أخبار رئيسيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيليةومضات

تحذيرات من تداعيات التغير المناخي العالمي على البلاد

طه اغبارية

في أعقاب التقرير الأممي الذي أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ على الكرة الأرضية وتوقعاته القاتمة لمستقبل الكرة الأرضية، حذّرت جهات إسرائيلية من تداعيات التغير المناخي على البلاد.

ونشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، تصريحا وصف التقرير الأممي بأنه “هام ويجب الالتفات إليه جيدا في إسرائيل والعالم. التقرير بمثابة جرس انذار ويتطلب التعاطي معه على المستوى الدولي بالتعاون المشترك بين الدول من خلال تداول المعلومات والخبرة، بهدف منع حدوث السيناريوهات المتطرفة التي يتضمنها التقرير”.

“هذه المتغيرات نراها بوضوح عندنا أيضا” قال مدير الأرصاد الجوية الإسرائيلية، نير ستيف، لموقع “واللا” العبري.

وقال التقرير الأممي، غير المسبوق، إن الانبعاثات المستمرة للغازات الدفيئة قد تشهد أيضا تغيرا في حدود درجات الحرارة الرئيسية خلال ما يزيد قليلا على عقد. كما أوضح المشرفون على التقرير أن ارتفاع مستوى سطح البحر إلى ما يقرب من مترين بحلول نهاية القرن الجاري “لا يمكن استبعاده”.

ويذكر تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، بنبرة قوية: “من الواضح أن التأثير البشري أدى إلى تدفئة (زيادة درجات حرارة) الغلاف الجوي والمحيطات والأرض”. ويقول المشرفون على التقرير إن درجات حرارة سطح الأرض سجلت، منذ عام 1970، ارتفاعا بشكل أسرع مقارنة بأي 50 عاما أخرى على مدار ألفي عام. وأضافوا أن هذا الاحترار “يؤثر بالفعل على العديد من أحوال الطقس والمناخ في كل منطقة في شتى أرجاء العالم”.

ويوضح التقرير الجديد أيضا أن الاحترار الذي شهدناه حتى الآن قد أحدث تغييرات في العديد من أنظمة الدعم لكوكبنا، والتي لا رجعة فيها على فترات زمنية تمتد من قرون إلى آلاف السنين. وسوف يستمر احترار المحيطات وسوف تزداد حموضة مياهها، مع استمرار ذوبان الأنهار الجليدية الجبلية والقطبية لعشرات أو مئات السنين.

ويقول التقرير الجديد إنه في ظل جميع سيناريوهات الانبعاثات التي درسها العلماء، قد لا يتحقق الهدفان خلال القرن الجاري ما لم يُتخذ إجراء لخفض كبير في الكربون. ويعتقد المشرفون على التقرير أنه ستحدث زيادة تصل إلى 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2040 في جميع السيناريوهات، وإذا لم يحدث خفض في الانبعاثات خلال السنوات القليلة المقبلة، فسوف تحدث الزيادة قبل ذلك.

بحسب مدير الأرصاد الجوية الإسرائيلية “من قراءة أولية للتقرير لم نر شيئا لا نراه عندنا. ويدور الحديث عن ظاهرة جفاف مقابل انخفاض في المياه. التوقعات المناخية تتحدث بصورة ناظمة عن هذه الظاهرة عندنا أيضا، مع تراجع المياه والذي سيشتد مع ازدياد درجات حرارة الكرة الأرضية سيكون هذا الأمر محسوسا بشكل جدي. التقرير الأممي الجديد يعطي صورة أوضح حول التغير المناخي قياسا لتقارير أخرى بهذا الشأن”.

في المقابل توقع أن تشهد الفترة القادمة فيضانات وسيول جارفة يمكن ان توقع الأضرار في العديد من المناطق في البلاد، وأوضح ستيف “كلما ازدادت درجات الحرارة فهذا يعني المزيد من تبخر المياه إلى الغلاف الجوي ما يعني أن الغيوم المتشكلة ستحمل كميات كبيرة من المياه تهطل دفعة واحدة وبقوة شديدة، وربما نشاهد ما رأيناه في شهر كانون ثاني/يناير 2020: مياه تغمر العديد من المناطق في تل أبيب ونهاريا وعسقلان، وعندنا هذا ليس مرتبطا فقط في قوة الأمطار الهاطلة وإنما إلى حالة التمدين الآخذة بالاتساع في المناطق الساحلية وتسبب تقليل المساحات الفارغة من الأرض التي يمكنها امتصاص المياه. اعتقد ان هذه الظواهر ستلاحقنا في السنوات القادمة”.

وأضاف “ظاهرة الاحترار وارتفاع درجات الحرارة واضحة جدا في كل النماذج والتوقعات المناخية المستقبلية، وهذا انعكس باستمرار موجات الحر عندنا وفي أماكن مختلفة من العالم خلال الأسابيع الأخيرة، الأمور تحدث أمام عيوننا، وهذا سيؤدي مستقبلا إلى المزيد من حرائق الغابات، كما حدث في جبال الكرمل في شهر كانون أول/ ديسمبر 2010، حيث اندلعت الحرائق في فترة عانت من شح في الأمطار بشكل كبير جدا، هذا الأحوال الجوية كما يبدو ستعود على نفسها في الفترة القادمة”.

وختم مدير الأرصاد الجوية الإسرائيلية بالقول “هذا لا يعني أنه في إسرائيل يتحول المناخ فجأة إلى صحراوي، ولكن تداعيات أزمة المناخ العالمية نراها عندنا من خلال التغيرات على طبيعة المناخ في بلادنا والذي كان منتظما من ناحية موسمية وبدأ هذا الانتظام الموسمي يعاني من ثغرات بوتيرة مقلقة، مثل أن تكون فترة انقطاع متواصلة لهطول الأمطار وفجأة يحدث تحول جذري ينعكس من خلال هطول كميات كبيرة من الأمطار في فترة قصيرة جدا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى