أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحليات

النقب: مؤسسات حقوقية وأهلية تبحث سبل التصدي لمخططات الاقتلاع والمصادرة في “خربة وطن”

طه اغبارية

شاركت مؤسسات حقوقية وأهلية، اليوم الاثنين، في اجتماع دعت إليه لجنة التوجيه العليا في النقب واللجنة المحلية والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف فيها، وذلك في قرية “خربة وطن” مسلوبة الاعتراف لبحث سبل التصدي لمخططات تهجير سكان “خربة وطن” ومصادرة أراضيهم البالغة مساحتها نحو 10 آلاف دونم.

ومن بين المؤسسات التي شاركت في اللقاء، مؤسسة “ميزان” لحقوق الإنسان، مركز “عدالة” الحقوقي وجمعية “سيكوي”.
وأدار اللقاء السيد معيقل الهواشلة، المنسق الميداني للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف فيها، مرحّبا بالحضور وشكر تلبيتهم الدعوة وتحدث عن المخططات التي تعدّها المؤسسة الإسرائيلية للسطو على الأرض والإنسان في “خربة وطن”.

وكانت مداخلة للسيد عطية الأعسم، رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف فيها، مرحبا بدوره بالحضور وشدّد على أهمية تفعيل كافة المسارات النضالية في مواجهة مشاريع الهيمنة والتضييق الإسرائيلية في “خربة وطن” وفي منطقة النقب عموما.

وناقش المجتمعون سبل ومقترحات عدة لتفعيل الحراك الشعبي والقانوني ضد مخططات الاقتلاع والتهجير في “خربة وطن” البالغ تعداد سكانها نحو 3500 نسمة وتعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية نظرا لعدم الاعتراف بها من قبل السلطات الإسرائيلية والتهديد الدائم لسكانها والتضييق عليهم في كافة مناحي الحياة.

وقال المحامي عمر خمايسي، مدير مؤسسة “ميزان” إن اللقاء كان مهما لتفعيل آليات إضافية مساندة لنضال الأهالي في التصدي لمخططات المؤسسة الإسرائيلية، ودعا إلى المزيد من الالتفاف حول نضال مواطني “خربة وطن” من قبل أبناء الداخل الفلسطيني محذّرا من مغبة التراخي في هذه المسألة حتى لا يحصل ما حصل في العديد من مناطق النقب وبلداتها.

وأضاف خمايسي لـ “موطني 48″، أن الاجتماع خلص إلى تشكيل طاقم مهني يضم مؤسسات حقوقية وأهلية ومهنيين في مختلف المجالات لوضع خطة عملية تواكب نضال الأهالي ضد مشاريع المؤسسة الإسرائيلية.

إلى ذلك اعتبر الشيخ أسامة العقبي، عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، أن واجب المرحلة يحتم الوقوف مع الأهل في “خربة وطن” في مواجهة المخططات العنصرية للمؤسسة الإسرائيلية.

وأضاف العقبي في حديث لـ “موطني 48”: “خربة وطن وكل ركن في النقب غالية علينا وسنقاوم مخططات البطش والسطو الإسرائيلية عليها، لذلك وقفنا منذ اليوم الأول مع الأهل في هذه البلدة بعدما تكشفت مخططات الاقتلاع والتهجير والمصادرة”.
وتابع الشيخ أسامة: “نعتبر خربة وطن قلب النقب الصامد، والمس بها يعني المزيد من الظلم والتضييق علينا في كل ربوع النقب، لذلك نهيب بكل أحرار شعبنا وفعالياته إلى إعطاء هذه القضية حقها من الاهتمام والالتفاف والإسناد”.

وشكر العقبي جميع المؤسسات الحقوقية والأهلية التي شاركت في اجتماع اليوم، مؤكدا أن الحراك الفوري ووضع آليات مختلفة للنضال والتصدي وفي مقدمتها المسار القانوني من شأنها وضع حد للعربدة الإسرائيلية بحقوق أهل النقب في العيش الكريم على أرضهم.

قلب النقب النابض

يقول السيد ماجد الأعسم، رئيس اللجنة المحلية في بلدة “خربة وطن”، إن البلدة مسلوبة الاعتراف تمثل جغرافيا قلب النقب ومركزه وتحيط بها من الغرب بلدة “أم قبو” على حدود قرية “تل السبع”، ومن الشمال قرية “السيد” (القرين) على امتداد شارع “31”، ومن الجهة الشرقية قرية “سعوة” ومن الجهة الجنوبية بلدة “بئر الحمام” أو شارع “25” (بئر السبع-ديمونا) وبالتالي فهي تقع في الوسط بين مدينة بئر السبع ومنطقة “عراد”.

وأضاف الأعسم في حديث لـ “موطني 48″، أن تاريخ “خربة وطن” يمتد لمئات السنين وفيها مقبرة تضم رفات موتى من مئات السنين، كما أنها كانت دائما مأهولة بالسكان وأرضها مستصلحة زراعيا ولم يتزحزح أهلها من مكانهم بعد النكبة عام 1948.
وأشار رئيس اللجنة المحلية في “خربة وطن” إلى أن مساحة الأراضي التابعة للبلدة تقدر بنحو 10 آلاف دونم وما يميّزها بأنها في ملكية نحو 15 عشيرة من عشائر النقب الكبيرة.

وقال إن “تهجير أهل خربة وطن لا قدّر الله يعني تقطيع أوصال النقب والامتداد العربي فيه بشكل كلي، فنحن نتحدث عن منطقة هائلة في المساحة وقيمتها الجغرافية”.

وأوضح الأعسم “صحيح لا يوجد حتى اللحظة مخطط مصادق عليه بخصوص البلدة ولكن تحركات الدوريات الخضراء وما يسمى “كاكال” (الصندوق القومي اليهودي) والشرطة وغيرها من الجهات في الآونة الأخيرة تشي بمخططات قادمة، يتحدثون عن مخطط “تحريش” ولكن نحن لا نثق بكلامهم على الإطلاق ونعلم أن هذا الترويج يكون في العادة مقدمة لمخططات اقتلاع ومصادرة”.

وأهاب ماجد الأعسم بالقوى الفاعلة في النقب وخاصة المعنية بقضية “خربة وطن” وفي مقدمتها العشائر التي تتبع لها الأراضي المهددة بالمصادرة إلى المزيد من الإلتفاف حول النضال الجماهيري الذي تقوده اللجنة المحلية في البلدة مسلوبة الاعتراف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى