أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرالضفة وغزة

هكذا يفرّق الاحتلال البغيض بين الأب وابنه… الأسير المحرر محمد نزال من قباطية لم يلتق قط نجله ابن الـ 4 سنوات ونصف

طه اغبارية
الصورة التي تجمع الأسير المحرر محمد نزال (37 عاما) من قرية قباطية وزوجته إلهام نزال (38 عاما) وابنهما محمود، هي صورة مركّبة، لأن نزال فعليا، لم يلتق قط نجله البالغ من العمر 4 سنوات ونصف، في حين مكث مع زوجته شهرا واحدا فقط بعد زواجهما، ثمّ فرّق الاحتلال بينهم، الزوجة والابن في فرنسا، والأب في قباطية بسبب منعه من السفر على خلفية اعتقاله في السجون الإسرائيلية عام 2016 مدة 20 شهرا بتهم “أمنية”.
ذيّلت صورة العائلة المشتتة بين فرنسا وفلسطين بعبارة “رغم بعد المسافات قلوبنا معا”، فقد باعد الاحتلال بينهم، في مشهد يظهر الحقد الإسرائيلي والسياسات الممنهجة للإمعان في التنكيل بشعب تحت الاحتلال.
قبل أيام فقط، سمحت السلطات الإسرائيلية للأسير المحرر محمد نزال بالسفر عبر جسر “اللنبي” بعد أن حرمته من السفر واحتضان عائلته وابنه الذي لم يره إلا من خلال التواصل عبر الانترنت.
ولد الطفل محمود محمد نزال بتاريخ 18 أيلول/ سبتمبر 2016، وأمه إلهام، مغربية الأصل تعيش في فرنسا، وكان الأب في تلك الفترة معتقلا في السجون الإسرائيلية، ولم يلتق ابنه ولو لمرة واحدة.
كل ما أرادته عائلة نزال أن يلتئم شملها، في الأردن أو المغرب أو فرنسا أو أي مكان في العالم، إلا أن سلطات الاحتلال منعت محمد نزال هذا الحق الإنساني بزعم تهديده للأمن الإسرائيلي.
رغم إزالة الحظر الإسرائيلي، هذا الأسبوع، عن سفر محمد نزال، لكنه لا زال ينتظر إلى حين فتح المعبر إلى الأردن، المغلق بسبب جائحة كورونا.
يعيش محمد في منزله بقرية قباطية وحيدا، ويتغلب على بعده عن زوجه وابنته من خلال تواصله معهما عبر شبكة الانترنت ومواقع التواصل المختلفة، ويؤكد في حديثه للصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي أنه “رغم ابعادي عن عائلتي لكن تواصلي اليومي معهم جعلني أعرفهم أكثر ممن يعيشون معا تحت سقف واحد”.
في تفاصيل معاناة محمد، يقول إنه غادر البلاد متجها إلى الدراسة في القاهرة وكان ابن 20 عاما، وبعد عامين (2007) عاد إلى قباطية، ومكث فيها لمدة 4 أشهر، ثم عاد إلى القاهرة لمتابعة دراسته، وخلال ذلك عمل في تسويق المواد الإلكترونية.
في عام 2015 سافر محمد نزال من مصر إلى الأردن، وهناك التقى بإلهام وتزوجا في شهر كانون أول/ ديسمبر 2015، ومكثا معا في الأردن لمدة شهر فقط، واتفقا على السفر إلى فرنسا، لكن محمد عاد إلى قباطية لوداع عائلته، التي لم يزرها منذ عام 2007، غير أن حياة نزل وزوجته قلبت رأسا على عقب حين اعتقلته سلطات الاحتلال نهاية كانون أول/ ديسمبر على جسر “اللنبي” وخضع للتحقيق لدى المخابرات مدة 40 يوما، واتهم بالتعاون مع ناشط في “كتائب المجاهدين” بقطاع غزة، وهي التهم التي أنكرها محمد جملة وتفصيلا، وحكم عليه بالسجن الفعلي 20 شهرا قضاها في سجن “مجيدو” و”كتسيعوت” في صحراء النقب.
ثم علم محمد بعد اعتقاله أن زوجته حامل، ورزقت بطفلهما محمود ووالده في السجن. بعد إطلاق سراحه بتاريخ 22/8/2017، حاول محمد نزال، العديد من المرات، السفر للقاء زوجته وابنه، لكن سلطات الاحتلال ابلغته بمنعه من السفر بسبب سجنه وأنه يشكل خطرا على “أمن الدولة”.
يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، سمحت السلطات الإسرائيلية للأسير المحرر بالسفر إلى الأردن، ومن هناك سيسافر إلى فرنسا للقاء زوجته إلهام وابنه محمود، غير أنه ينتظر فتح المعبر المغلق، ويؤكد أن “الاحتلال حرمني كل هذه المدة من لقاء عائلتي وعناق طفلي الذي لم أعانقه منذ ولد، كل هذا بسبب تهمة لا زلت أنكرها بشدة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى