أخبار عاجلةمحلياتومضات

تصعيد في النقب: اجتماع طارئ في رأس جرابة لمواجهة قرار التهجير خلال 90 يومًا

عُقد، أمس الأحد، اجتماع شعبي طارئ في ديوان الحاج فريج بقرية رأس جرابة في النقب، عقب قرار المحكمة العليا الإسرائيلية القاضي بإخلاء أهالي القرية خلال 90 يومًا لصالح إقامة حي جديد تابع لمدينة ديمونا على أراضيهم، دون طرح أي حلول بديلة، ما يهدد مئات السكان بفقدان مأواهم.

وحضر الاجتماع عشرات الأهالي إلى جانب أعضاء لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، ومجلس القرى غير المعترف بها، إضافة إلى عدد من النشطاء والفاعلين المحليين.

أدار اللقاء سليمان الهواشلة، مدير عام مجلس القرى غير المعترف بها، الذي اعتبر القرار امتدادًا لـ“الهجمة الإسرائيلية” على القرى العربية في النقب، قائلاً إن “الصدمة كانت كبيرة رغم معرفتنا بأن المحاكم نادرًا ما تنصف العرب، كما حدث في السر وأم الحيران”.

بدوره، دعا عطية الأعسم، رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، إلى الاستعداد لعمليات الهدم المتوقعة بعد 90 يومًا، بالتوازي مع التحرّك القانوني لمنع الإخلاء، وتجهيز أماكن بديلة في حال نُفّذ القرار.

وأكدت الناشطة هدى أبو عبيد أهمية النضال الشعبي لإفشال “مخططات التهجير”، مشيرة إلى أن التحركات الجماهيرية كانت قادرة دائمًا على إيقاف مشاريع مشابهة، مثل مخطط برافر، مضيفة أن “ما يجري اليوم جرائم ضد الإنسانية، فتهجير سكان لصالح آخرين يخالف القوانين الدولية”.

كما شدد معيقل الهواشلة، عضو المجلس الإقليمي، على ضرورة تعزيز صمود الأهالي، قائلاً: “نقف إلى جانب العائلات في رأس جرابة، ونرفض كل سياسات الهدم والإخلاء”.

ومن جانبه، أوضح المحامي مروان أبو فريح، من مركز عدالة، أن قرار المحكمة “أغلق كل المسارات القانونية”، مؤكدًا ضرورة دراسة خطوات جديدة، بينها العودة لمحكمة الصلح وإعادة فتح الملف، إضافة إلى الاستعداد لما بعد انتهاء المهلة في شباط/ فبراير 2026.

النائب السابق يوسف العطاونة أشار إلى أن “المحاكم الإسرائيلية لم تمنح العرب يومًا مكسبًا حقيقيًا في قضايا الأرض”، معتبرًا أن خطورة قضية رأس جرابة تكمن في غياب أي بدائل للسكان، وهو ما لم يحدث في حالات سابقة.

أما حسين الرفايعة، فأكد أن “المحاكم الإسرائيلية مجندة ضد العرب”، محذرًا من أن تهجير البدو قد يتبعه تهجير في مناطق أخرى، داعيًا إلى دعم الأهالي والاستعداد للمرحلة المقبلة.

وشدد جمعة الزبارقة، عضو لجنة التوجيه، على أن الاحتجاج الشعبي قادر على فرض التفاوض، داعيًا إلى تنظيم مظاهرات خلال الفترة القادمة.

وتحدث إبراهيم القريبي، من قرية السر التي هُدمت سابقًا، عن التجربة القاسية التي مرّ بها أهالي قريته، داعيًا إلى التحرك العاجل وتجهيز أماكن بديلة لسكان رأس جرابة.

وفي ختام الاجتماع، أكد رئيس لجنة التوجيه العليا، طلب الصانع، أن تهجير أهالي رأس جرابة لصالح إسكان يهود “يعكس سياسة فصل عنصري واضحة”، مشددًا على ضرورة الوحدة والعمل الشعبي المتواصل لإفشال مخطط الإخلاء وتعزيز صمود السكان في أرضهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى