أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

الباحثان دراويش ومصالحة يردّان على كاتب فلسطيني يدعو للانسلاخ عن الهوية الإسلامية

ساهر غزاوي
تحت عنوان “الردّ السَّديد على مهند عبد الحميد”، يرد الباحثان البروفيسور حسين دراويش والدكتور محمود مصالحة في دراسة بحثية أعدّاها، على الكاتب مهند عبد الحميد في كتابه المُسمى: “المناهج المدرسية بين الرأسمال البشري وهدره”، معلنا، الحرب على الله وعلى شريعة الإسلام وعقديته والحرب على كل ما يمت للإسلام والمسلمين بصلة، كما يقول الباحثان.
وتقع الدراسة في محورين اثنين، الأول: في التعريف بصاحب الكتاب، وبالكتاب، وبصاحبي الرد على الكتاب. أما المحور الثاني فهو في الرد على الكتاب، من حيث فقدانه للمرجعية العامة، وفقدانه للمرجعية التاريخية، وخطورة ما ذهب إليه مهند عبد الحميد في كتابه ودعوته للعودة إلى جادة الصواب.
وانتهت الدراسة بخاتمة لخّص فيها الباحثان نتائج الدراسة بأن كتاب مهند عبد الحميد من أخطر الكتب التي تتعرض للعقيدة الإسلامية، وللمناهج التربوية الفلسطينية، وتتجنى عليها، تحت شعار الحداثة، والتحرر، والديمقراطية، تلك الشعارات التي قادت الأمة إلى المهانة والهزائم، وأخرّت نهضة الأمة العربية والإسلامية؛ وجعلتها في مؤخرة الأمم، وفي الحضيض الأدنى، هذا عدا على أن الكتاب لم يتعرض لنقد العقيدة النصرانية، والعقيدة اليهودية، إلى جانب أن خطورة كتاب مهند عبد الحميد لا تقل خطورة عن الاحتلال، بل هي أخطر لأنه ينحي الشريعة الإسلامية جانبا عن ميدان التربية والتعليم، وهو يدعو بذلك إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني وانحلاله ومن ثم تلاشيه وزواله، كما جاء في الدراسة.
وبحسب دراويش ومصالحة، فإن أهمية هذه الدراسة البحثية تكمن عن مغالطات مهند عبد الحميد وتجنيه على الشريعة الإسلامية وعلى علمائها ومفكريها، ورموز المسلمين التاريخية، وانسلاخه عن هويته الإسلامية، وانحيازه التام إلى صف الأعداء، الذين يتربَّصون بهذه الأمة الدوائر، فكان كتابه سابق الذكر معول هدم للأجيال.
وجاء في الدراسة البحثية أن الباحث مهند قد حدد أهدافه من تأليف الكتاب قائلا: “نود الانتقال من نظام تعليمي محافظ إلى نظام تعليمي تحرري، انتقالاً يبدأ بتحرير المناهج من كل المواقف التي تميز ضد النساء، وتضعهن تحت الوصاية بين المسلم وغير المسلم، وبإزالة كل اشكال التعصب التي تنتمي لمدرسة الإسلام المتشدد. نريد فيه نظامًا يكون فيه العلم مستقلاً وحرًا في البحث والنقد، وفي إشاعة التعدد الذي يسمح فيه بأكثر من رواية، ورأي وخيار ومسار، ويكون فيه المعلم شريكاً، وله مكانة لائق، ونرى أن العلاقة وثيقة بين التعلم التحرري الذي ينهض بالأجيال وبالبلد، وعلى دولة لكل مواطنيها تتبنى فكرًا وممارسة الحداثة، وتربط التحرر الوطني بالتحرر الاجتماعي، وتحظر التكفير والتحريم وقمع المختلف، وتغلِّب الهوية الوطنية الجامعة على الهويات الفرعية، وتتبنى المساواة بين الجنسين، والديانات وحرية المعتقد”.
ويتابع الباحثان، ما كتبه مهند عبد الحميد تحت عنوان: “التعلم التحرري” حيث يقول: ” وظيفة التعليم التحرري، هي: التحرر الذاتي بإعمال العقل، بتفكيك كل القيود والكوابح والوصايا التي تحيل الإنسان إلى شكل من أشكال الاستلاب والتشوه، وإلى الخضوع لسيطرة السلطات السياسية والديني والتعليمي، ويصف مرجعية المناهج التربوية الإسلامية،” بمرجعية وحيدة هي الشريعة الإسلامية بنسختها المتزمتة”.
ويبينا أن كتاب مهند عبد الحميد “خالٍ من المرجعية تمامًا لا بل أشد من ذلك يتصدَّى للمرجعية الإسلامية للمناهج التربوية الفلسطينية ويهاجمها هجومًا عنيفًا، يخرج فيه عن حد اللياقة الأدبية، والموضوعية العلمية، فهو يرى أن انتشار ثقافة الإسلام السياسي المحافظ قد تركت بصماتها على المناهج التربوية الفلسطينية، وترك الفكر التعصبي بصماته على العملية التعليمية برمتها. ولم يتوقف الكاتب عند حد الدعوة إلى إلغاء المرجعية الإسلامية للمنهاج الفلسطيني من الكتاب والسنة فحسب، بل يتطاول على علماء الأمة ومفكريها من أصحاب المذاهب الأربعة”.
ويوصي الباحثان في نهاية الدراسة بعدم الالتفات إلى كتاب مهند عبد الحميد ونبذه كليًا في القمامة؛ وذلك “لأنه ينتمي إلى الدراسات الأجنبية المغرضة، وإن خطورة كتاب مهند عبد الحميد لا تقل خطورة عن الاحتلال، لا بل هي أخطر من الاحتلال، لأنه ينحِّي الشريعة الإسلامية جانبًا عن ميدان التربية والتعليم، وهو يدعو بذلك إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني وانحلاله ومن ثم تلاشيه وزواله. إلى جانب أن أمثال هذه الكتب الخسيسة تزيدنا إيمانًا بديننا، وتمسكًا قويًا بعقيدتنا، ومعرفة بعظيم وحقد وحسد أعداء هذا الدين لشريعة الإسلام، ودين الإسلام، ولرسول الإسلام، -صلى الله عليه وسلم-ولأحكام الإسلام”.
ويلفت الباحثان، ا. د. حسين الدراويش، المدرس في المسجد الأقصى المبارك، وأستاذ الإعجاز القرآني، والبلاغة العربية، بجامعة القدس في القدس، والدكتور محمود مصالحة، باحث نشيط في الدراسات الإسلامية المعاصرة، إلى أنهما قاما بطباعة هذه الدراسة البحثية التي تفند ما جاء في كتاب مهند ألف نسخة.
ومن الجدير ذكره، أن صاحب الكتاب “المناهج المدرسية بين استثمار الرأسمال البشريِّ وهدره”، مهند عبد الحميد خريج جامعة عين شمس/ بكالوريوس علم النفس، وصحفي، يكتب مقالة أسبوعية في جريدة الأيام، ويعمل عضو في هيئة مجلة الدراسات الفلسطينية، في مكتب رام الله، وله كتابات في مجلات فلسطينية وعربية. كما أنه شغل منصب مدير عام الإنتاج الإعلامي في وزارة الإعلام، ومدير عام الآداب في وزارة الثقافة. وله العديد من الأبحاث، والدراسات، أهمها: اختراع شعب، وتفكيك آخر/مركز مسارات. الطريق إلى تحرير المرأة/ مؤسسة روز لوكسمبورغ. الانتقال من المشاريع الفردية إلى المشاريع التعاونية/ دور الاعلام في تعزيز قيم النزاهة والمساءلة/مؤسسة أمان القدس بين استراتيجية وزارة الإعلام/ إعداد كتاب سنكون يوما ما نريد/ وزارة الثقافة.

البروفيسور حسين دراويش
البروفيسور حسين دراويش
الدكتور محمود مصالحة
الدكتور محمود مصالحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى