أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

من الغرائب المعمارية… مدينة سويدية تُنقل على شاحنات

“من المعروف أن البشر ينتقلون بين مُدن، أو دول، أو قارات، ولكن اليوم، تواصل السويد حرفياً نقل مدينة كيرونا من موقع لآخر”.

هذا ما نشرته صفحة “بوابة السويد الرسمية” الناطقة باللغة العربية على “تويتر”، اليوم الثلاثاء، مرفقة التغريدة بمجموعة صور لمعالم معمارية، وهي تُجرّ من المدينة الواقعة أقصى شمال السويد ضمن مشروع سيستغرق في الحد الأدنى عقدين.

لماذا قررت السويد نقل هذه المدينة الصغير، إلى أخرى مُنحت اسم “كيرونا الجديدة” على بعد ثلاثة كيلومترات؟

كان المسؤولون الرسميون في السويد قد أعلنوا قرار نقل مدينة كيرونا السويدية ابتداءً من يونيو/ حزيران 2014، بسبب عمليات الحفر في منجم الحديد الأكبر في أوروبا، ما تسبب في عدم الاستقرار الجيولوجي الناجم عن التعدين.

والسويد من أكثر بلدان العالم استخراجاً لهذه الخامة المطلوبة بقوة، ما يجعلها ضمن دول الصدارة في الصناعات المعتمدة عليها، وتصديرها أيضاً.

وعليه، أمام هذه الحيثية، لا يمكن توقّع إقفال المنجم البالغ من العمر 120 عاماً، بل الذهاب إلى خيار آخر، مكلف وفريد من نوعه، يتمثل في نقل السكان الثمانية عشر ألفاً بعيداً عن مركز المنجم، الذي يدفن كيرونا في الأرض بمعدل بوصتين سنوياً.

على شاحنات مسطحة ضخمة تشاهد معالم معمارية وهي تُنقل، لكن المشروع سيعطي الأولوية للمعالم الأكثر أهمية.

وبالفعل شهد عام 2017 نقل مبنى تاريخي بني في 1906 إلى وسط كيرونا الجديدة، وبرج الساعة الشهير، والكنيسة المحلية التي اختيرت أجمل مبنى في السويد عام 2001، وفق ما أوردته شبكة “سي أن أن” الأميركية.

وفي حين أن نقل المدينة بأكملها يعد تحدياً معقداً ومكلفاً، فإن إعادة توطين المجتمع تثبت أنها المهمة الأصعب، وفق رؤية مجلة “ديزاين” للهندسة المعمارية في لندن.

كان التحدي الرئيسي للمهندسين المعماريين والمخططين في كيرونا الجديدة فهم العناصر التي تساهم في تاريخ المدينة وحيويتها.

ففي حين أن تحريك الهياكل جسدياً أمر صعب، إلا أنه من الناحية اللوجستية أبسط من أسئلة التاريخ والهوية.

يوضح غوران كارز المخطط الحضري لبلدية كيرونا “لقد كنتُ غبياً، لأنني افترضت أن طريقة الحفاظ على الهُوية والحفاظ على التاريخ هي نقل المباني المادية”.

ويضيف “نحن الآن ننقل الكنيسة. عندما أتحدث إلى الناس يقولون: ولكن ماذا عن القبور؟ وماذا عن البتولا؟ لم أفهم ذلك. إنها أشجار صغيرة، لكن عمرها 100 عام. لذلك نحن الآن ننقل البتولا”، خاتماً “يمكن أن تكون القطع الصغيرة مهمة للغاية لجهة الهُوية والتاريخ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى