أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

منصور الددا من كسيفه وقصة إصابته بفيروس كورونا من الشعور بقرب الأجل الى الفرحة بالشفاء من الوباء

تقرير: سلمان أبو عبيد
الاستاذ منصور دواج الددا صاحب شركة “ايات تورست” من سكان كسيفه وأحد الشخصيات الفاعلة في البلدة كان له دور بارز بالتوعية من انتشار وباء وفيروس كورونا على مستوى كسيفه والنقب، ساهم في التوعية وحث السكان على تفادي مخاطر الوباء الذي حل بالعالم وأخذ يقترب بخطره شيئا فشيئا.
الاستاذ منصور الددا يعلم يقينا أن تفشي الوباء في النقب عامة سيكون له عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بها لا سيما في ظل شح الامكانيات التي يعيشها الاهل في النقب والنقص الحاد في الجانب الصحي والمادي والتوعوي، فكان من أوائل من شمر عن سواعد الهمم يحذر من مخاطر العدوى فكانت وقفته المشهودة عبر صفحته على “فيسبوك” يطالب الناس بعدم السفر للخارج قبل أن تتفاقم الازمة علما ان مصدر معيشته الرئيس من السياحة والسفر، لكن الرجل يسجل له هذا الموقف كيف لا وقد قدم مصلحة العامة على مصلحته الخاصة.
حيث غرد قائلا: “الى كل من يتابعنا والى جميع محبي السياحة ننصحكم بعدم السفر بقدر المستطاع وذلك لتفشي فايروس الكورونا في معظم دول العالم”.
خبر الاصابة بالكورونا مرعب ومخيف
وما هي سوى أيام حتى شاءت إرادة الله تعالى أن تصاب طبيبة تعمل في إحدى العيادات الصحية في كسيفه وهي من خارج البلدة، وقد قدمت الطبيبة العلاج للمئات من سكان كسيفه على مدار خمسة أيام متتالية قبل أن يتم اكتشاف إصابتها بفيروس كورونا حينها تغيرت الصورة رأسا على عقب وأدخلت رئيس مجلس كسيفه المحلي المحلي عبد العزيز النصاصره وطواقم الطوارئ في البلدة في تحدي جديد.
يقول الاستاذ منصور الددا: “لما علمت بإصابة الطبيبة بفايروس كورونا التزمت الحجر الصحي فورا بعد أن التقيت بالطبيبة انا وابنتي وأحد أولادي الصغار”.
يضيف: “وفي يوم 18 من شهر آذار بدأت علي علامات الكورونا كالسعال الشديد وأوجاع الرأس وارتفاع درجة الحرارة وبعد 3 ايام تلقيت امرا من وزارة الصحة بضرورة التزام الحجر الصحي فورا، واخبروني أن الطبيبة التي تواجدت عندها مصابة بالكورونا، أيقنت حينها أنني مصاب بالمرض، انتابني الخوف الشديد اعتزلت أهلي والناس جميعا، كانت ليلة مرعبة بكل معنى الكلمة سلمت أمري لله تعالى شعرت بدنو الاجل، وقمت بالاتصال بكل من تواصلت معهم واخبرتهم أنني مصاب بالكورونا وعليهم أخذ الحيطة والحذر”.
لم يخف الاستاذ منصور الددا قلقه وتخوفه من الاصابة بالكورونا لكن الانكى من ذلك وأشد كما قال “تعامل وزارة الصحة معي بحيث رفضوا إجراء فحص الكورونا لي وتوسلت اليهم على مدار اربعة أيام وأنا اتجرع مرارة الالم وعذاب المرض واضطررت أن اتحدث مع زملاء سياسيين للضغط باتجاه إجراء الفحص ولكن لا حياة لمن تنادى، فما كان مني سوى أن اخبرتهم أنني قادم الى المستشفى بنفسي وأخبرتهم أن لدي موظفين من الوسط اليهودي حينها وبعد مرور اربعة ايام قاموا بإجراء الفحص وتبين انني مصاب بالكورونا ومع الاسف كان الفحص متأخرا الامر الذي تسبب بعدوى اثنين من عائلتي بالكورونا”.
وحول الدوافع من وراء هذا التصرف قال الددا: “نحن ضحايا سياسة لكوننا عرب هم همشوا الوسط العربي ونحن كعرب ندفع ثمن ذلك في صحتنا، لا يعقل أن نضطر ان نقدم طلبا لمكتب رئيس الحكومة من أجل اجراء الفحص”.
وأضاف: “في الحقيقة انتابني شعور سيء جدا من تعامل وزارة الصحة فقمت بالتواصل مع بعض زملائي من الاطباء وبعد الاستشارة تلقيت بعضا من الادوية مثل عقاقير دواء مرض الملاريا حيث كنت اسابق الزمن مع الاهمال المتعمد من وزارة الصحة، تدهورت حالتي الصحية وتم نقلي للمستشفى وأخبرتهم عن الادوية التي تعاطيتها رفضوا ان اتلقاها وألزمتهم وكان لهذه الادوية اثرا طيبا في تخفيف الاوجاع وخفض درجة الحرارة”.

أوجاع لم أعهدها من قبل
وقال الاستاذ منصور الددا في معرض حديثه معنا “عشت اياما عصيبة من الآلام والاوجاع التي لم أعهدها من قبل كارتفاع درجة الحرارة لنحو 40 درجة مئوية وتلف وإرهاق عام واوجاع في المفاصل والرأس رافقه شعور بالفراق وقرب الاجل”.

دعوت الله بصالح أعمالي واستعنت بالصبر والصلاة
وفي خضم البلاء يقول الددا: “لم يبق لي سوى الالتجاء الى الله تعالى وشعرت بلذة الصلاة وعظمة الصبر وأهمية اليقين والإتكال على الله تعالى وأخذت ادعو الله تعالى بصالح أعمالي تذكرت بعض الاعمال بيني وبين الله وشعرت حينها برعاية الله وفضله، كان للصلاة طعم خاص رغم مرارة الالم عكفت على تلاوة القرآن الكريم وكان خير ونيس تحصنت بالأدعية والاوراد”.

اعلنت للناس خبر إصابتي بالكورونا طمعا في دعائهم
وحول دواعي قراره بإخبار الناس عن مرضه رغم خصوصية ذلك قال الددا: “لم أتوان للحظة واحدة في الاعلان عن إصابتي بالكورونا فهذا واجب ديني والمرض ليس عيبا إنما ابتلاء وكان همي إخبار الناس حتى لا اتسبب بأذى أحد منهم والحقيقة أن من أهم اسباب الاعلان عن المرض طمعي في دعاء الصالحين والاهل والمعارف وكان لي ذلك بفضل الله تعالى”.
الاهمال بدأ من الطبيبة التي لم تلتزم الحجر الصحي
وأبدى الاستاذ منصور الددا امتعاضه الشديد من عدم قيام وزارة الصحة بواجبها بإلزام الطبيبة بالحجر الصحي والتي تسببت بنقل العدوى إليه مع العلم ان الطبيبة تلقت الفيروس من ابنتها المصابة بكورونا ولم تلتزم الحجر الصحي واستمرت بعملها دون مراعاة حالة الناس، وكان الاولى بالطاقم الطبي أن يكونوا أول الملتزمين بالتعليمات لكن مع الاسف لم يتم ذلك وها نحن ندفع الثمن غاليا.

الاستاذ منصور دواج الددا

الان اتماثل بالشفاء بفضل من الله تعالى
وعن وضعه الحالي يقول الاستاذ منصور الددا: “بفضل الله تعالى تعديت مرحلة الخطر وأنا الان أتماثل بالشفاء واتعافى واشعر بتحسن كبير ومن أيام لم ترتفع درجة حرارة الجسم واشعر ان الله تعالى وهب لي الحياة من جديد وارجو الله تعالى ان يكون هذا البلاء كفارة لذنوبي”.

عندما يعم الابتلاء 5 اشخاص
من عائلة منصور الددا مصابون بالكورونا
لم تقتصر الاصابة بفايروس الكورونا على رب الاسرة الاستاذ منصور الددا فحسب بل اتسعت دائرة المرض والعدوى لأربعة اشخاص ليصل العدد الاجمالي الى خمسة وهم الوالد منصور الددا واثنتان من بناته وزوجته وطفله البالغ من العمر سنة ونصف.
وحول هذا البلاء يقول الاستاذ منصور الددا: “الحمد لله على نعمه أصبحنا نحن 5 افراد مصابون بهذا الوباء غير ان رعاية الله ولطفه فاقت الالم والبلاء وها نحن ننعم جميعا بالتعافي ونتماثل للشفاء ولساني عاجز عن حمد الله وكرمه ولطفه ورعايته لنا.
وشكر الاستاذ منصور الددا كل من سانده ووقف بجانبه في هذه المحنه وقال: “كنت سعيدا جدا باهتمام اهل بلدي والنقب وكافة معارفي بي وكان لوقفتهم اثرا طيبا في نفسي، افخر بهم جميعا شعرت حقيقة أننا امة كالجسد الواحد، الشكر موصول لكل من سأل واهتم ودعا لي وكم أثلج صدري سماع الكثير من الاخوة والأحبة وهم يدعون الله لي بالشفاء في سجودهم وقيامهم”.

وصيتنا اليكم
وفي ختام هذا اللقاء عاد الاستاذ منصور الددا للتأكيد على أهمية أخذ الحيطة والحذر وكافة التدابير الصحية للوقاية من مرض الكورونا والعمل قدر المستطاع على الالتزام بالبيوت وعدم نقل العدوى للآخرين وتأصيل مبدأ الطهارة التي حثنا عليها الاسلام.
وقال: “هذا مرض خطير انصح الجميع لا سيما الشباب عدم الاستهانة به، فقد يصيب الكبير والصغير ونسبة العدوى عالية جدا فلنرحم كبار السن فينا والصغار، ويجب علينا أن ندرك ان هناك مسؤولية جماعية تتطلب منا الحفاظ على أنفسنا، وعلى من حولنا، نحن نعيش ظروفا استثنائية وعلينا أن نتعامل بجد ومسؤولية، كما أدعو الجميع بالتوبة والعودة إلى الله تعالى وهي فرصة سانحة لتعميق علاقتنا بالصلاة والعبادة، وكلي أمل في الله تعالى ونحن مقبلون على شهر رمضان ان يرفع الله تعالى عنا البلاء والوباء والامراض والاسقام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى