أخبار رئيسية إضافيةأخبار وتقاريرمحلياتومضات

“رمضان السنة غير”… كيف يمكن لرمضان أن يكون مدرسة في العلاقات الاسرية؟

عائشة حجار

 

نسمع كثيرًا في كل عام الأحاديث عن الرغبة في التغيير في رمضان، على مستوى المجتمعات والمستوى الشخصي، إلا أن هذه الأماني من الصعب تطبيقها خاصة إن لم نصل الى المعنى والقيم الحقيقية والعميقة التي يحملها رمضان. اخترنا في هذا التقرير التطرق إلى الفرص التي تسنح في رمضان ليكون شهرًا ذا رسالة تربوية لكافة افراد العائلة، “المدينة” تحدثت مع بعض المختصين حول القيم التربوية والعائلية في رمضان.

 

سندس جبارين: ضيفكم كريم فأحسنوا ضيافته

 اختارت المختصة النفسية التربوية سندس جبارين، من مركز الخدمات النفسية في بلدية أم الفحم، أن تعطينا مثالًا حول مشاكل الازواج في رمضان وكيف يمكن تجنبها. فتقول: “كما نعلم أن هذا شهر الخير والبركة، شهر ترتفع فيه المعنويات ويزيد الهدوء النفسي لإنهاء الخصومات والنزاعات، شهر السعادة والمحبة واللقاء. ولكن ما هو واقع أزواجنا في هذا الشهر الفضيل؟ حكايتنا بدأت في رمضان، وهي حكاية زوجين بدأت قبل الافطار:

الزوجة تشتكي من الوقفة طوال النهار

الزوج عائد من العمل والجو “نار”

الزوجة: طوال اليوم ارهاق من السحور للفطار

الزوج: وانا شو ذنبي؟ وين بدنا نفطر اليوم؟

الزوجة: عند اهلي

الزوج: لع عند اهلي

الزوجة تعترض وتقول: لا، مش كل مرة انت تأخذ القرار.

ومن هنا ومع عدم وجود الشياطين، إلا أننا نصعد ونرفع هرمونات الغضب وترتفع ردود الافعال، فيبدأ التصادم والخصام من أتفه الاسباب. فالأزواج هنا بدل أن يسيطروا على جوارحهم وهو الهدف في رمضان، إلا انهم يزيدون من توترهم وقلقهم. نعم هي طبيعة الأزواج أن يختلفوا، يتشاجروا، وهذه سنة الحياة، ولكن في أعظم شهور السنة ما يميز ازواجنا هو خلافهم ومشاكلهم”.

حول أسباب مثل هذه النزاعات تقول جبارين: “حقيقة توجد أسباب عديدة لهذا التوتر والغضب. هناك من تتغير عادات نومهم فتقل ساعات النوم مما يؤثر على جهازهم العصبي، وهناك من يستهلك كمية كبيرة من المنبهات في غير رمضان وفجأة ينقطع عنها مما يؤثر ايضًا على سلوكياتهم. المسؤوليات تزيد فالزوجة تعمل وتعود حتى تحضر الافطار، والزوج تزيد مسؤولياته من مصاريف وطلبات في لرمضان. كل هذا يزيد من المشاكل لديهم ونرى ان المشكلة تكبر وتتضخم حتى تصل الى قرارات صعبة”.

وحول الحلول لهذه المشاكل وطرق تجنبها تقول: “نحن إيماننا واعتقادنا بأن هذا شهر يجب أن ندخله بإيمان ونخرج منه بمغفرة وغفران. أقول نعم هذا الشهر هو فرصتنا على الرغم من كل الصعاب وكل التغييرات، إلا أننا يجب أن نستفيد ونستغل هذه الايام العظيمة، فهي أيام معدودات، ضيفكم كريم يأتيكم على عجل فأحسنوا ضيافته. نعم، الضيف الكريم يجب ان نستقبله أحسن استقبال ونحسن ضيافته، ومن احساننا له اصلاح ما بيننا وبين ازواجنا واولادنا، فهذا الشهر أكثر من ترك الطعام والشراب والشهوة، رمضان حياة”.

أمّا عن نصائحها للأزواج فاختصرتها جبارين في النقاط التالية: “أتوجّه الى الازواج وأنصحهم ببعض الامور خلال رمضان: تعاونوا في جميع أموركم، تغافلوا عن مشاكلكم ولا تتناقشوا بها قبل موعد الافطار، ادعموا بعضكم، تشاوروا، استشعروا متعة الصيام واحتسبوا اعمالكم لوجه الله. هذه الأمور تعينكم وتقربكم من بعضكم وتزيل خلافاتكم”.

 

سندس عمري: رمضان يعلمنا التخلي عن عادات وتغييرها

وفي حديث مع العاملة الاجتماعية سندس عمري، المحاضرة في جمعية سند لبناء الاسرة وصلاح المجتمع، شددت على كون الصيام عبادة تهذب النفس وتمكننا من التغيير وقالت: “الصيام عن الطعام والشراب، أي ضروريات الحياة، يحمل رسالة عن قدراتنا في التخلي عن عادات يومية وتغييرها وتبديلها متى وجدت الإرادة، وبهذا يمكننا التخلي عن الكثير من السلوكيات النفسية والاجتماعية الفردية والجماعية الغير محببة واستبدالها بأخرى مغذية لحياتنا العائلية ككل والشخصية كأفراد. فمثلًا إذا تمكنا من ترك الطعام والشراب خلال النهار، يمكننا كذلك الابتعاد عن الاجهزة الالكترونية لبعض الوقت واستغلاله في التواجد مع الابناء”. كما تطرقت الى الفعاليات الجماعية التي يحويها رمضان وتزيد اللحمة الاسرية وذلك أنه: “في رمضان تسنح لنا فرصة ذهبية لاكتساب عادات دينية جماعية (ورد قرآن جماعي، ساعة للدعاء وقراءة الأوراد…) مما يطرح البركة والخير ويعزز الشعور بالطمأنينة داخل البيت، فالعبادات الجماعية يتخللها الحوار والتعاون، كما أنها تتم في جو من التراحم والألفة وهي فرصة لصناعة تجارب مشتركة مع الابناء وتكوين ذكريات جميلة بين ابناء العائلة”.

كما أكدت عمري أهمية الاستمرار في الاستفادة من رمضان بعد انقضاء الشهر الفضيل، والتعلم منه خلال كل العام: “مع تقدم أيام الشهر الفضيل يزداد عدد ساعات الصيام، ولكننا نشعر بأن الصيام أصبح مقدور عليه وأصبح أيسر وأسهل وذلك بسبب المواظبة والاعتياد، وهذا ينعكس أيضًا على حياتنا العائلية، بعض العادات الزوجية والأسرية تكون صعبة التغيير والاكتساب في بداية الطريق، ولكن مع المواظبة، المتابعة والإصرار تصبح أسهل ولو طالت وكثرت العقبات”.

 

بروفسور مشهور فواز: جهل البعض بمقاصد الصيام أدى به إلى مجانبة الهدف التربوي المنشود

حول الجانب التربوي الشرعي في رمضان توجهت “المدينة” بالسؤال للشيخ بروفسور مشهور فواز، رئيس المجلس الاسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني، الذي أفادنا بمعلومات حول الهدف الحقيقي من الصيام والوصول إليه.

ما هي الرسائل التربوية في رمضان؟

فواز: رمضان شهر التواصل والمودة والتسامح والتغافر ذلك أنّ الصّيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب فحسب، وإنما الصيام الحقيقي هو أن تصوم جوارحك عن إيذاء الآخرين وأن يصوم لسانك عن قول الحرام وأن يصوم بصرك عن النظر للحرام وأن يصوم سمعك عن الحرام. وإلا فما فائدة وثمرة الصيام إذا امتنعت عن المباحات من الطعام والشراب ولم تمتنع عن المحرمات كالكذب والشتم والقذف وأكل أموال الناس بالباطل. هذا هو الإفلاس التربوي والأسري والأخلاقي الحقيقي: فقد جاء في الصحيح: “أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن  يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ ” .

ما هي الطريقة لتعليم الاطفال الصيام من ناحية شرعية؟ هل يجب الزامهم على الصيام مثلا؟

فواز: يجب على الوالدين تدريب الولد على الصيام منذ سنّ السابعة، ولكن لا يشترط أن يصوم الشهر كله، فلا بدّ من مراعاة قدرة الولد واستطاعته وكلما كبر في السنّ زيد له في عدد الأيام. وأفضل أسلوب لتدريب الأطفال على الصيام هو أسلوب الترغيب والتشويق وذلك من خلال تخصيص مكافأة معينة للطفل وتشجيعه ودعمه معنوياً وإقامة فعاليات ونشاطات تثقيفية وتربوية في الأسرة.

 

هل هناك تجاوزات شرعية شائعة في رمضان لدى الاباء والامهات تجاه ابنائهم؟

فواز: كما سبق وذكرنا أنّ الصّيام شرع لتهذيب الأخلاق وضبط السلوكيات وكبح لجام الشهوات والنزوات والغضب. ولكن للأسف نرى البعض قد يتهور أو يندفع بتصرفاته بذريعة أنه صائم ولم يسيطر على نفسه، مع أنه من المفروض أن يمنعه الصيام من ذلك كله فقد جاء في الصحيح: “إذا أصبَحَ أحدُكم يومًا صائمًا، فلا يرفُثْ ولا يَجهَلْ، فإنِ امرؤٌ شاتَمَه أو قاتَلَه، فلْيَقُل: إنِّي صائِمٌ، إنِّي صائِمٌ”.

وعلاوة على ذلك فإنّه بسبب جهل البعض بمقاصد الصيام أدى به إلى مجانبة الهدف التربوي المنشود حيث رمضان يعني بالنسبة له سهر وأكل وشرب ونوم وبذلك يصبح يتحول شهر الفتوحات والبطولات والإنجازات والعطاء إلى خمول وقلة إنتاج وضعف همم، ومثال ذلك للأسف الشديد ما نراه في الأيام الأخيرة من ظاهرة تغيب الطلاب عن المدارس بسبب الصيام.

 

الحاجة سعدة ياسين: رمضان شهر صلة رحم

وفي حديث مع الحاجة سعدة ياسين، المستشارة للنهوض بمكانة المرأة ومديرة المنتدى النسائي البلدي في ام الفحم، حدثتنا عن اهمية رمضان لزيادة التواصل والتعاضد المجتمعي عامة والتواصل مع العائلة الموسعة: “يعتبر شهر رمضان المبارك مدرسة لغرس القيم الإنسانية والنبيلة في نفوس المسلمين، بحيث يعتبر هذا الشهر الكريم فرصة ذهبية لتذكية النفوس والتحلي بالقيم والأخلاق الكريمة التي بُعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليتممها.

وأضافت: “أود أن أتحدث في هذا المقام وبشكل خاص عن القيم التربوية التي يكتسبها المسلم ويتحلى بها مع العائلة بفضل شهر رمضان المبارك. فالعائلة هي نواة المجتمع واللبنة الأساسية لبنائه، كما وتعتبر العائلة الحصن الذي يجمع جميع أفراد الأسرة ويحتضنهم بالدفء والمحبة، ويتمثل ذلك في شهر رمضان المبارك باجتماع جميع أفراد الأسرة على سفرة واحدة للإفطار والسحور والسهرات الرمضانية حيث يلتم شمل العائلة مع المزيد من التآلف والمحبة”.

واضافت: “كذلك تزداد قيم التعاون والبر بين أفراد الأسرة ويتجلى ذلك من خلال برنامج ايماني وتربوي يخط بين أفراد الأسرة مع تقسيم المهام لأداء الطاعات والعبادات والتكاتف بينهم، خاصة في تذكير الواحد منهم الآخر لأداء الفرائض في وقتها والحث على الإكثار من النوافل والطاعات وعمل الخير”.

كما تطرقت ياسين الى التعاضد داخل الاسرة وأهميته: “التعاون بين أفراد الأسرة وتقسيم المهام الذي يظهر جليًا في هذا الشهر الفضيل لمساندة الأم في التجهيزات لوجبات الإفطار والسحور فنرى البيت يعج بالحركة المباركة للتجهيزات الأمر الذي يشعرك بالدفء واللحمة بين أفراد الأسرة”.

وتطرقت ياسين الى أهمية البعد الديني لصلة الرحم بقولها: “كما وأنه في هذا الشهر الفضيل تزداد صلة الأرحام لأنها من الضروريات التي ينبغي على المسلم القيام بها، وتأكيدًا لأمر الرسول الكريم لقوله صلى الله عليه وسلم: “الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله”. وكذلك قال: “يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”. فتطبيقًا لأمره وفق حديثه الكريم تزداد صلة الأرحام في هذا الشهر الفضيل وتحل الخلافات العائلية، كذلك لا شك أن العادات والتقاليد والروابط الاجتماعية تعتبر من سمات المجتمع العربي المسلم، فالتمسك بالعديد من العادات التي ورثناها من الآباء والأجداد في قوة التلاحم الاجتماعي بين أفراد الأسرة رغم محدودية الدخل وبساطة الحياة الاقتصادية تظهر وبشكل منتظم في تبادل الزيارات الأسرية والهدايا (طبخات رمضانية)، والدعوات العائلية الجماعية للإفطارات. كما وأن فريضة الزكاة تقدم على الأغلب للقريب المحتاج كنوع من صلة الرحم ولأن الأقربون أولى بالمعروف”.

 

أسماء ابو اسماعيل: التربية بالقدوة اولًا

مؤسسة ومديرة مشروع “كن انت” التربوي، اسماء ابو اسماعيل، اختارت أن تلفت انتباهنا إلى دور الاهل كقدوة لأبنائهم في رمضان. وذكرت أنه “يطمح الوالدان عادة في شهر رمضان من كل سنة أن يشاهدوا أطفالهم يقومون بالعادات الحميدة والعبادات مثل الصلاة، قراءة القرآن، والأخلاق العالية كالصبر على الجوع والعطش وعدم التذمر وغيرها، وان أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي تربيتهم بالقدوة بهدوء دون توبيخهم وارغامهم او حتى الطلب منهم”.

وأضافت ابو اسماعيل نصائح عملية للأهل: “صلوا أمام اطفالكم، اقرؤوا القران بصوت مسموع ليسمعوا ترتيلكم، بإمكان الوالد أن يأخذ ابنه معه الى صلاة التراويح، وان تصلي الام مع ابنتها، سبحوا ودعوهم يسمعون صوت تسبيحكم، ايقظوهم للسحور ودعوهم يسمعون صوت ترتيلكم في صلاة القيام”.

وتعود ابو اسماعيل الى نصيحة سندس جبارين باحتساب الاجر ايضًا في التعامل مع الابناء: “عند التعب نحتسب الاجر، لا نصرخ ولا نتذمر أمام الابناء، بل نكرر اللهم أنى صائم واستعنت بالله امامهم”.

أمّا فيما يتعلق بتعامل الوالدين أمام ابنائهما فتقول ابو اسماعيل: “على طاولة الافطار ادعو دعاء الافطار بصوت مسموع، ابدأ بالماء والتمر ليرى أطفالك ذلك. أقول للزوج ساعد زوجتك ليقوموا هم ايضا بمساعدتها، اشكرها على جهدها المبذول ليقوموا بتقليدك وشكرها. وكذلك اقول للزوجة تحدثي مع زوجك بأسلوب لبق، قولي له يعطيك العافية بعد يوم عمل وصيام شاق، وغيرها الكثير من الأفكار والفرص التي بإمكانكم استثمارها لتمرير قيم لصغاركم في الشهر الفضيل وبأبسط الوسائل”.

مريم عبد الحكيم: الموازنة بين واجبات الامومة والعبادات

الكاتبة والمحاضرة مريم عبد الحكيم، حدثتنا عن تحديات الامهات تحديدًا خلال رمضان: “أعتقد بأن أكثر صعوبة أساسية تواجهها الأمهات هي بأنهن لا يعتبرن المهام التي يقمن بها كأمهات من ضمن العبادة، وقد تضع الأم توقعات عالية لنفسها في العبادات ثم تفاجأ بالواقع المختلف تماما. لا يمكن أن يكون رمضان قبل الأمومة مثل رمضان بعد الأمومة، عندما نفهم هذا سنتوقف عن تذنيب أنفسنا لأننا لم “نستثمر” رمضان كما ينبغي. وهذا لا يعني أن تهمل الأم واجباتها الدينية، لكن أن توازن بين تلك الواجبات وبين واجباتها كأم”. وأضافت: “للأسف لو اقتصرت الأم على واجباتها الاعتيادية لكان ذلك أهون، لكن شهر رمضان اقترن بأعمال أكثر، طعام أكثر وحلويات أكثر.. وصحيح بأن الأم تثاب على ما تفعله من واجبات لأطفالها وزوجها وبيتها، لكن يجب أن يكون ذلك ضمن حدود معينة، وبدون مبالغات وإسراف وتضييع وقت لا يفيد”.

أمّا نصيحتها للأمهات حول استثمار رمضان فكانت: “نستثمر رمضان عندما نجدد النية في أعمالنا اليومية الاعتيادية، ونستثمر رمضان عندما نقلل من إسرافنا ومبالغاتنا في إعداد الطعام والحلويات، نستثمر رمضان عندما نبدأ بخطوات صغيرة ولا نبالغ في أهدافنا بشكل لا يتلاءم مع طبيعة حياتنا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى