أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةالقدس والأقصى

الحلواني تروي عذابات اعتقالها الأخير في سجن الرملة.. “ليلة من أسوأ ليالي حياتي”

موطني 48
دأب الاحتلال الإسرائيلي من خلال سياسة ممنهجة على ملاحقة المصلين ورواد المسجد الأقصى واستهدافهم على الصعيد الشخصي، ولا سيما النشطاء المناصرين والمدافعين عن قضية الأقصى وعن حقهم الشرعي في أداء الصلوات والعبادات.
المعلمة المقدسية هنادي الحلواني التي أفرج عنها من سجن الرملة في ساعات متأخرة من ليلة الأربعاء الأخير، بعد اعتقال دام ليوم وليلة، تقول لـ “موطني 48″ إنه منذ أن تسارع النشاط في مشروع مصاطب العلم عام 2011 الذي كنتُ احدى العاملات فيه، بدأ الاحتلال بملاحقتي. ومنذ ذلك الوقت وانا أعامل من قبل الاحتلال معاملة دون أدنى احترامٍ لخصوصيّتي كأنثى”.
فبين إبعاد متكرر عن المسجد الأقصى يتم تجديده بمجرّد انتهائه، وإبعاد عن البلدة القديمة بين الفينة والأخرى. إلى اعتقالٍ متكرّرٍ كان معظمه في منتصف الليل دون مراعاةٍ لحرمة البيت وساكنيه، وتحقيق مشينٍ بألفاظ نابية. تُبين الحلواني.
وتقول المعلمة المقدسية المبعدة عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر، “لم يكتفِ الاحتلال بذلك كإجراءات عقابية لي بتهم مختلفة مثل التكبير، والرباط، وتهديد أمن الدولة، وغيرها من التهم والتلفيقات، لكنه لا يتذرع من اقتحام منزلي والعبث بمحتوياته بل واعاثة الفساد فيه ومصادرة بعض ممتلكاته. وتعدّى الأمر إلى غرامات مالية باهظة بلا أي مبرر، وقطع التأمين الصحي والضرب في كثير من الأحيان”.
إلا أنني، تؤكد هنادي الحلواني في حديثها لـ “موطني 48”: “مهما نكّلوا وبالغوا في الأذى فإنني أؤمن أن زوالهم قريب، وأن النصر يكاد يكون أوضح من أي وقت مضى، وأثق أن الله مولانا ولا مولى من دون الله لهم”.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت المعلمة الحلواني يوم الثلاثاء الماضي (9/6) من طريق المجاهدين أمام المسجد الأقصى المبارك من جهة باب حطة، وأطلق سراحها من سجن الرملة في ساعات متأخرة من اليوم التالي بشرط الإبعاد عن البلدة القديمة في القدس بما فيها المسجد الأقصى، لمدة 15 يوما، وكفالة مالية بقيمة ألف شيقل، علما أن الحلواني مبعدة بقرار تعسفي لمدة 6 أشهر.

الحلواني تروي عذابات اعتقالها
وتروي المبعدة عن المسجد الأقصى المعلمة المرابطة هنادي الحلواني من القدس تفاصيل ليلة الاعتقال في سجن الرملة ونزع حجابها، والمبيت بالقرب من الجنائيات وتهديد ضباط الشرطة لها.
وتقول: “في اليوم التالي لتسلمي قراراً بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر أوقفتني شرطة حرس الحدود الذين يراقبونني ويترصدون لي منذ اسبوع، وبمجرد وصولي باب الاسباط اعتقلوني بمرافقة شرطي واقتادوني للتحقيق”.
وتضيف: “اقتادوني لمركز القشلة، وتم توجيه تهمةٍ لي بمحاولة كسر الإبعاد، وطلبوا مني التوقيع على إبعادي عن البلدة القديمة 15 يوما، ورفضت! لأنني لا اُمضي بإرادتي على قرار اختاره الاحتلال”.
تواصل الحلواني حديثها: “أخبروني أنني سأبيت في سجن المسكوبية وتركوني مقيّدةً بالأغلال بانتظار نقلي للسجن حتى الواحدة بعد منتصف الليل! وخلال انتظاري جاءني ضابط يستنكر رفضي للتوقيع على ورقة الإبعاد، فأخبرته ان المخالفة التي يدعيها في الاقصى، فما الداعي للإبعاد عن البلدة القديمة؟ هز راسه بمكر ومضى”..
تقول هنادي الحلواني: “أخبروني بقرار نقلي لسجن الرملة وليس للمسكوبية كما أخبروني وأخبروا زوجي، وهذه المرة السادسة التي أبيت فيها بسجن الرملة المخصص للأسيرات الجنائيات، ونقلوني بالبوسطة لتبدأ ليلة من أسوأ ليالي حياتي”.
تسرد الحلواني تفاصيل الليلة المرعبة: “وصلتُ للسجن في وقتٍ متأخر بقمة التعب والإعياء من التحقيق والقيود والجوع والعطش، وكالمعتاد، تفتيش عارٍ مُهين، لا هدف منه الا الإذلال، وزيادة في اذلالي لم اقابل واحداً منهم يجيد اللغة العربية ويفهم ما أقول.
خيّرتني المجنّدة بين الجلباب والحجاب، حاولت اخبارها انّ كلاهما لا يقل أهمية عن الاخر وانّ كلاهما هويّتي كمسلمة، حاولت إفهامها لكن هيهات، لا أحد هنا يجيد اللغة العربية. صرختُ فيها وهي تنتزع حجابي وتغادر به، واستمررتُ بالصراخ لعلّ احداً منهم يفهمني ويعيد حجابي. دون جدوى، بعدها دخلت الغرفة أخصائية نفسيّة ايضاً لا تجيد اللغة العربية، لكنها تحفظ بعض كلمات باللغة الانجليزية، ناولتني ورقةً تطلب مني أن اوقع عليها بأنني اتنازل عن خصوصيّة هذه الجلسة، اعدتُ الورقة لها وقلت لها: “لستُ مجنونة، ولا مريضة نفسيّة، ولا احتاج جلسات علاج، قالت في محاولة لإثبات مرض نفسيّ بي): هذه المرة السادسة التي تدخلين بها لسجن الرملة، واستمريتِ بالصراخ، وفي الفحص الطبي الذي يُفرض على السجين قبل دخول الزنزانة عادت المجنّدة تُطالبني بإعطائها بنطالي بحجة انه باللون الاسود الممنوع في السجن، عدتُ للصراخ ورفضتُ اعطاءها إياه حتى تدخل الطبيب في محاولة لإقناعها بالعدول عن رأيها، فأخرجت بنطالاً شتوياً ثقيلاً لاستبدله ببنطالي”.
وتضيف: “بعد ساعات جاء السجان لينقلني للمحكمة التي كانت عن طريق برنامج السكايب، طلبت حجابي فرفض إعطائي إيّاه، حاولت ستر رقبتي بالكمامة التي ارتديها وقلبي ينزف من الذل الذي اوصلوني له وجلستُ امام الجهاز وانا الح مطالبة بحجابي دون أن يفهمني أحد، سمعت صوت المحامي يقول: “ام محمود احنا شايفينك”، انفجرت أخبره: “لا أحد هنا يفهمني، أريد حجابي، رفضوا إعطائي حجابي”.
تقول المعلمة المقدسية هنادي الحلواني: “لقد كانت لحظةً لا توصف، لا شيء أبشع من ان تجرّد مسلمةٌ حرّة من حجابها ليراها حفنة رجالٍ وأشباه رجال من دونه، لقد كنتُ في حالةٍ يُرثى لها حقا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى