعضلة، صحيح أن بوتين يطلب من جنرالاته أن يفعلوا ذلك بأقل قدر من الضرر، لكن ما يرونه على الأرض قد يدفع بهم باتجاه استعادة نموذج غروزني.

يرجح الإسرائيليون أن تنتصر القوة الروسية في النهاية، لكن السؤال المطروح في تل أبيب: هل سيقوم الروس بضم أوكرانيا، أم تشكيل حكومة عميلة تابعة لهم فيها، أم سيغرقون في نفس الوحل الذي غرقوا فيه سابقا، ومن بعدهم الأمريكيون في أفغانستان والعراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى