عائلة محاميد من حيفا إحدى ضحايا العنصرية الإسرائيلية.. ملفها لا يزال قيد المجهول

ساهر غزاوي
عائلة محاميد من مدينة حيفا إحدى ضحايا عقيدة الشرطة الإسرائيلية وحقدها العنصري وتنكيلها بالمواطنين العرب في الأحداث الأخيرة التي هبّت فيها الجماهير العربية كرامة للقدس والمسجد الأقصى وغزة.
رغم مرور أكثر من شهرين على تقديم عائلة محاميد الحيفاوية الشكاوى إلى ما يسمى “ماحش” (وحدة التحقيقات مع افراد الشرطة)، إلا أن ملف الاعتداء على العائلة لا يزال قيد المماطلة، وسط تخوف من الإهمال المتعمد والتخوف من إغلاقه وضياع حقهم.
السيد عوض محمد محاميد، من مدينة حيفا، والذي تعرض هو وأفراد أسرته إلى الاعتداء والتنكيل الوحشي من قِبل الشرطة الإسرائيلية في تلك الأحداث، يروي التفاصيل لـ “المدينة” ويقول: في ليلة عيد الفطر شاركت أنا وأفراد أسرتي في مسيرة العيد في حيفا وكانت مسيرة عادية جدًا وعدنا بعدها إلى بيتنا الواقع بالقرب من حي الحليصة. وفي الساعة الحادية عشر والنصف ليلًا، سمعنا صوت جلبة قرب البيت، وأنا أسكن في الطابق الخامس وابني في الطابق الأول. ألقيت نظرة من الشرفة وإذا باعتداء على سيارات جيراننا اليهود”.

لم أستطع أن أبقى في البيت، يتابع عوض محاميد، ويروي: “نزلت وأولادي لنرى عن قرب ما حدث مع جيراننا ولنقدم لهم المساعدة وكانوا يشكون لنا ما حدث معهم متذمرين من هذه الأفعال التي لأول مرة تحدث معهم في هذا الحي المختلط بين العرب واليهود، كما يقولون، وبعد أن وقفنا معهم وتفحصنا الأضرار سويًا عدنا إلى البيت، وما هي إلا لحظات قليلة وإذ بابنتي في الطابق الأول تصرخ وتنادي علينا.. نزلت أنا وأولادي عبر المصعد الكهربائي إلى الطابق الأول، وما أن فتح المصعد أبوابه وإذا بقوات كبيرة من الشرطة ودون مقدمات تنهال علينا بالضرب المبرح بالعصي وترشنا بالغاز المدمع والحارق، وفي هذه الأثناء حاولت أن افهم منهم ماذا يريدون منا بالضبط لكنهم استمروا في الاعتداء علينا حتى صارت رؤوسنا وأجسادنا تنزف من الدماء”.
ويضيف محاميد: “بدل أن تنقلنا الشرطة الإسرائيلية إلى المستشفى لتلقي العلاج، قامت باقتيادنا إلى مركز الشرطة والدماء تسيل مني ومن أولادي الثلاثة في العشرينات من أعمارهم. ومكثنا في المعتقل لمدة خمسة أيام بعد أن قدمت النيابة إلى المحكمة بتهمة القاء الحجارة وإطلاق شعارات عنصرية ضد اليهود. لكن والحمد لله التصوير الذي وثقته الكاميرات في البيت ومحيطه فنّدت هذه الادعاءات وأطلق سراحنا دون قيود أو شروط”.
ويُبين السيد عوض محاميد، أن حادثة الاعتداء عليه وعلى أسرته أمام جميع أهالي الحي تسببت لهم بأضرار نفسية وخاصة أن ابنته (27 عاما) لا تزال إلى اليوم تخاف أن تبقى لوحدها في البيت وحتى أنها لا تستطيع أن تنام من شدة تأثير الصدمة النفسية عليها جرّاء الحادثة. أيضا ابنته الصغيرة في المرحلة الابتدائية صارت كلما ترى سيارة شرطة أو شرطي يمشي بالشارع تخاف وتهرب مسرعة لتختبئ. كما يقول.
المحكمة برأتنا من أية تهمة باطلة، يشير محاميد ويقول: “لكن القضية ليست عند المحكمة، بل عند الشرطة التي تصر إلى الآن على عدم اغلاق الملف ضدنا ليبقى ملفًا مفتوحًا يلاحقنا أينما نذهب، وهذا سيلحق الضرر الكبير علينا، وفي الوقت نفسه لا زلنا ننتظر من “ماحش” أن تنظر إلى ملف اعتداء أفراد الشرطة الوحشي علينا حتى لا تضيع حقوقنا كما ضاعت حقوق غيرنا من قبل”.
ويختم السيد عوض محمد محاميد ابن مدينة حيفا حديثه لـ “المدينة” مؤكدًا على أنه هو وأسرته ضحية تحريض جهات رسمية إسرائيلية على المواطنين العرب الذي يعيشون في وطنهم ويعشون في بلد من المفترض أنها تخضع للقانون وتحاسب كل معتدٍ حسب القانون لا حسب العنصرية والفروقات القومية.



