آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بصفقة فورية لإطلاق الأسرى من غزة

شارك آلاف الإسرائيليين مساء السبت في مظاهرات حاشدة في تل أبيب والقدس ومناطق أخرى، مطالبين الحكومة بإبرام صفقة تبادل للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
وتركزت المظاهرة المركزية في ساحة الرهائن بتل أبيب، فيما نظمت مظاهرة كبيرة أخرى في ميدان باريس بالقدس، حيث اعتقلت الشرطة إحدى المتظاهرات. ومع انتهاء الفعالية في القدس، انتقل المئات للتظاهر قرب مقر إقامة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في شارع غزة.
ووجّهت عائلات الأسرى انتقادات حادة للحكومة، معتبرين أن المسؤولية عن مصير أبنائهم تقع على قادة المنظومة الأمنية. وقال شقيق أحد الجنود الأسرى: “كل أسير يُعذّب أو يُقتل هو مسؤوليتكم، ولن يكون مقبولًا الادعاء بأنكم فقط نفذتم أو أوضحتم المخاطر للقيادة السياسية”. وخاطب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقول: “حين دخلت منصبك منحتنا الأمل أن خلاص الأسرى سيأتي. مرّ أكثر من ستة أشهر. نتنياهو يدمّر إرثك. افعل الشيء الصحيح وأنهِ الحرب”.
وفي تصريحات مؤثرة، دعا والد أحد الأسرى نتنياهو إلى التوصل إلى صفقة فورية: “أعِد أبناءنا وبناتنا إلى بيوتهم، ليس بحرب خطيرة وعديمة الجدوى، بل بصفقة شاملة وفورية. أنت تخلّيت عن ابنتك، نحن لن نتخلى عن أبنائنا”.
وأشار والد أسير آخر إلى أن استمرار العمليات العسكرية في غزة يمثل “تضحية بالأسرى”، متسائلاً: “لأي غاية؟ من أجل حرب أبدية وإقامة مستوطنات في القطاع؟” وأضاف: “هذه الحرب ستنتهي باتفاق وصفقة أسرى، لكن السؤال: كم أسير سيموت حتى يحدث ذلك؟ وكم جندي؟”.
ووصف الأب تعامل الشرطة مع عائلات الأسرى أثناء محاولة التظاهر قرب منزل نتنياهو: “أخرجونا بالقوة، ثم أبعدونا، وأقاموا حواجز كأننا في حديقة حيوانات. لن نستسلم”.
إلى جانب ذلك، تحدث جندي احتياط خدم 300 يومًا في غزة ولبنان قائلاً: “خاطرنا بأنفسنا إيمانًا بقدسية الحياة، لكن الحكومة عديمة المسؤولية ترسلنا باسم ’النصر المطلق’ إلى مهمة عبثية قد تتحول إلى فخ مميت للأسرى والجنود”.
وشهدت كفار سابا إغلاق شارع رئيسي واعتقال أربعة متظاهرين خلال محاولة اقتحام اجتماع لحزب الليكود، بينما قمعت الشرطة مئات المتظاهرين الذين حاولوا الوصول إلى مقر إقامة نتنياهو في القدس وأزالت خيم الاعتصام التي نصبت منذ خمسة أيام.
وفي السياق نفسه، نشرت كتائب القسام صورة لـ47 أسيرًا إسرائيليًا، واصفة إياهم بأنها “وداعية” مع بدء عمليات الاحتلال للسيطرة على مدينة غزة، وعلّقت عليها قائلة: “بسبب تعنت نتنياهو وخضوع زامير”.



