أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

يا طرعان الخير دومي لنا طرعان الخير… بيان بتوقيع عدد من الشخصيات في الداخل الفلسطيني

هي طرعان التي يجمعنا بها أروع وأبدع وأنصع المواقف، كيف لا وهي طرعان التي كان لها برجالها ونسائها وشبابها وأطفالها الدور الأساس البارز في إعمار المصلي المرواني وإعمار الأقصى القديم وفتح بوابات المصلي المرواني العملاقة وتبليط الجزء الأكبر من الساحة الممتدة بين هذه البوابات العملاقة وبين باب الأسباط، ومن ينكر ان طرعان كانت بكل حمائلها وحاراتها ومساجدها هي الركن الشديد في مسيرة إعمار كل هذه المواقع المباركة من المسجد الأقصى المبارك، وكنا كلّما اشتد علينا الحال وضاقت واستحكمت حلقاتها كنا نلجأ بعد توكلنا على الله تعالى إلى طرعان، وكم من مرة نفدت أموال مسيرة هذا الإعمار المبارك، فكان يقال لنا عليكم بطرعان، فكنا نجد فيها رجالا يجودون بمالهم ونساء تجود بذهبها، وكأن لسان حال طرعان كان يصيح: أنا لها، فكان الجليل يردد صيحتها وكانت القدس والمسجد الأقصى يتباركان بتلك الصيحة، وكم مرة احتجنا للشاحنات والجرافات وتوابعها لنقل مواد مسيرة هذا الإعمار المبارك، أو لإخراج بقايا اعمار تلك المسيرة من المسجد الأقصى المبارك فكان يقال لنا عليكم بطرعان، فكنا نفرح ويغمرنا السرور عندما تطل علينا قافلة شاحنات طرعان وجرافاتها كأنها قطار طويل، وكان لسان حال كل سائق لتلك المركبات يقول لنا: أبشروا جاءكم الغوث من طرعان!! أبشروا جاءتكم طرعان بكل مركباتها حبا وطواعية!! أبشروا نحن في انتظار الأوامر!! وكم من مرة إفتقرنا إلى الحرفيين كالبلاط والنجار والحداد والدهان، فكان يقال لنا عليكم بطرعان، فكان الحرفيون في طرعان يزحفون نحو المسجد الأقصى المبارك من الفجر الصادق والابتسامات تملأ أفواههم وكانوا عندما يصلون إلى مواقع العمل في مسيرة هذا الإعمار المبارك، كانوا يشمرون عن سواعدهم ويصرخون: يا الله، ثم يبدأون العمل بصمت وكل منهم قد علم موقع عمله، وعلم في نفس الوقت صلاته وتسبيحه، وكان يقوم بعمله حتى يجهده التعب ويغمره العرق، وخفقات قلبه تقول: (إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا)، وكيف لنا أن ننسى يوم أن كانت تأتينا سيارة طعام طرعان كل يوم سبت خلال مسيرة هذا الاعمار المبارك بعد أن كنا نؤدي صلاة الظهر في المسجد الأقصى المبارك، فكنا نشم رائحة رزها ولحمها ولبنها عندما كانت تهم بالدخول من باب الأسباط إلى المسجد الأقصى، فكنا نجلس على الأرض تحت ظلال أشجار الصنوبر في الزاوية الشرقية- الجنوبية من المسجد الأقصى المبارك، وكان رجال طرعان وشبابها وأطفالها يقفون أسرة واحدة متحابة متلاحمة متغافرة لخدمتنا، فكان بعضهم يوزع علينا صحون الطعام وكان بعضهم يوزع علينا الخبز، وكان بعضهم
يوزع علينا العصائر، ثم كان بعضهم يوزع علينا الحلويات والقهوة (السادة)!! فمن ينكر لطرعان فضلها، ومن ينكر لطرعان كرمها ومن ينكر لطرعان إخلاصها في كل ذلك، وإلا هل يمكن لعاقل أن ينسى يوم أن أقمنا مهرجان إسلاميا قطريا في إحدى ليالي رمضان المبارك في طرعان، وعندما حل موعد إفطار الصائمين في ذلك اليوم كان الأهل المسلمون والأهل المسيحيون في طرعان يتسابقون على استضافتنا في بيوتهم على موائد طعامهم الشهي الطيب الذي بات يضرب فيه المثل ويقال: أطيب من طعام طرعان، وهل يمكن لعاقل أن ينسى أن طرعان أنجبت ذاك الداعية الفتي الحيي الشيخ جمال رحمه الله الذي ظل مبتسما طوال حياته وما تسلل إليه الحقد على أحد، وظل صدره عامرا بالحب والأخوة والعفو والتسامح والتغافر، ولم تفارقه ابتسامة شفتيه وروحه حتى عندما انهكه المرض العضال وأقعده طريح الفراش، وما عاد يتنقل إلا على عربة ذات أربع عجلات، ويا لهذا الداعية الشيخ ما أوفاه، إذ أنه لما سمع بخبر اعتقال الشيخ رائد صلاح مع بعض أبناء الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، ولما سمع بخبر محاكمته مع أولئك الأخوة في حيفا، ورغم أن مرضه العضال كان قد طوّقه كالأسور للمعصم إلا أنه أصر أن يحضر إحدى جلسات محاكمتهم نصرة لهم، ولو بالحضور والنظرة والكلمة والدعاء، فهو الداعية الشيخ الذي عرف أن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وهو الداعية الشيخ الذي عرف أن المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد يشد بعضه بعضا، وهو الداعية الشيخ الذي اعتبر نفسه ابنا لكل بيت في طرعان، سواء كان بيتا لواحد من الأهل المسلمين أو الأهل المسيحيين , وسواء كان بيتا لواحد من الأهل آل عدوي، أو ال دحلة أو سائر حمائل طرعان.
ثم هل يمكن لعاقل أن ينسى أن طرعان هي أول من سهرت على إنجاح أول مسيرة عودة إلى قرية الشجرة المهجّرة ضمن تلك المسيرات التي كانت تشرف عليها مؤسسة مسلمات من أجل الأقصى، وهي طرعان التي كانت تلبي صيحة كل مسجد من المساجد المهجّرة في طبريا وحطين والغابسية وإجزم وعين حوض وما شابهها، وهي طرعان النموذج في إتقان العمل وتواصل العطاء، ونصرة الأرض والبيت والنقب والمدن الساحلية ومعسكرات التواصل ومعسكرات الوقف الإسلامي وحملات الإغاثة، وهي طرعان التي أسرعت في نهضتها بعد كل عثرة، وأسرعت في انتصابها بعد كل كبوة، كأنها ما تعثرت ولا كبت، فيا طرعان الخير دومي لنا طرعان الخير ويا طرعان التسامح والتصافح والتغافر دومي لنا كما أنت، شامة بين كل بلداتنا في الداخل الفلسطيني، ورغم أننا محزونون لما ألمّ بطرعان من فتن، ورغم أننا موجوعون ومهمومون ومتألمون إلا أننا على يقين أن الخير في طرعان هو الأصل، وستتجاوز طرعان كل هذه الفتن أسرة واحدة وبيتا واحدا وجسدا واحدا، وستكون عند حسن ظننا بها كما كانت منذ أن عرفناها بلدة طيبة ورب غفور.
نعم هكذا كانت ولا تزال طرعان مفتاحا للخير مغلاقا للشر، فأتمي علينا بركة ليلة القدر يا طرعان، وأتمي علينا لذة كعك رمضان يا طرعان، وأتمي علينا فرحة عيد الفطر يا طرعان، أتميها علينا وبشرينا أنك كما كنت وأنك قد أطفأت نار الفتن إلى غير رجعة، وكل عام وأنت بخير يا طرعان.
وقع على هذ البيان :
الشيخ هاشم عبدالرحمن
الدكتور سليمان احمد
الشيخ سامي مصري
الشيخ عبد الكريم حجاحرة
الشيخ نضال ابو شيخة
الشيخ عماد يونس
الشيخ نائل فواز
الشيخ عبدالرحمان ابو الهيجاء
الشيخ خيري اسكندر
الشيخ محمد عارف وتد
الشيخ مهدي مصالحة
الشيخ اسامة العقبي
الشيخ علي ابو قرن
الشيخ محمد ماضي
الشيخ تيسير الخالدي
الشيخ سعيد بوبو
الشيخ مجدي خطيب
الشيخ مروان جبارة
الشيخ فتحي زيدان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى