أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

ماذا بعد انتهاء فترة “العطلة المدفوعة”؟.. المجتمع العربي يواجه شبح البطالة والفقر

عائشة حجار

بعد عام وثلاثة أشهر من الإغلاق الأول الذي سببته جائحة “كورونا”، والذي سبب ارتفاعًا رهيبًا في نسبة البطالة، ومع سلسلة من القرارات الحكومية بتقديم “هبات” لمن فقدوا أماكن عملهم، كان أبرزها منحهم عطلة مدفوعة مدّتها اكثر من سنة كاملة، يجد المجتمع العربي نفسه يدفع ضريبة القرارات الحكومية والجائحة معًا لتتصدر ثلاثة مدنٍ عربية قائمة البلدات ذات نسبة “الباحثين عن عمل” الاعلى في البلاد. فحسب معطيات مكتب التشغيل الأخيرة، وصلت نسبة البطالة في أم الفحم الى 24.4%، وفي الناصرة الى 24.3% وفي رهط الى 19.9%.

وكان مكتب العمل قد حذر من النهج الحكومي لمنح مخصصات البطالة على فترات طويلة لأنها “حولت مخصصات البطالة من شبكة أمان هامة في الفترة الاولى للجائحة، الى عقبة في طريق العودة الى العمل، خاصة لدى متلقي الأجور المنخفضة، والتي لا تختلف مخصصات البطالة كثيرًا عن اجرتهم في حال عادوا إلى عملهم”.

حول هذه القضية قال قيصر اغبارية- مستشار اقتصادي للعائلات والمصالح، ومدير معهد سمارت للتدريب والاستشارات، لـ “المدينة”: “لا نستطيع أن نقول إن مجتمعنا جاهز لمثل هذا الوضع، لأن معظم أفراد المجتمع غير مهيئين مسبقا، وليس عندهم الاستعداد لمواجهة ظروف كهذه، من عدة مستويات، على مستوى وجود مدخرات وتوفيرات تكفي لتلبية المصروفات، وأيضا عدم وجود مصادر دخل أخرى. حيث ان معظم الذين يعملون في وظائف مختلفة ليس لهم دخل سوى هذه الوظيفة، ولا يوجد مصادر أخرى للدخل، كدخل من استثمارات أو عقارات، أعمال حرة ومستقلة. وبالتالي فإنهم عندما يفقدون الوظيفة، وتنتهي فترة استحقاقهم للمخصصات بسبب فقد الوظيفة فإنهم سيكون -بلا شك- في أزمة حقيقية”.

ويرى اغبارية أنه “يجب أن نراجع مصروفاتنا ونفقاتنا ولا نعتمد على دخل محدد، فنحن في العادة نعيش بمستوى حياة أعلى من دخلنا، مع أن هذا خطأ، فنحن يجب أن نوفي حاجاتنا ونقلل رغباتنا واستهلاكنا قدر الامكان، فلا بد ان تكون نفقاتنا اقل من الدخل حتى يتبقى مبلغ للتوفير والادخار. نصيحة اخرى هي زيادة مصادر الدخل، فمثلا اذا كان الشخص موظفًا ان يكون لديه مصدر دخل حر جانبي ليساعد في مصروفات مستقبلية داخلية، وحتى إن افتتح به مشروعًا يزيد من دخله”.

أمّا عن الواقع الجديد بعد انقطاع مخصصات البطالة يقول اغبارية: “برأيي لا يجب أن نحصر انفسنا في المجال الذي كنا نعمل به حتى الان، بل أن نجرب مجالات اخرى، حتى لو اضطررنا لتعلم مهنة جديدة. فلا يجب أن نحصر أنفسنا في مجال ضيق ويجب ان تكون لدينا القابلية لتعلم مهارات جديدة وخوض مجالات اخرى، فالمجالات والفرص دائمًا متاحة لكن يجب على الانسان أن يسعى. فمثلًا هناك مجالات دخلها في البداية متواضع، لكن يمكن فيها اكتساب مهارات جديدة في سوق العمل. ايضًا يمكن التوجه للعمل المستقل والحر، اي ان ندرس إدارة مشروع خاص اذا لم نجد وظيفة، وطبعًا لا بد من دراسة متأنية لمثل هذه المشروع حتى يكون دعمًا لنا ولا يزيد المشكلة، وخاصة لا بد من استشارة أصحاب الاختصاص في هذه المجالات”.

وحول رؤيته للحل لمثل هذه الازمة، يرى اغبارية ان الوقاية خير علاج: “الحل لهذه الأزمة -كما قلنا سابقا- الاستعداد المسبق لمثل هذه الظروف، بأن نقلل نفقاتنا ونرشد استهلاكنا ونراجع كافة مصروفاتنا ونتساءل بصدق إن كان بالإمكان التنازل عنها أو التقليل منها. وأن يكون عندنا مدخرات لمواجهة مثل هذه الظروف، ولنتمكن من استثمار هذه المدخرات لنحقق دخلا إضافيا، يمكننا من خلاله أن نعيش في أمان مالي حينما تحصل ظروف وأحوال غير متوقعة تؤدي إلى فقد الوظيفة”.

اما عن العودة لسوق العمل، وأهمية التوجه لوظيفة مناسبة ذات افق مستقبلي يقول اغبارية: “أهم مواصفات الوظيفة المناسبة هي التي من خلالها نتمكن من تعلم مهارات جديدة وتنمية قدراتنا على تحقيق وإنشاء دخل دائم. لا يكن همنا في الوظيفة فقط الحصول على الراتب بغض النظر عما أستفيده من الوظيفة لتنمية مهاراتي وقدراتي. لأن هذه القدرات والمهارات سوف تسهل عليّ في أن أجد وظيفة أخرى بسهولة في حال فقدت الوظيفة الحالية. لأن من يمتلك مهارات عالية وقيمة إضافية وقدرة على أن يسوق نفسه في سوق العمل، ومعرفة كيفية إقناع صاحب العمل بالقيمة التي يقدمها للعمل، فهذا لن يجد أي صعوبة في الحصول على وظيفة جديدة. بل سيحرص عليه أصحاب العمل أكثر من غيره، لأنه ليس موظفا عاديا وعاملا كغيره، إنما يمتلك خبرات ومهارات تعود بالفائدة على المكان الذي يعمل به”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى