أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودولي

هل تصعد الدولة القومية على حساب الرأسمالية بعد كورونا؟

تناولت صحيفة تركية، تأثير جائحة كورونا، على الأنظمة العالمية، حيث يمر العالم بنقطة انطلاق جديدة، بالوقت الذي تقف فيه الدول والأمم أمام اختبار صعب للغاية.

وقالت صحيفة “خبر ترك”، في تقرير للكاتب كورشاد زورلو، إن الجميع يتساءل فيما إذا كان كورونا ساهم في إنهاء الرأسمالية العالمية، وصعدت على حسابها فكرة “الدولة القومية”، مشيرا إلى أن الوقت مازال باكرا لإيجاد حكم مطلق على ذلك في الوقت الراهن.

واستدركت أنه مع ذلك، فإن هذا الانهيار الذي قد ساهم في تسريع العمليات التي بدأت سابقا في العالم سيجعل البعدين المترابطين أكثر أهمية، الأول، كيف سيتموضع الرأس المال العالمي وفروعه؟ والثاني، كيف ستصبح الدول القومية؟

وأشارت إلى أن هذه العملية، قد تشكل ضغطا ونذيرا بفرص جديدة لكلا البعدين.

وأضافت أنه مع جائحة كورونا، تبين أن البنى المتعددة الجنسيات والأنظمة الفوق وطنية، لم تحقق النجاح المنتظر أمام هذا التهديد، بينما تمكنت بعض الدول القومية التي يرون أنفسهم متفوقين عليها نسبيا حققت نتائج فعالة، مشيرة إلى أهمية قراءة تحديات أوروبا الغربية والولايات المتحدة بشكل جيد.

وأوضحت، أنه بطريقة ما أتيحت للبلدان المستندة إلى نموذج الدولة القومية، الفرصة لتطبيق نهج أسرع وأكثر مرونة لمكافحة الوباء، وعلى سبيل المثال، بدأت الجمهورية التركية، تحظى باهتمام كبير بالمكاسب التي حققتها في المرحلة الحالية، بنسيجها الثقافي ونظامها الصحي الموحد.

وأكدت على أنه على الرغم من ذلك، لا يمكن القول بأن نظام العولمة، قد يتغير بشكل آني، لدرجة أنه من جانب هناك زيادة في الثروة والازدهار، بينما في الجانب الآخر هناك زيادة بالبطالة وعدم المساواة والفقر، وباختصار شديد، فإن مصطلح الواقع المرير الذي يقدمه هذا المفهوم للعالم هو الإمبريالية العالمية.

وأوضحت أن هناك عدد قليل من الشركات المتعددة الجنسيات في العالم، التي تدير ميزان الإنتاج والاستهلاك، والدول التي توجهها وتستغلها بذات الوقت هي نفسها، كما أن الشركات التي يتوسع نطاق صلاحياتها بشكل مباشر وغير مباشر نطاق صلاحيات الحكومات في الدول التي يتم استغلالها.

وأشارت إلى أن ثروة أغنى 42 شخصا في العالم، تعادل حوالي 50 بالمئة من سكان العالم.

مستقبل الأمم

وذكرت أن آثار الماضي القريب هذه، أدت إلى تآكل الدول القومية، ولكنها لم تقض عليها تماما، إلا أنها أظهرت على نطاق كبير، عن منافسة وحشية تمكنت فيها الدول القومية من الصمود قياسا مع الدول الأخرى، ومن القضايا التي يجري بحثها في العالم الآن، كيف يمكن أن يحدث تغيير في هذه المنافسة؟

وأضافت أن تاريخ الأمم مليء بالصعود والهبوط، والاختبارات القاسية للأنظمة التي تديرها أو تبنيها، وكل انهيار جديد قد يكون علامة على صعود بعض الدول، وانهيار للبعض الآخر.

ورأت أن الطريق الأفضل للخروج من هذه الأزمة، هو الاستفادة من فوائدها بتعزيز النموذج الوطني والدولة القومية، وتتمثل أعمدة ذلك بزيادة الانتاج الوطني إلى أقصى حد، وضمان الحياة الكريمة للفرد، والعدالة في الدخل والفرص.

وأشارت على سبيل المثال، فإن امكانيات الزراعة في تركيا عالية جدا، ولكن مشكوك في تقييمها بشكل كافي من ناحية الكم والنوع.

وأوضحت، أنه يلاحظ تراجع في معدلات الزراعة كل عام، ضمن اجمالي معدلات العمالة، وهذه المعدلات التي كانت 23 بالمئة في عام 2011، تراجعت اليوم إلى 16 بالمئة، كما أن نسبته في الناتج المحلي الإجمالي تراجعت من 8.2 بالمئة في عام 2011 إلى 5.8 بالمئة عام 2018.

وفي المحصلة، أكدت الصحيفة في ظل الأزمة الحالية، أن الرأسمالية العالمية لن تنتهي، وبالوقت ذاته لن تختفي الدول القومية، والمنطق يقول إن كلا النظامين سيضطران إلى تغيير نهجه وطرائقه وموقعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى