أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرالقدس والأقصىومضات

بالاعتقال والإبعاد واحتجاز الهويات…الاحتلال يصعّد إجراءاته القمعية ضد الناشطين في نصرة القدس والأقصى

الدكتور سليمان أحمد اغبارية: التصعيد الاحتلالي في الأقصى ضوء أحمر لأبناء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية

الدكتور سليمان أحمد اغبارية: التصعيد الاحتلالي في الأقصى ضوء أحمر لأبناء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية

طه اغبارية

بعد حمايته لقطعان المستوطنين في الاقتحام الأشرس للمسجد الأقصى منذ سنوات، عشية عيد الأضحى المبارك، يوم الأحد الموافق 18/7/2021، ومحاصرته وقمعه للمصلين، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ممثلا بشرطته وأجهزته الأمنية، ملاحقة الناشطين في نصرة مسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم، من القدس والداخل الفلسطيني، مستهدفًا إياهم بالاعتقالات والابعاد لفترات طويلة عن الأقصى واحتجاز هوياتهم لمنع دخولهم للمسجد حتى دون إصدار أوامر إبعاد.

واقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية وعناصر من المخابرات، الثلاثاء الفائت، منزل الشاب معاذ محمدي من قرية شعب وسلّمته استدعاء فوريا للمثول في مركز شرطة الاحتلال (القشلة) في القدس المحتلة، كما جرى استدعاء السيدة سماح محاميد من أم الفحم إلى التحقيق في القشلة علما أنه جرى احتجاز هويتها الأحد الماضي لدى شرطة الاحتلال أثناء تواجدها في منطقة باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك.

ودهمت قوات الشرطة والمخابرات منزل عائلة محمدي في قرية شعب، وعاثت فيه خرابا تحت زعم قيامها بالبحث عن مواد معادية للمؤسسة الإسرائيلية.

معاذ محمدي
معاذ محمدي

وأمس الخميس، مَثُل معاذ محمدي للتحقيق في مركز شرطة الاحتلال (القشلة) في القدس المحتلة، حيث دار التحقيق، حول مواظبته على التواجد في المسجد الأقصى المبارك. وادعت شرطة الاحتلال أن محمدي “يثير الشغب ويخل بالنظام العام في المسجد الأقصى”، بحسب محمدي.

وجرى ابعاد محاميد ومحمدي عن الأقصى عدة مرات في السابق، بسبب المواظبة على التواجد في المسجد الأقصى والصلاة فيه وحث الناس على زيارته وشد الرحال إليه.

وفي سياق آخر، أبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاثنين (يوم وقفة عرفة)، الشيخ محمد أحمد جبارين (أبو الشريف) عن المسجد الأقصى لمدة أسبوعين بعد ساعات طويلة من التوقيف.

واعتقلت قوات الاحتلال جبارين من باحات المسجد الأقصى مساء الاثنين (19/7)، واقتادته لمركز التحقيق “القشلة” قرب باب الخليل في القدس المحتلة. وأطلقت سراحه في ساعات متأخرة بعد أن أجرت معه تحقيقا مطولا حول أحداث المسجد الأقصى الأخيرة.

وفي حديث لـ “المدينة” مع جبارين (أبو الشريف)، قال إنه كان معتكفًا في المسجد الأقصى منذ أيام، وبعد صلاة المغرب من يوم عرفة، طلبت منه قوات الاحتلال أن يرافقها إلى باب الأسباط ومن بعدها جرى اقتياده لمركز شرطة التحقيق “القشلة”.

واستمر التحقيق مع جبارين لساعات طويلة حاول ضباط المخابرات تلفيق تهم له بالتحريض والدعوة لـ “إثارة الشغب” في المسجد الأقصى، على حد وصفهم، وفي نهاية التحقيق جرى تسليم (أبو الشريف) قرارًا تعسفيًا يمنعه من دخول الأقصى لمدة 15 يوما مع دفع غرامة قدرها 700 شيكل.

الشيخ محمد أحمد جبارين (أبو الشريف)
الشيخ محمد أحمد جبارين (أبو الشريف)

وتمارس الشرطة الإسرائيلية ومخابراتها الترهيب والملاحقة بحق النشطاء المقدسيين ومن أبناء الداخل الفلسطيني بزعم إثارتهم الشغب والتوتير للأجواء في الأقصى خلال اقتحامات المستوطنين.

الناشطة سماح محاميد والتي أبعدت عن الأقصى عدة مرات في السابق، قالت لـ “المدينة”، إن شرطة الاحتلال احتجزت هويتها ومنعتها من دخول المسجد دون أن تسلمها حتى كتابة الخبر أمرا بإبعادها عن المسجد.

وأضافت أنها بعد منعها، الثلاثاء، من دخول الأقصى أدت الصلوات على أبوابه، منوّهة “يعتقدون أنهم بهذا التضييق قد يحولون دون شد الرحال إلى المسجد، ولكننا سنواظب على شد الرحال والرباط والصلاة في أقرب نقطة من المسجد إذا منعنا من دخوله”.

سماح محاميد
سماح محاميد

اعتقال العشرات

يشار إلى أن سلطات الاحتلال، وفي أعقاب الاقتحام الأبرز للمستوطنين للمسجد يوم الاحد (18/7) عشية الأضحى، شنّت حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الشبان من القدس والداخل، وأفرجت عنهم لاحقا بعد إصدار أوامر إبعاد لعدد منهم. وقامت سلطات الاحتلال بالاعتداء على المعتقلين بصورة همجية.

وعرف من بين المعتقلين خلال احداث الأحد: عمر ريان (كابول)، إبراهيم حجازي (طمرة)، حسن عواد (طمرة)، حمزة شعار (طمرة)، محمود عواد (طمرة)، محمد أبو الهيجاء (طمرة)، معاذ محمدي (شعب)، باسل أبو الهيجاء (طمرة)، يوسف محاجنة (أم الفحم)، محمد محاجنة (أم الفحم)، يحيى شلبي (اكسال)، محمد قدح (كفر مندا)، طارق أبو يونس (سخنين)، ضياء جرادات (الناصرة)، حمزة شويكي (القدس)، يوسف سكافي (القدس)، محمد النتشة (القدس)، سهى عيد (القدس)، اسراء أبو ناب (القدس)، عايدة صيداوي (القدس)، محمود عباسي (القدس)، مأمون عباسي (القدس)، سامي كردي (القدس)، عبد الله أجرب (القدس)، نبيل سرحان (القدس)، مجد أبو طالب (القدس).

وبحسب المحامي بكر جبارين الذي واكب ملفات عدد من المعتقلين، فقد أشار إلى أنه جرى اعتقال الشبان، ومنهم قاصرين، بعد أن توجّهوا إلى مركز القشلة لأخذ هوياتهم التي احتجزتها شرطة الاحتلال صباح الأحد (18/7) بعد دخولهم إلى المسجد الأقصى.

وأضاف جبارين لـ “المدينة”، أن سلطات الاحتلال صعّدت بصورة مريبة في الأيام الأخيرة ملاحقتها للنشطاء، محذرا من مغبة هذا التصعيد الذي ربما تتبعه ممارسات احتلالية خطيرة في القدس والأقصى.

وأكد جبارين أن أوامر الابعاد واحتجاز الهويات والاعتقال تنفّذ بصورة تعسفية بدون أي سند قانوني، داعيا إلى ضرورة التصدي القانوني لهذه الإجراءات.

 

ضوء أحمر

القيادي في الداخل الفلسطيني، الدكتور سليمان أحمد اغبارية، كان شاهدا على قمع قوات الاحتلال للمصلين في الأقصى، عشية عيد الأضحى المبارك، وأشرف من داخل عيادة المسجد الأقصى على تقديم الإسعافات الأولية للشبان الذين تعرضوا لاعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي.

الدكتور سليمان أحمد اغبارية
الدكتور سليمان أحمد اغبارية

وأكد في حديث لـ “المدينة”، أن ما يحدث من تصعيد احتلالي في الأقصى من تضييق على المصلين مقابل حماية المستوطنين يجب ان يشعل الضوء الأحمر لدى كل المعنيين من شعبنا الفلسطيني وعالمنا العربي وأمتنا الإسلامية.

وفي تفاصيل اقتحامات المستوطنين للأقصى تابع الدكتور سليمان: “بعد أن فرّغت سلطات الاحتلال باحات الأقصى من المصلين والمصليات، واضطرتهم إلى دخول المصلى القبلي قامت بإغلاق الأبواب ثم حمت مئات المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى وسط إطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي على الشبان الذين حاولوا ضد الاقتحامات”.

وأردف بالقول: “بسبب خلو عيادة الأقصى من المسعفين اضطررت في المرحلة الأولى من الاحداث إلى التواجد داخل العيادة وقمنا باستقبال عدد من الحالات لشبان جرى الاعتداء عليهم وتعرضوا لإصابات خفيفة بالرصاص المطاطي واستنشاق الغاز المسيل للدموع”.

ويرى اغبارية أن تصعيد الاقتحامات في الآونة الأخيرة، يهدف من ورائها الاحتلال إلى التغطية على فشله يوم 28 رمضان.

د. اغبارية مع الشيخ عمر الكسواني مدير الأقصى
د. اغبارية مع الشيخ عمر الكسواني مدير الأقصى

وقال “يريدون بكل الوسائل والطرق الاحتلالية إظهار سيطرتهم وأنهم أصحاب القرار في الأقصى وفي هذا رسالة للمملكة الأردنية والأوقاف في القدس وتجاوز لدورهم، وعلى الأردن أن يقوم بواجباتها بهذا الخصوص”.

ودعا الدكتور سليمان أحمد، أبناء الداخل الفلسطيني والضفة الغربية إلى التوجه للمسجد الأقصى بشكل دائم قائلًا، “هذه أمانة سنحاسب عليها عند الله”.

ويتابع أن التواجد في المسجد الأقصى واجب دينيّ على كل من لديه إمكانية مادية وصحية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى