أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةالقدس والأقصى

تحليل: حكومة بنيت لبيد و”مسيرة الأعلام”

طه اغبارية

عكست حالة التخبط لدى السلطات الإسرائيلية في الأيام الماضية، حول إقرار أو تأجيل أو إلغاء أو تغيير مسار “مسيرة الأعلام” في القدس المحتلة، خشية من التداعيات فرضتها الهبة الشعبية الأخيرة للشعب الفلسطيني، وما رافقها من دخول غزة بقوة على خط المواجهة والصراع في القدس والمسجد الأقصى المبارك.

حتى اللحظة لا يمكن توقع ما ستؤول إليه الأمور بخصوص “المسيرة” لكن التردد الإسرائيلي وعدم اليقين والخشية من التطورات إذا ما أقيمت المسيرة، تصب في خدمة مناهضة الإجراءات الاحتلالية والتهويدية في القدس المحتلة، وهذا ما استدعى عتاة اليمين الإسرائيلي أمثال سموتريتش وبن غفير إلى القول بأنه “لا يعقل أن تدير حماس شؤون القدس”.

تجدر الإشارة إلى أن “مسيرة الأعلام” و”رقصات الانتصار” بما يسمى “توحيد القدس”، هي تقليد إسرائيلي سنوي، دأب المستوطنون عليه منذ سنوات طويلة، بهدف تأكيد ما يسمّونه “السيادة” الإسرائيلية على المدينة والمسجد الأقصى. وكانت المسيرة تُقرَّر وتُنظَّم في موعدها السنوي، دون أن تثير الكثير من التوتر أو الاهتمام، فلسطينيا وإقليميا وعالميا، غير أنها كانت هذا العام ضمن محركات هبة الشعب الفلسطيني، التي انتفضت ضد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى المسجد الأقصى أواخر شهر رمضان المبارك فضلا عن تصعيد سياسات التهويد الاحتلالية في القدس ومخططات التهجير في “الشيخ جراح” و”سلوان”.

أجبرت هبة الشعب الفلسطيني الأخيرة الاحتلال الاسرائيلي على مقاربة مختلفة تماما لما درج على تمريره في القدس والأقصى، فجرى تأجيل المسيرة وتغيير مسارها، والأهم من ذلك أن الأحداث قيّدت القرارات الإسرائيلية فيما يخص تهويد القدس وأخضعتها لمراجعات وتراجعات وانسحابات لم تكن معهودة فيما مضى، لا سيّما وأن الاحتلال ظن بعد موجة التطبيع والاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي أن الأمور دانت له والميدان بات ملكه بصورة حصرية.

رحّل نتنياهو موعد “مسيرة الأعلام” إلى حكومة بنيت لبيد، بهدف الإضرار بها وإحراجها، وجعلت هبة الشعب الفلسطيني، القدس حاضرة وفي قلب الصراع حتى أنها ألزمت فصائل المقاومة الفلسطينية على الاستنفار، ولا يمكن اغفال الرصيد الذي اكتسبته المقاومة وحركة حماس تحديدا جراء تبنيها معادلة “غزة- القدس” وبالتالي يمكن القول إن غزة ستعبر بطريقة ما، عن التزامها تجاه القدس وفق المعادلة ذاتها.

ويبقى السؤال كيف ستتصرف حكومة بنيت لبيد في “مغامرتها الأولى” وهي تعلم أنها ملزمة بالرد على مزايدات زعيم المعارضة ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، فهل تجرّها مزايدات اليمين الآخر المعارض، إلى مغامرة تطيح بها بعد أيام قليلة من تنصيبها أم ستقوم بإلغاء المسيرة مرة أخرى أو تحوير مسارها.
في كل الأحوال، حقق الفلسطينيون والمقدسيون انتصارا تمثل بإرباك الإسرائيلي والتأثير على قراراته في مرحلة ظن فيها الاحتلال أن الصراع على القدس قد حسم لصالحه بصورة نهائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى