أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

خبير الأرصاد الجوية صهيب مسالمة لـ “المدينة”: أتوقع أن تتحسن الظروف الجوية

عائشة حجار
شهدت البلاد، هذا الأسبوع، وصول الامطار بعد انقطاع طويل، حيث لا يمكن تجاهل التغييرات الشديدة في أحوال الطقس في السنوات الأخيرة، وهذا العام على وجه الخصوص، وكثرة الظواهر الجوية المقلقة.
خبير الارصاد الجوية، صهيب مسالمة، عرض لـ “المدينة” ما يؤدي الى حالة الطقس المتطرفة: “لا أحد لديه تفسير لما يحصل سوى انه احترار عالٍ جدًا لم يحصل منذ 120 عامًا أو أكثر، هذا الاحترار سبب أمورًا مرعبة في أماكن مختلفة من العالم، سبب عواصف ثلجية في مناطق معينة لكن للأسف الشديد سبب جفافًا في بلادنا، وقد وصل هذا الجفاف إلى كل منطقة شرق اوروبا ومنطقة الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر وتركيا وجنوب روسيا، نتيجة ارتفاع الضغط الجوي في منطقة سيبيريا الذي أدّى لانخفاض الحرارة بشكل كبير، وصنع جدارًا صد أي منخفض جوي قادم لبلادنا، وسبّب كذلك هبوب رياح شرقية قوية لفترات طويلة جدًا. هذا الشيء ادى الى التفاف المنخفضات الهوائية حول هذا المرتفع حتى تصلنا، وفعلا وصلتنا الاسبوع الماضي وسببت برودة هائلة وعودة لسيطرة المرتفع السيبيري. في السنوات الماضية تعرضت مناطق اخرى مثل المغرب العربي للجفاف نتيجة سيطرة المرتفعات عليهم”.
بالمقارنة مع العام الماضي، يتابع مسالمة “كان هناك مرتفع جوي قوي أثّر على أوروبا، وبالتالي فإن المنخفضات الجوية وصلت إلى بلادنا بشكل متتالي، هذا كله يعتمد على حركة الغلاف الجوي وحركة المياه في المحيطات، الدافئة والباردة، وهذا الشيء متغير بين سنة وأخرى، فبالتالي كانت لدينا في العام الماضي توقعات جيدة بأن السنة ستكون ماطرة، وفعلا وصلتنا كمية جيدة من الامطار، أكبر من المعدل بحوالي 70 مل، هذا الامر ساعد كثيرا في الزراعة. أمّا كون بعض السنوات جافة وبعضها ماطرة جدًا، فهو اولًا: نتيجة احترار المحيط الهادئ في بعض أقسامه، واحترار شرق المتوسط، وهذا الامر أدى إلى وجود تبخر ورطوبة هائلة، فأثناء وجود أي حالة جوية تصل إلينا كميات رواسب أكبر من المتوقع. لكن للأسف الشديد، فاحترار المياه في شرق المتوسط، ساعد في صنع دفء كبير للمياه وتطرف في الحالات التي باتت تسبب كوارث ومشاكل في البنى التحتية”.
وأضاف: “أمّا هذه السنة، فقد تغيرت لأن نفس المرتفع سيطر وأثّر على منطقتنا نتيجة ارتفاعه، وهذا أثّر علينا، ومنع من اي منخفض جوي من القدوم إلى منطقتنا خلال شهري كانون أول وكانون ثان، هذا سبب، بالمقابل منخفضات شديدة وثلوج في مناطق مثل المغرب العربي. بنفس الوقت كان لدينا احترار “ستراتوسفيري” في أعلى طبقات الجو وهذا أثر علينا بشكل سلبي خلال الفترة الأخيرة. كل هذا وارتفاع الحرارة في القطب الشمالي ومنطقة سيبيريا أثر على كل منطقة الشرق الاوسط، وايضًا وجود مرتفع قادم من افريقيا وبالتالي أصبح عندنا حاجز يمنع اي منخفض جوي من التغلغل في مناطقنا”.
ويشير مسالمة إلى أن الجفاف سينتهي على ما يبدو لأن “هذا العام هناك احترار كبير في اعلى الغلاف الجوي وسبب مشكلة حقيقية في المنطقة، لكنه بدأ يلتف لجهة أخرى ويضعف، بدأ يلتف الى الجهة الاخرى من العالم وبالتالي عادت الامطار الى بلادنا بشكل تدريجي. لن تكون الايام القادمة عادية بل ستكون متطرفة، ففي الاسبوع المقبل سيكون لدينا جفاف، ولكن من المتوقع أن تعود امطار الخير تدريجيًا. نحن نتعرض لحالة نادرة الحدوث مناخيًا. ففي عام 2013 كانت لدينا عاصفة اليكسا التي سببت تساقط ثلوج وشلل في البلاد حتى حصول فيضانات وكوارث. لكن بعدها حصل حاجز جوي ادى لمنع دخول المنخفضات الجوية الينا، هذا يحصل هذه السنة لكن بشكل أقل وندعو الله ان لا يتكرر ما حصل في ذلك العام. في العام الماضي كان وضعنا جيدًا وفي هذا العام اتوقع ان الحاجز الجوي سيتغير وتتحسن الظروف خاصة في شهر شباط واذار. هذه ظواهر طبيعية جدا في المحيطات والغلاف الجوي، لكن في السنوات الاخيرة كثرت هذه الظواهر وأثّرت علينا سلبًا ومنع المنخفضات الجوية من القدوم الى بلادنا. كذلك أتوقع أن دخان البراكين القوية في مناطق مثل آيسلندا في السنوات الكثيرة، أثّرت على التيارات الهوائية وسببت بلبلة في الغلاف الجوي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى