أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

أجرتها قناة “وطن” الداعم للثورة المصرية.. مقابلة مع الدكتور مهند مصطفى ناقشت كتاب الشيخ رائد صلاح “اضاءات على ميلاد الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا”

طه اغبارية
أجرت قناة التلفزة “وطن” المصرية، الداعمة للحراك الثوري في مصر، وتبث من العاصمة التركية إسطنبول، ضمن برنامج “ليتفقهوا” مقابلة مع الدكتور مهند مصطفى مدير عام “مدى الكرمل”-المركز العربي للدراسات الاجتماعية، تناولت كتاب “إضاءات على ميلاد الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا” لمؤلفه الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا.
في البداية تحدث مقدّم البرنامج عن الشيخ رائد صلاح وملاحقته من قبل المؤسسة الإسرائيلية ودوره على رأس الحركة الإسلامية قبل حظرها في نصرة قضايا الأمة وفي القلب منها القدس والأقصى.
وتحدث الدكتور مهند عن الكتاب الذي جرت مناقشه في ندوة أقامها مدى الكرمل في مدينة أم الفحم، في كانون أول/ ديسمبر، العام الفائت، مبينا أن “الشيخ رائد صلاح قام بتأليف الكتاب عام 2016 بعد عام من حظر الحركة الإسلامية في إسرائيل، والكتاب هو عبارة عن حالة تذكر تاريخية ودمج ما بين مذكرات شخصية وتأريخ سياسي، والكتاب في لغته يتضمن الجانب التأريخي للحركة الإسلامية وجانب التذكر الشخصي للشيخ رائد صلاح”.
وتابع أن ” الكتاب وثيقة تاريخية كتبها رئيس الحركة قبل حظرها إسرائيليا، وهو غني بهذا المعنى، حيث أن أغلب الدراسات والكتب عن الحركة الإسلامية في الـ 48 هي دراسات كتبت من خلال أكاديميين إسرائيليين وطبعا بعض الأكاديميين الفلسطينيين، بمعنى أن أهمية هذا الكتاب تنبع من كونه مخطوطة أولى تحاول أن تعطي صورة شاملة ونوعا ما تفصيلية عن كل تاريخ الحركة الإسلامية منذ أوائل السبعينات من القرن الفائت حتى حظر الحركة الإسلامية في نوفمبر عام 2015″.
وتساءل مقدم البرنامج عن سبب إلحاق جملة “المحظورة إسرائيليا” في عنوان الكتاب، وقد أوضح مدير عام “مدى الكرمل”، أن “هناك سياق قانوني نحن نعيشه في داخل إسرائيل واعتبرت الحركة على أساسه محظورة، وأي انتماء واي تأييد لهذه الحركة يعتبر مخالفة قانونية في إسرائيل، كما أن الحركة الإسلامية هي محظورة من الناحية القانونية، بمعنى أن الحركة الإسلامية التي كان يرأسها الشيخ رائد صلاح هي الآن محظورة في إسرائيل، ولذلك هذا التوصيف انها “محظورة إسرائيليا” هو توصيف واقعي، لكنه يفيد أيضا في أنها غير محظورة في الوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي وفي وعي الفلسطينيين والمسلمين”.
وحول أهمية الكتاب، قال الدكتور مهند في سياق المقابلة: “أهمية الكتاب تتمثل في أنه أول كتاب رسمي يصدر عن رئيس الحركة الإسلامية في محاولة منه ليقدم للقارئ الفلسطيني وللقارئ العربي والإسلامي كتابا يروي سردية عن الحركة الإسلامية، طبعا لا يمكن أن ننفي أن توقيت اصدار هذا الكتاب هو توقيت ما بعد حظر الحركة الإسلامية، وانا في اعتقادي ان الشيخ رائد صلاح عندما كتب هذا الكتاب أراد أن يبقي تاريخ الحركة الإسلامية حاضرا في وعي الشعب الفلسطيني بمعنى أنه لا يريد أن يؤدي الحظر أيضا الى حظر الوعي الفلسطيني عن وجود تاريخ طويل وتاريخ مشرف لهذه الحركة في الداخل الفلسطيني وفي القدس تحديدا”.
وحول جديد الكتاب، قال مصطفى: “أعطيك مثال عن نفسي أنا أبحث في الحركة الإسلامية وقرأت كتبا كثيرة عن الحركة الإسلامية في العبرية والانجليزية، لكن عندما قرات هذا الكتاب أضاء لي جوانب لم تكن معروفة لدينا، مثال ذلك: في بداية الكتاب يتحدث الشيخ رائد عن بدايات تأسيس الحركة الإسلامية، بداية تأسيس الشباب المسلم المتدين، وفي روايته عن تبكير الصحوة الإسلامية، يفند الكثير من المقولات الرائجة التي كانت موجودة في البحث العلمي، والتي اعتبرت أن تأسيس الحركة الإسلامية في الـ 48 كان نتيجة للاحتلال الإسرائيلي عام 1967 وقسم قال إنها بسبب الثورة الإيرانية، لكن الشيخ رائد يخصص قسما مهما من الكتاب لنفهم من خلاله انه كان هناك عودة للشباب لتتفقه في دور الإسلام الحضاري والاجتماعي، واجتمعوا على الفكرة الإسلامية في محاولة لإعادة الاعتبار للرؤية الإسلامية في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني”.
وأضاف: “الكتاب يعطينا قراءة جديدة لنشوء الحركة الإسلامية في السبعينات، وأهم من ذلك أيضا يعطي قيمة لإضاءات على تاريخ الحركة الإسلامية، التي كانت حركة واحدة حتى عام 1996 فحدث فيها انشقاق عشية انتخابات الكنيست، ولكن الشيخ رائد يكشف في الكتاب أن الخلاف كان داخل التيار الإسلامي على قضايا عديدة الكنيست كانت واحدة منها. أيضا يكشف الكتاب الكثير من البنية الداخلية في الحركة الإسلامية، البنية التنظيمية والبنية الإدارية، كيف كانت تعمل، وهذه البنى لم تكن كلها معروفها للجمهور الواسع، الذي كان ينظر من الخارج فيرى حركة فاعلة وقوية وتقدم خدمات للمجتمع، حركة فاعلة سياسيا، حركة فاعلة في داخل القدس وفي مجمل مناطق الوطن، ولكنه لم يكن يعرف ما هي الديناميكية الداخلية والتنظيمية والإدارية التي كانت تحرك هذه الحركة في كل اعمالها على المستوى السياسي والاجتماعي وعلى المستوى التنموي في المجتمع العربي، لذلك هذا الكتاب يكشف لنا سر هذه الديناميكية، سر هذا التنظيم الداخلي الذي كان في الحركة الإسلامية، باعتقادي ان الكتاب يكشف الكثير من المكاشفات”.
وفي سياق رده على سؤال حول نشأة الشيخ رائد صلاح وبداياته وتأثيرها على تكوينه التربوي والديني والسياسي، قال الدكتور مهند: “الشيخ رائد يذكر في الكتاب، أنه تأثر في كثير من الشخصيات التي كانت حوله سواء من العائلة أو من داخل المدرسة والجامعة، كل هذه النشأة بلورت شخصية الشيخ رائد صلاح، كشخصية منفتحة، أيضا مدينة أم الفحم التي نشأ فيها الشيخ رائد، مدينة معروفة انها مسيسة جدا، فيها تيارات سياسية وايدلوجية مختلفة، لذلك شخصية الشيخ رائد صلاح التي تبلورت في السبعينات من خلال هذه المؤثرات، جعلت الشيخ رائد كشخصية إسلامية قائدا منفتحا على الآخرين يتعامل معهم من خلال الحوار ويحاول ان يجمع الفلسطينيين على القضايا المشتركة وهو شخصية تفهم أن نطاق الحركة الإسلامية في الـ 48 هو نطاق وطني فلسطيني، صحيح أنها حركة إسلامية ومرجعتيها إسلامية، لكن في النهاية هي حركة فلسطينية، لذلك يفند الشيخ رائد في كتابه عن مرحلة النشأة كل المقولات الأكاديمية الإسرائيلية التي قالت إن الحركة الإسلامية جاءت لتعطي البديل عن الهوية الفلسطينية، طبعا لا فالشيخ رائد يقول الحركة الإسلامية كانت منذ البداية لها هم فلسطيني وهذا الموضوع باعتقادي أثر على شخصية الشيخ رائد صلاح وأثر على خطابه الوطني وليس خطابه الإسلامي فقط، الخطاب الإسلامي للشيخ رائد صلاح هو خطاب منفتح وجامع يحترم الآخر ويجمع الكل على هدف واحد”.
وحول عملية التطور والنضج التي مرّت فيها الحركة الإسلامية وفق ما جاء في الكتاب، أوضح مهند مصطفى، أنه “عندما تقرأ الكتاب كله لا يخفي ذلك، هناك عملية تطور أو نضج كما تسميه في مسيرة الحركة الإسلامية على مستوى خطابها الإسلامي وعلى مستوى خطابها السياسي وعلى مستوى بنيتها التنظيمية بمعنى أن الحركة الإسلامية بدأت كمجموعة شباب مسلم همه الأساسي هو الدعوة الإسلامية ومحاولة توعية الناس في الشؤون الدينية، ولاحقا أيضا بدأت تقوم بالعمل الاجتماعي وبعد ذلك تطورت الى العمل السياسي المحلي في داخل السلطات المحلية، ولاحقا أصبحت جزءا مهما من كل المشهد الفلسطيني في الداخل من خلال انخراطها في المؤسسات الوطنية القطرية في الـ 48، وتوجت ذلك في مسيرتها بالقدس”.
وفي محور آخر من المقابلة تناول جهود الشيخ رائد صلاح ورفاقه في الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا في القدس والأقصى، بيّن الدكتور مهند أن “الشيخ رائد موجود الآن في الحبس المنزلي بسبب قضايا كثيرة منها موقفه من موضوع القدس والمسجد الأقصى، وبالتالي فإن الحركة الإسلامية حملت هذا الهم منذ التسعينات لأن الشيخ رائد صلاح تحديدا أدرك وجود مخططات صهيونية رسمية وغير رسمية للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك، الشيخ رائد انتبه إلى هذا الخطر منذ التسعينات ولكنه كعادته عندما يضع استراتيجيات سياسية يجسدها على أرض الواقع وهذا ما يميز الشيخ رائد صلاح أنه قائد سياسي فاعل في الحقل، وعندما يضع فكرة في رأسه فهو ينفذها ويمشي فيها حتى النهاية، لذلك بدأ الشيخ رائد ببناء منظومة كاملة للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وعن القدس الشريف، تبدأ من ترميم المسجد الأقصى وتنتهي بتعميق وعي الفلسطيني بالخطر المحدق بالمسجد الأقصى، بمعنى أن هذا المشروع الكبير الذي بناه الشيخ رائد صلاح للأقصى والذي أخذ كل مناحي الحياة منها، تدعيم الفلسطينيين اقتصاديا وشد الرحال الى الأقصى بشكل ثابت، ترميم الأقصى، إحياء مصاطب العلم التواصل مع الأقصى الدفاع عنه من خلال الرباط، تسيير حافلات احياء رمضان، بمعنى كان مشروعا متكاملا يبدأ ببناء الوعي الفلسطيني المسلم والعربي حول أهمية الرباط في الأقصى وينتهي في العمل من خلال تدعيم سكان القدس، لذلك الحركة الإسلامية عملت من خلال هذا المشروع على خلق تلاحم كبير بين فلسطينيي الـ 48 وفلسطينيي القدس، لذلك استحق الشيخ رائد صلاح لقب “شيخ الأقصى” باستحقاق، لأنه وضع موضوع الأقصى في سلم أوليات الوعي الإسلامي على مستوى العالمي وبناء هذا الوعي هو احد إنجازات الشيخ رائد صلاح وهو مشروع الحركة الإسلامية في داخل الـ 48″.
وفي رده على سؤال، كيف نجح الشيخ رائد صلاح والحركة الإسلامية في الحفاظ على الهوية الإسلامية والفلسطينية، قال الدكتور مهند: “هذا كان جزء من المشروع الإسلامي للحركة الإسلامية وهو احياء الهوية الإسلامية بمفهومها الواسع على مستوى السلوك وعلى مستوى القيم وعلى مستوى الوعي وعلى مستوى المناسبات الاجتماعية، والحركة الإسلامية في الحقيقة من الثمانينات والتسعينات غيرت الكثير في داخل المجتمع الفلسطيني سواء في بناء المساجد وعدد المصلين، وأصبح هناك ازدياد في مظاهر اجتماعية ذات طابع إسلامي مثل الاعراس، إضافة الى أخذت الهوية الإسلامية البعد السياسي والثقافي، بمعنى أن الحركة الإسلامية استطاعت ان تبلور هوية إسلامية غير منفصلة عن الهوية الوطنية الفلسطينية”.
وعن عمل الحركة الإسلامية في الهموم العامة للأمة بحسب ما أورد الشيخ رائد صلاح في كتابه، لفت الدكتور مهند إلى أن “الحركة الإسلامية حاولت أن تجمع بين الهم الإسلامي وبين هويتها الإسلامية وتضامنها مع كل الشعوب الإسلامية المضطهدة استمر حتى حظرها، والحركة الإسلامية كان موقفها واضح من الثورة المصرية ومن الثورة السورية ومن كل الثورات في العالم العربي، كان موقفها واضحا مع الثورات ضد الاستبداد، الحركة الإسلامية استطاعت ان تجمع ما بين الهم العربي والإسلامي، وما بين الهم الفلسطيني الداخلي، والحركة الإسلامية حاولت بالفعل ان تبني مشروعا فريدا من نوعه بين الهم الإسلامي والهم الفلسطيني”.
وفي ختام اللقاء أكد الدكتور مهند مصطفى أن كتاب “إضاءات على ميلاد الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا”، هو “كتاب تاريخي هام أنصح الجميع بقراءته، وبالذات عن دور الحركة الإسلامية في القدس والمسجد الأقصى المبارك وعن دور الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، وهو يقدم قراءة جديدة لمجمل واقع الفلسطينيين في الـ 48 ولتاريخ الحركة الإسلامية تحديدا، وهو أيضا يقدم لنا ذاكرة الشيخ رائد صلاح، ويمكن أن تعرف هذا الشخص وهذا القائد من خلال هذا الكتاب لأنه يعطيك ذاكرته وتذكره وأيضا خلاصاته من كل العمل الإسلامي الذي يمكن الاستفادة منه في كافة المستويات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى