أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

مؤتمر دولي للمانحين غدا.. أكثر من 60 مفقودا جراء انفجار بيروت وعون يرفض تدويل التحقيق

قالت وزارة الصحة اللبنانية اليوم إنه ما يزال أكثر من 60 شخصا مفقودين في بيروت، بعد 4 أيام من الانفجار الضخم الذي هز مرفأ العاصمة، في حين رفض الرئيس اللبناني ميشال عون دعوات لتدويل التحقيق بشأن ملابسات الانفجار، ومن المنتظر أن تحتضن باريس غدا مؤتمرا دوليا ترعاه الأمم المتحدة لحشد الدعم لمساعدة لبنان.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في وزارة الصحة أن عدد قتلى الانفجار بلغ 154 شخصا على الأقل، بينهم 25 شخصا من مجهولي الهوية، في حين تخطى عدد الجرحى 5 آلاف، بينهم 120 في حالة حرجة. كما أدى الانفجار إلى تشريد 300 ألف شخص، ودمار كبير في المنازل والمنشآت والشوارع.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن من بين المفقودين عددا من الأطفال، مضيفة أن نحو 100 ألف طفل باتوا في عداد المشردين، علما أن الانفجار دمّر مدارس كانت تضم 55 ألف تلميذ، كما دمر منشأة حيوية لرعاية حديثي الولادة.
وتعمل فرق تابعة للجيش اللبناني والدفاع المدني في منطقة مرفأ بيروت على انتشال الضحايا والمفقودين من تحت الركام، وقال مراسل الجزيرة إيهاب العقدي إن الجيش يستخدم قاعدته البحرية لتنفيذ عمليات الإخلاء والإسناد اللوجستي لجهود فرق الإغاثة والإنقاذ، وهناك -بالإضافة إلى فرق الإغاثة المحلية- فرق من 9 دول عربية وأجنبية تعمل حاليا في منطقة المرفأ لانتشال الضحايا.
وتحضر عائلات المفقودين يوميا الى مداخل مرفأ بيروت لتقصي أخبار ذويهم، وتم أمس الجمعة انتشال 4 جثث على الأقل من مبنى صوامع القمح الذي انهارت أجزاء كبيرة منه، في وقت كان موظفون يعملون داخله.

الرئيس يرفض
من جهة أخرى، عبر الرئيس اللبناني عن رفضه ما وصفه بتدويل الأزمة اللبنانية، وأشار إلى أنه لن يسمح بهذا التدويل، وذلك ردا على تصاعد دعوات قوى سياسية ورؤساء سابقين للحكومة إلى فتح تحقيق دولي في الانفجار، مشككين في جدوى التحقيق الذي تقوم به السلطات اللبنانية.
وأضاف الرئيس عون أنه يعتقد أن انفجار المرفأ إما نتيجة إهمال أو تدخل خارجي بواسطة صاروخ أو قنبلة. وأضاف أنه طلب شخصيا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تزويد بلاده بالصور الجوية إذا كانت متوفرة لدى باريس، بهدف تحديد إذا كانت هناك طائرات في الأجواء أو صواريخ.
وتحقق الأجهزة الأمنية والقضائية في لبنان لكشف ملابسات الحادث وأسبابه، بعدما أعلنت السلطات أن 2750 طنا من نترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ 6 سنوات في أحد عنابر ميناء بيروت.
وقال مراسل الجزيرة إن القضاء اللبناني أوقف المدير العام للجمارك بدري ضاهر على خلفية التحقيقات بانفجار المرفأ، لينضم إلى 19 شخصا آخرين، منهم مديرون عامون حاليون وسابقون.
وكانت وسائل إعلام لبنانية نشرت وثيقة منسوبة لهيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان، قضت بتجميد الحسابات المصرفية لمسؤولين حاليين وسابقين في المرفأ وإدارة الجمارك.

التفاعلات الدولية
على الصعيد الدولي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن بلاده سترسل 3 طائرات محملة بالمساعدات الطبية والأغذية وفرق طبية إلى لبنان للمساعدة في مواجهة آثار الانفجار، وأضاف ترامب أنه سيشارك في مؤتمر دولي يُعقد بتقنية الفيديو غدا لمساعدة لبنان. وهو المؤتمر الذي تترأسه الأمم المتحدة وفرنسا، حسب بيان لمكتب الرئاسة الفرنسية اليوم، والذي أضاف أن المؤتمر سيبحث حشد الدعم من الدول لمساعدة لبنان، وتقرير طريقة توزيع هذه المساعدات الدولية لكي يستفيد منها اللبنانيون بطريقة مباشرة.
وكان الرئيس الفرنسي ماكرون وعد أمس الأول الخميس “بإدارة شفافة” حتى تصل المساعدات للشعب والمنظمات غير الحكومية وجماعات الإغاثة في لبنان، وليس للنخبة الحاكمة المتهمة بالفساد وسوء الإدارة. وسبق للأمم المتحدة أن أعلنت تمويلا إضافيا بقيمة 6 ملايين دولار لمواجهة كارثة بيروت من صندوقها المركزي للاستجابة للطوارئ، إضافة إلى 9 ملايين دولار سمحت بالفعل باستخدامها من الصندوق الإنساني للبنان.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه يعتزم استيراد دقيق القمح وطحين الحبوب المخصص للمخابز والمطاحن، للمساعدة في الحيلولة دون حدوث نقص في الغذاء.
الجامعة العربية
وفي سياق متصل، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم إنه سيسعى لحشد الطاقات العربية لتقديم الدعم للبنان بعد انفجار المرفأ، وأضاف أبو الغيط في تصريحات للصحفيين بعد اجتماعه مع الرئيس اللبناني إن الجامعة “مستعدة للمشاركة بطاقات عربية بأي شيء يتعلق بالتحقيق في مأساة مرفأ بيروت”.
وأورد مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم أن فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي اجتمع صباح اليوم مع الرئيس اللبناني ضمن زيارة تضامن مع لبنان، وعبر المسؤول التركي عن استعداد بلاده للمساعدة في جهود إعادة إعمار مرفأ بيروت، فضلا عن استعدادها لوضع ميناء مرسين (جنوبي تركيا) رهن الإشارة لاستقبال السفن الكبيرة، ثم نقل الحاويات في سفن أصغر إلى ميناء طرابلس (شمالي لبنان) أو ميناء صيدا (جنوبا)، وذلك بعد خروج مرفأ بيروت عن دائرة الخدمة جراء الانفجار.
وكانت طائرات تحمل مساعدات قادمة من إيران والسعودية والإمارات حطت في مطار بيروت أمس الجمعة، بعد أن سبقتها طائرات من فرنسا والكويت وقطر وروسيا.
يشار إلى أن انفجار بيروت يزيد المصاعب التي يعاني منها لبنان منذ أشهر جراء تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطاب سياسي حاد، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.
وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى