الاحتلال يواصل غرس بؤره الاستيطانية في خاصرة جبل صبيح

تواصل قوات الاحتلال ومجموعات المستوطنين معركتها المستعرة التي تدور رحاها في خاصرة جبل صبيح جنوب نابلس من خلال زرع بؤره الاستيطانية فيه، ومحاولة السيطرة على أرضه.
فقد أنشأ نشطاء الاستيطان مؤخرا مدينة ملاهي مصغرة وأبنية إسمنتية بعد لقاء جماعي جمع أعدادًا من المتطرفين المستوطنين لبحث الخطوات القادمة وتشكيل لجان العمل والابتلاع.
ويخشى أهالي جبل صبيح من فرض البؤرة كمستوطنة تتمدد لتحاصر بلدة بيتا وعديد القرى المجاورة، مشككين بالأخبار الواردة من جانب الاحتلال بأن البؤرة ستزول خلال الفترة القادمة، مؤكدين أن أنياب الجرافات لا تزال تنهب الأرض وتغير جغرافيتها لإنشاء مستوطنة.
هجمة استيطانية
من جهته، أكد عضو لجنة التنسيق الفصائلي في بلدة بيتا الناشط محمد دويكات أن بلدة بيتا تتعرض منذ أكثر من عام لهجمة استيطانية واسعة تستهدف أراضي البلدة.
وأوضح دويكات أن أولى المحاولات كانت في جبل صبيح وجبل العرمة بالتزامن، وذلك عندما حاول المستوطنون مدعومين بقوات الاحتلال تنظيم زيارات دينية لهذه المنطقة التي تعد أثرية، فتم التصدي لهم من أهالي بيتا واستشهد على إثرها الشهيدين محمد حمايل وإسلام دويكات.
ولفت دويكات إلى أن هذه المنطقة استراتيجية تقع بالقرب من حاجز زعترة العسكري الذي يربط شمال الضفة بجنوبها، محذرا من أن وجود هذه البؤرة سيكون استكمالا لسلسلة بؤر استيطانية تبدأ من الغور وتنتهي بجنوب الضفة الغربية وهذا جزء من مشروع الضم الذي يسعى الاحتلال لترجمته على أرض الواقع.
وعدّ دويكات أن بقاء هذه البؤرة موجودة سيؤدي لقطع تواصل الأراضي بين شمال الضفة وجنوبها، وذلك يسهل تنفيذ مشروع الضم.
وأشار دويكات إلى أن هناك اجتماعات دورية للفصائل تهدف لتنظيم فعاليات لمواجهة الاستيطان في المنطقة، للضغط على الاحتلال لوقف التوسع الاستيطاني، مطالبا بضرورة مواصلة العمل الدؤوب لمنع التوسع الاستيطاني.
ووجه دويكات التحية لأهالي بلدة بيتا الذين ينجحون في كل مرة في مواجهة التمدد الاستيطاني من خلال فعاليات تصاعدية شعبية وجماهيرية، مردفا: “لا يمكن للاحتلال أن يرحل إلا من خلال الضغط والمواجهة الواسعة من أبناء البلدة لإفشال المخططات الاستعمارية”.
ودعا دويكات لضرورة أن يكون هناك دور فاعل على المستوى الرسمي تتمثل بخطوات عملية تناسب حجم التمدد الاستيطاني، مطالبا بتحرك سياسي دبلوماسي يقوم على أساس سحب الاعتراف بدولة الاحتلال ووقف التنسيق الأمني ووقف العمل باتفاقية باريس الاقتصادية.
وتابع: “ذلك كله يجبر الاحتلال والمستوطنين على الرحيل، ويوصل رسالة للعالم أن الفلسطيني لا يقبل ببقاء الوضع على ما هو عليه وسيستخدم كل وسائل المقاومة في سبيل ذلك.”
ويتوسط جبل صبيح قرى بيتا وقبلان ويتما متخذا إطلالة جميلة واستراتيجية تسجل كل حركة في بلدة بيتا على وجه الخصوص نظرا لخصوصية جينات الانتماء الوطني الصادق لأهالي بيتا وسيرتها الذاتية في مواجهة الاحتلال ومستوطنيه.
تهويد مستمر
بدوره، يرى النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس في طولكرم عبد الرحمن زيدان أن محاولات المستوطنين لإقامة بؤر استيطانية هي جزء من سياسة الكيان الدائمة والمتجددة في السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتهويد الضفة الغربية.
وأوضح زيدان أن السيطرة على الأرض تتم عبر عدة محاولات متواصلة منذ شهور، لافتا إلى أن منطقة جبل صبيح شهدت مواجهات عديدة وارتقى فيها الشهداء والجرحى.
وعدَّ زيدان أن للاحتلال أهدافا خفية تدفعه للتركيز على اختيار نقطة جبل صبيح للانطلاق ببؤرة استيطانية كبرى.
وبيّن زيدان أن الصراع في منطقة جبل صبيح فرض أمر واقع، وهو ليس مجرد نزاع قانوني.
ويشهد جبل صبيح مواجهات يومية مع المستوطنين وقوات الاحتلال، وارتقى خلال مواجهات نصرة القدس وغزة الشهيد الدكتور عيسى برهم، فيما شرع الأهالي بإخراج مسجد الشهيد عيسى برهم للنور قبل أن يمر الأسبوع الأول على استشهاده.


