أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

الجامعة العربية ترفض “صفقة القرن”

خلص اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الطارئ، الذي عقد اليوم السبت في القاهرة، إلى “رفض صفقة القرن الأميركية – الإسرائيلية”، فيما قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن الرئيس محمود عباس سيقدم لمجلس الأمن خطة بديلة لـ”صفقة القرن” في 11 شباط/ فبراير الجاري.

وجاء في قرار مجلس الجامعة المنعقد على مستوى وزراء الخارجية، أنه تم “رفض صفقة القرن الأميركية – الإسرائيلية، باعتبار أنها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني، وتخالف مرجعيات عملية السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”. وشدد القرار على “التأكيد على عدم التعاطي مع هذه الصفقة المجحفة، أو التعاون مع الإدارة الأميركية في تنفيذها، بأي شكل من الأشكال”.

كذلك شمل القرار، بحسب بيان الجامعة “تحذيرًا من قيام إسرائيل بتنفيذ بنود الصفقة متجاهلة قرارات الشرعية الدولية… ودعوة المجتمع الدولي إلى التصدي لأي إجراءات تقوم بها حكومة الاحتلال على أرض الواقع”، و”التأكيد على أن مبادرة السلام العربية وكما أقرت بنصوصها عام 2002، هي الحد الأدنى المقبول عربيًا لتحقيق السلام، من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948، والتأكيد على أن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لن تحظى بالتطبيع مع الدول العربية ما لم تقبل وتنفذ مبادرة السلام العربية.

كما جرى “التأكيد على التمسك بالسلام كخيار إستراتيجي لحل الصراع، وعلى ضرورة أن يكون أساس عملية السلام هو حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية والمرجعيات الدولية المعتمدة، والسبيل إلى ذلك من خلال مفاوضات جادة في إطار دولي متعدد الأطراف، ليتحقق السلام الشامل الذي يجسد استقلال وسيادة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”.

وأكد قرار وزراء الخارجية العرب على “الدعم الكامل لنضال الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية… في مواجهة هذه الصفقة وأي صفقة تقوض حقوق الشعب الفلسطيني”.

وجدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اليوم السبت، رفضه القاطع لـ”صفقة القرن”، مؤكدًا أنه لن يقبل أن يسجل في تاريخه أنه تنازل عن مدينة القدس المحتلة، حتى لو اضطر لحل السُلطة الفلسطينية.

وأضاف ساخرًا أنه بناء على ذلك قرر أن يعيد إلى إسرائيل “الهدية التي سلمتنا إياها في أوسلو .. مسؤولية الأكل والشرب … والأمن … أنا ما عندي علاقة” من الآن فصاعدا بذلك.

جاء ذلك في كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المنعقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة، بطلب من فلسطين، لبحث “صفقة القرن”.

وقال عباس: “قالوا لي أن الرئيس ترامب يريد أن يرسل لي الصفقة لأقرأها، فقلت لن أستلمها، ثم طلب ترامب أن أتحدث معه عبر الهاتف، فقلت لن أتكلم، وبعد ذلك قال (ترامب) إنه يريد إرسال رسالة لي، فرفضت استقبالها”. وأضاف: “رفضت استلام الصفقة والتحدث مع ترامب وتسلم أيّ رسالة منه لأنه كان سيبني على ذلك للإدعاء بأنه تشاور معنا”.

إلغاء الاتفاقيات

وأعلن الرئيس الفلسطيني أنه أبلغ الولايات المتحدة وإسرائيل بإلغاء الاتفاقيات كافة معهما، بما في ذلك الاتفاقيات الأمنية.

وقال: “وجهنا رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإلى وكالة المخابرات الأميركية (سي آي أيه)، أخبرناهم فيها بقطع العلاقات والاتفاقيات كافة معهما، بما فيها الأمنية، وأن على إسرائيل تحمل مسؤولياتها بصفتها دولة احتلال”.

وذكر أنه أورد في رسالته التي وجهها إلى نتنياهو والمخابرات الأميركية: “أن خطة القرن سيكون لها تداعيات علينا وعليكم، ومن حقنا مواصلة نضالنا السلمي المشروع والعمل الشعبي السلمي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة بناء على الشرعية الدولية”.

وتابع: “الصفقة مرفوضة جملة وتفصيلا، ولكننا لا زلنا نؤمن بالسلام وبثقافة السلام، على أن يتم إنشاء آلية دولية متعددة الأطراف لتنفيذ القرارات الدولية (المتعلقة بالقضية الفلسطينية)، لكن دون وجود للصفقة بكل بنودها على الطاولة”.

لا تنازل عن القدس

وشدد الرئيس الفلسطيني على أنه لن يقبل أن يسجل في تاريخه أنه تنازل عن مدينة القدس المحتلة. وتابع: “بمجرد أن قالوا إن القدس تُضم لإسرائيل لم أقبل بهذا الحل إطلاقا، ولن أسجل على تاريخي ووطني أني بعت القدس أو تنازلت عنها، فالقدس ليست لي وحدي إنما لنا جميعا”، في إشارة للدول العربية والإسلامية.

وأضاف: “سبق أن قبلنا بإقامة دولة فلسطينية على 22 في المئة من فلسطين التاريخية والآن يطالبون بـ 30 بالمئة من هذه المساحة المتبقية”. وذكر أن الأميركيين يريدون أن تكون عاصمة فلسطين في أبو ديس، وهي قرية صغيرة قرب القدس.

وأشار أن الولايات المتحدة وإسرائيل اشترطتا على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية إسرائيل، ليثبتوا حسن النوايا. وقال: “الأميركيون يريدون مني القبول بضمّ القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا، وإلغاء حق العودة ونزع سلاح غزة”. وشدد على أن العالم لن يقبل بالظلم الوارد في “صفقة القرن” وسيقف إلى جانب الشعب الفلسطيني.

وخاطب عباس وزراء الخارجية العرب بالقول: “سنتحرك إلى جانب العديد من المنظمات الدولية، لتوضيح وجهة النظر الفلسطينية، ولا نريد منكم الوقوف في وجه أميركا، وإنما تبني الموقف الفلسطيني”.

لقاءات ترامب “بلا ثمار”

وقال عباس إنه التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب 4 مرات، وأن الوفد الأميركي زار الأراضي الفلسطينية 37 مرة، إلا أن جميع هذه اللقاءات “لم تثمر عن شيء”.

وتابع: “لدي اعتقاد تام بأن ترامب بارك صفقة القرن دون أن يعرف عنها شيئا”، مشيرًا إلى أن جاريد كوشنر، صهره الرئيس الأميركي هو الذي عمل على إعداد الصفقة، ووصفه “بجوز البنت”، بالإضافة للسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان ومبعوث ترامب السابق، جيسون غرينبلات.

وأفاد أنه خلال اجتماعه مع ترامب أبلغه بأنه يؤمن بعدم جدوى السلاح، وأنه يريد بناء دولة فلسطينية منزوعة السلاح. ولفت عباس أنه خلال وجود نتنياهو في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، لم يحدث أي تقدم بعملية السلام، معتبر أن الأخير “لا يؤمن بالسلام”.

وأضاف أنه “اعترفنا بإسرائيل منذ عام 1988 بالمقابل اعترف (رئيس الوزراء اسحق) رابين بأن منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”، لكن الأميركان لم يعترفوا بوجود الشعب الفلسطيني خلال المفاوضات طيلة سنوات.

وشدد عباس على أن السلطة كانت شريكة في محاربة ما سماه الإرهاب العالمي، وأن تنظيم “الدولة الإسلامية” ليس فيه أي فلسطيني حسب التقارير الدولية، سوى 3 فلسطينيين يحملون المواطنة الإسرائيلية.

ووجه عباس حديثه للإدارة الأميركية وإسرائيل لتوضيح مدى التزامه بالتعاون الأمني طيلة سنوات، قائلا إنه وفر لها معلومات أمنية لم يكن لأحد القدرة على توفيرها.

وأوضح أنه “ما زلنا نؤمن بالسلام، ونريد أن يتم إنشاء آلية دولية متعددة الأطراف، لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”، مشددا على أنه لا مكان لهذه الصفقة على الطاولة بكل بنودها. وأضاف: لسنا عدميين ونبحث عن حل عادل لقضيتنا على أساس الشرعية الدولية، لكن لن نقبل أبدًا أن تكون أميركا وحدها وسيطا لعملية السلام.

وأضاف أنه سيشارك في قمة التعاون الإسلامي ثم القمة الإفريقية، ثم سيتوجه إلى مجلس الأمن، إلى جانب العديد من المنظمات الدولية وغيرها لإفشال “صفقة القرن”.

وشدد على حق شعبنا في مواصلة نضاله المشروع بالطرق السلمية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.

ووصل الرئيس الفلسطيني، القاهرة، مساء الجمعة، للمشاركة في أعمال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذي يعقد في مقر الجامعة العربية، بطلب من فلسطين.

وزير الخارجية العراقي يدعو إلى ضرورة وضع إستراتيجية دولية لتقديم كل أشكال الدعم لفلسطين

وقال وزير خارجية العراق محمد علي الحكيم، إن جلسة اليوم تأتي بشكل استثنائي بموضوعها وتوقيتها، حيث نواجه ظرفا بالغ الدقة والحساسية بعد إعلان ما تسمى “صفقة القرن”، التي جاءت بتنسيق مع طرف واحد هو إسرائيل، واستثناء فلسطين والشرعية الدولية والرباعية الدولية.

وأضاف خلال انطلاق الاجتماع الطارئ، أن الظروف الحالية تحتم علينا الالتزام بالوحدة الوطنية، خاصة بين الأشقاء الفلسطينيين، لضمان إقامة الدولة الفلسطينية الموحدة وعاصمتها القدس الشريف، وضمان حق عودة اللاجئين لأرضهم.

ودعا إلى ضرورة وضع إستراتيجية مع كافة الدول الصديقة، خاصة دول الاتحاد الأوروبي ودول عدم الانحياز وروسيا والصين واليابان، من أجل رفع الوعي العالمي حول مخاطر هذه الصفقة المجحفة، كما ندعو الدول العربية لتقديم كل أشكال الدعم لفلسطين المحتلة.

وأشار إلى أن العراق حكومة وشعبا تؤكد موقفها الثابت الداعم للشرعية الفلسطينية، فيما ندعو العرب والمسلمين وكافة أحرار العالم لدعم الحق الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة.

أبو الغيط: اجتماع اليوم لبلورة موقف عربي موحد من “صفقة القرن”

من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، “إن الاجتماع الطارئ اليوم من أجل بلورة موقف عربي جماعي من الطرح الأميركي لـ”صفقة القرن”، لخطورتها، وأهمية أن يكون موقفنا ذا مستوى من الجدية والشعور بالمسؤولية.

وأكد أن هذه ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية تهم العرب وتجمع شملهم.

وأضاف “إن إنهاء الصراع مع إسرائيل هو مصلحة فلسطينية وعربية، وطالبنا الإدارة الأميركية وغيرها من الأطراف بانخراط أكبر لدفع الطرفين للتفاوض وبعمل أكثر، من أجل توضيح نهاية الطريق، ومحددات التفاوض حتى لا تدور المحادثات في دائرة عبثية من تفاوض لا ينتهي”.

وتابع: “لم نكن نتوقع أن تكون النهاية هكذا، حيث كشف الطرح الأميركي الأخير والمدعوم إسرائيليا عن تحول حاد في السياسية الأميركية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكيفية تسويته، ونرى أن هذا التحول لا يصب في صالح السلام أو الحل الدائم والعادل”.

وأكد أن الفلسطينيين يرفضون الوضع الحالي، لأنه لا يلبي تطلعاتهم ويضعهم تحت احتلال، وسيكون من قبيل العبث أن تفضي هذه الخطة لتكريس هذا الاحتلال وشرعنته، وأن يؤدي طرح يفترض أنه يقوم على فكرة الدولتين الى وضع يقترب من وضع الدولة الواحدة، يكون فيه الفلسطينيون مواطنين من الدرجة الثانية محرومين من أبسط حقوق المواطنة.

وطالب بأن يبدأ التفاوض على أساس صحيح ومتكافئ، يأخذ في الاعتبار مطالب الطرفين وتطلعاتهما في ضوء تجارب التفاوض السابقة، وجولات المحادثات السابقة، والتي تحمل خطوط الحل وصورة التسوية النهائية، ويؤخذ في الاعتبار مبادئ القانون الدولي والقرارات الأممية.

شكري: مصر تدعم بشكل عامة إقامة دولة فلسطينية على أساس قرار الشرعية الدولية

أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، السبت، موقف مصر الداعم بشكل كامل لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومن أجل إعادة الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط.

وأضاف شكري أن عناصر ومحددات التسوية الشاملة العادلة واضحة لم تتغير، وتستند إلى الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية لعام 2002، من أجل “تحقيق الأهداف الفلسطينية المشروعة”.

وتابع شكري أن أطراف الصراع توافقت فيما سبق على المرجعيات القانونية، التي تعد أساسًا ملزمًا للقضية الفلسطينية عبر التفاوض المباشر فيما بينها للتوصل لتسوية عادلة، ممثلة في إنشاء دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد على أن حل القضية الفلسطينية يعد أحد المفاتيح الرئيسة لاستعادة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ككل؛ مما يحرم قوى التطرف من استغلال القضية الفلسطينية العادلة لنشر العنف والفوضى. ودعا إلى “إطلاق عملية تفاوضية جادة حول كافة موضوعات التسوية تهدف لتحقيق التطلعات العربية والفلسطينية المشروعة”.

وحذر من أن الابتعاد عن المسار الذي يؤدي للوصول للحل العادل القائم على الشرعية الدولية من شأنه نشر اليأس والإحباط في نفوس الشعبين الفلسطيني والعربي، وتأجيج الصراعات في الشرق الأوسط، وفتح الباب على مصراعيه لدعاة الإرهاب والتطرف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى