أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

“مهرجان الأقصى في خطر” ودوره في رفع الوعي (5)

أثر المهرجان على العالمين العربي والإسلامي

أثر المهرجان على العالمين العربي والإسلامي

ساهر غزاوي
كما ذكرنا سابقًا، فإن مهرجان “الأقصى في خطر” الذي نظّمته الحركة الإسلامية (المحظورة إسرائيليًا من 2015)، على مدار عشرين عامًا، قد اكتسب شهرة وحضورًا، ليس فقط على مستوى الداخل الفلسطيني وأهل القدس المحتلة وعلى مستوى الشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة، وإنما أصبح حدثًا عالميًا يترقبه الفلسطينيون في الشتات والعرب والمسلمون عبر الفضائيات، التي راحت تنقله في كل سنة نقلًا مباشرًا، وخلق حالة من الوعي والالتفاف حول هذه القضية التي أصبحت قضية كل الشعب الفلسطيني والعالمين العربي والإسلامي.
إذن، فقد كان مهرجان “الأقصى في خطر” أحد الأدوات الجوهرية في رفع الوعي بقضية المسجد الأقصى المبارك ومتابعة تطورات الأوضاع فيه على مستوى العالمين العربي والإسلامي وكان له أثر كبير عليهم بأبعاده المتعددة، فيكفي للتدليل على أهمية مهرجان “الأقصى في خطر” في العقل العربي والمسلم خارج فلسطين نظرةٌ سريعةٌ إلى بعض الأعمال الفنية التي تناولت المسجد الأقصى المبارك وأنتجت خارج فلسطين، حيث كانت بعض تلك الأعمال تأخذ لقطات من المهرجان ومن بعض كلمات المشاركين فيه لتحولها إلى شعارات أساسية في مقاربة قضية المسجد الأقصى المبارك. كما أن بعض الأعمال الفنية كانت قد انطلقت إلى العالم العربي والإسلامي من خلال المهرجان، مما يدلّ على مدى الاهتمام والمتابعة التي حظي بها المهرجان. كما أن الكلمات التي كانت تطرح في المهرجان من الشخصيات السياسية والاجتماعية المختلفة كانت تمثل مراجعةً سنويةً لآخر الأحداث والتطورات والمواقف المتعلقة بالمسجد الأقصى المبارك، وهو ما تأثر بغياب هذا المهرجان حتى فترة ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، كما يرى الباحث د. عبد الله معروف، أستاذ دراسات بيت المقدس والتاريخ الإسلامي، في مقابلة خاصة معه.
لم ينجح مهرجان “الأقصى في خطر” فقط في أن يجعل قضية المسجد الأقصى والخطر المحدق به تتصدر اهتمامات العرب والمسلمين للمرة الأولى منذ احتلاله في العام 1967، كما يرى الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها عام 2015، (مقابلة خاصة). وإنما نجح في إعادة الاعتبار لهذه المدينة المباركة التي كادت أن تصل إلى حالة التسليم بالأمر الواقع وأنها عاصمة إسرائيل الأبدية.
يضاف إلى ذلك، فقد نجحت الحركة الإسلامية في فضح مفاوضات “واي بلانتيشن” في أمريكا والتي جرى خلالها تبادل الاقتراحات في أن يكون ما فوق الأرض للمسلمين وما تحت الأرض في المسجد الأقصى لليهود، بحسب الشيخ كمال خطيب الذي يقول أيضًا: كانت تحذيراتنا بل تأكيداتنا التي أصبحت والحمد لله شعارًا بل عبارات ترددها جموع الأمة من مشرقها إلى مغربها من أن كل المسجد الأقصى ما فوق الأرض حتى السماء السابعة وما تحت الأرض حتى الأرضين السابعة، وأن كل الحيطان والجدران والشجر والهواء وكل حبة تراب فيه للمسلمين وليس لليهود حق في ذرة تراب واحدة فيه. كل هذا وغيره جعل قضية المسجد الأقصى والقدس الشريف تتحول وبسرعة إلى حالة شعبية عربية وإسلامية تتمثل بحركات مباركة ومشاريع مثل (برلمانيون من أجل الأقصى)، (صحافيون من أجل الأقصى)، (نساء من أجل الأقصى)، (جامعيون من أجل الأقصى) وغير ذلك من حراكات جعلت النبض يعود لقضية القدس والأقصى بعد أن كان البعض يشيعها إلى مثواها الأخير.
قبل أن نتناول في المقالين اللاحقيّن من هذه السلسلة، أثر غياب مهرجان “الأقصى في خطر” والمهرجان في العيون الإسرائيلية، نرفق مقالًا، ما زال الشيخ كمال خطيب يحتفظ بنسخة منه، للصحفي الإسرائيلي “داني روبنشتاين” في صحيفة هآرتس يوم 16/10/1996 أي بعد أسبوع من مهرجان الأقصى في خطر الأول مقالة بعنوان (بين أم الفحم والأقصى) حيث اعتبر نجاح المهرجان ونجاح فتح المصلى المرواني بمثابة هدف هام سجّله الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال الخطيب حيث قال ما ترجمته: (خلف التظاهرة الكبرى التي نظمتها الحركة الإسلامية تضامنًا مع الأقصى وتحويل اسطبلات سليمان إلى مسجد والتي أقيمت نهاية الأسبوع الماضي في أم الفحم كان رئيس بلدية أم الفحم الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال الخطيب من كفر كنا. وشكل الاثنان الروح الحيّة لعملية التبرعات والأعمال التطوعية الكبيرة التي مكّنت من ترميم المبنى المتواجد تحت الأرض وتحضيره لاستيعاب 10 الاف مصل…). (يتبع…)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى