أخبار رئيسيةمحلياتومضات

أمام السفارة المصرية بتل أبيب.. المئات يندّدون بتواطؤ سلطات الانقلاب المصرية مع الاحتلال الإسرائيلي في الحرب والحصار على غزة

الشيخ كمال خطيب: "لولا وجود خُدّام وعملاء للاحتلال، ينفذّون سياساته، ويمنعون إدخال المساعدات، ما كان ليحدث هذا

طه اغبارية

بدعوة من “اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني”، نُظّمت مظاهرة احتجاجية أمام مقر السفارة المصرية في مدينة تل أبيب، أمس الخميس، وذلك بمشاركة المئات من المواطنين العرب من مختلف البلدات العربية، ضد حرب الإبادة والتجويع في قطاع غزة، وضد تواطؤ سلطات الانقلاب في مصر وعبد الفتاح السيسي مع الاحتلال الإسرائيلي في الحرب والحصار، واستمرار إغلاق معبر رفح البري أمام الجرحى والمرضى والمساعدات الإنسانية.

ورفع المشاركون في المظاهرة الاحتجاجية لافتات كتبت عليها شعارات تطالب بوقف الحصار وفتح معبر رفح البري، وكتب على بعض اللافتات: “أين السيادة والإرادة المصرية”، و”افتحوا المعبر”، و”يا أهل مصر لا تتركوا غزة وحدها”، و”إغلاق معبر رفح جريمة”.

كما هتف المتظاهرون ضد سلطات الانقلاب وضلوعها في حصار غزة وتجويع أهلها. وجرى خلال المظاهرة بثّ النشيد الوطني المصري عبر مكبرات الصوت، في تأكيد على حب أبناء شعبنا لمصر وشعبها، وأن المقصود بالمظاهرة هي سلطات الانقلاب المتواطئة مع الاحتلال.

واختتمت المظاهرة، بكلمة للشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا وإمام مسجد عمر بن الخطاب في بلدة كفر كنا، حيث أكد بداية، أن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يشنّ الحرب على الأهل في قطاع غزة، مستدركا أنه لولا “وجود خدام وعملاء له (الاحتلال) يملكون المعابر وينفذّون سياساته، ويمنعون إدخال المساعدات، ما كان ليحدث هذا”.

وهاجم خطيب، الانقلابي السيسي، قائلا: “لقد قال لإسرائيل إن كنتم تريدون تهجير أهل غزة، فلماذا إلى سيناء وليس إلى النقب ما يعني أنه لا يمانع التهجير”.

وأضاف: “ألا يكفيك 60 ألف شهيد أيها المجرم الدموي -يقصد السيسي- وأن نصفهم من الأطفال والنساء والشيوخ!! حتى تتحرك فيك النخوة إن كانت فيك النخوة، وحتى تتحرك فيك الرجولة إن كنت رجلا، وحتى تتحرك فيك العروبة إن كنت عربيا، وحتى تتحرك فيك الإنسانية إن كنت إنسانا. لكن لا عجب لأنك في النهاية انت سيسي”.

واستهجن الشيخ كمال خطيب، صمت المصريين عمّا يجري لإخوانهم في مصر، وقال “أين الغيرة والحمية؟!”.

وقال إن المزاعم عن فتح المعابر وإنزال المساعدات الجوية، ما هي إلا من اجل التنفيس عن إسرائيل وحيشها لا من أجل غزة وأهلها.

وحمّل سلطات الانقلاب والسيسي المسؤولية أمام الله والتاريخ، لأنهم الأقرب إلى غزة من حيث الجيرة والدم، رغم تقصير كل الأمة والحكام في نصرة أهل غزة.

وتابع: “جئنا إلى هنا لنرفع الصوت، من أجل أن نقول، سامحونا أيها الجياع، وأنتم تعلمون أن في الأمة خير كثير آت إن شاء الله”.

وندَّد خطيب بموقف محمود الهباش قاضي قضاة سلطة رام الله وإدانته للمظاهرة والداعين إليها، وقال “زار الهباش ووفد من السلطة السفارة المصرية في رام الله للتضامن معهم وشكر مصر على جميلها تجاه غزة!! عرفناك أيها الهباش الكذاب، أنت لا تُمثل شعبنا، لا يمكنك القدوم إلى هنا، لأن زياراتك لا تكون إلا إلى هرتسليا ونتانيا حيث سهراتك الليلية هناك”.

يشار إلى أن عددا من المتطرفين الإسرائيليين استفزوا المتظاهرين، ومنعت الاحتكاكات وفد اتحاد أئمة المساجد من تسليم رسالة احتجاج إلى السفارة المصرية والتي جاء فيها: “حضرة القائم بأعمال السفارة المصرية في تل – أبيب.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتوجّه إليكم بهذه الرسالة، ومن خلالكم إلى السّلطات المصرية، طالبين أن تتّخذ القاهرة قرارها السّيادي الحازم بإدخال المساعدات الإنسانيّة عبر معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، والعمل الفوري على إدخال آلاف الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء وكافة المساعدات لأهلنا في غزة، والتي تنتظر في الجانب المصري منذ أشهر.

إنّ المشاهد المروّعة في غزة تستوجب العمل والتحرك السريع لنجدة أهلنا في قطاع غزة، خاصة وأنّ الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تجويع وتعطيش أهلكم وإخوانكم في غزة، بشكل ممنهج، كجزء من حربه المجنونة الانتقامية التي راح ضحيتها حتى الآن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، ومئات آلاف المشردين والنازحين، الذين لا يتوقف الاحتلال عن قصفهم على مدار الساعة. وها نحن اليوم، نشاهد خطة التجويع التي يمارسها الاحتلال ضد المدنيين في غزة، والتي أغلب ضحاياها من الأطفال والرضّع والمواليد الجدد والشّيوخ والمرضى والنّساء. لقد حرّكت هذه المشاهد المروّعة ضمائر الشعوب الحرة حول العالم، بل إنّ حكومات أجنبية قد عبرت عن رفضها لهذه الجريمة، وبدأت تتحرك من أجل وقف هذه المذبحة التي تبث على الهواء مباشرة. وإنّنا نتوقع من مصر اتخاذ موقف سيادي في إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، تأكيدا لمكانة ودور مصر التاريخي والإقليمي الذي عليه أن يسبق باقي الدول العربية والإسلامية.

إننا نذكّركم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم}.. وأنتم تعلمون علم اليقين (بالصوت والصورة) أن أهل غزة الذين هم جيرانكم وإخوانكم في العروبة والدين يموتون جوعا وعطشا!

من أجل ذلك نطالب السلطات المصرية بفتح معبر رفح دون تأخير، فهي بذلك تمارس سيادتها الكاملة على الأرض المصرية، وتؤكد دورها التاريخي تجاه قطاع غزة. وندعوها كذلك إلى العمل على وقف هذه الحرب الانتقامية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية”. إلى هنا رسالة اتحاد الأئمة.

من جانبه قال الشيخ نضال أبو شيخة، عضو اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني، لـ “موطني 48″: إنّ رسالتنا في هذه المظاهرة موجهة إلى السلطات المصرية، في أن تتحمل مسؤولياتها وتفتح المعبر وتسمح بدخول المساعدات إلى أهلنا في غزة”.

وأضاف: “مظاهرتنا موجهة إلى النظام، وليس إلى الشعب المصري المغلوب على أمره، فهم أهلنا، دمنا ودمهم واحد، وهم كباقي شعوب أمتنا يرزحون تحت قبضة الأنظمة، ونعلم أن قلوبهم مع أهلنا في غزة ومع شعبنا الفلسطيني”.

وقال الشيخ رائد صلاح، لـ “موطني 48”: “أردنا من خلال هذه المظاهرة، أن نرفع صوتنا في وجه سلطات الانقلاب المصرية، على التواطؤ في حصار أكثر من مليوني من أبناء شعبنا في غزة في ظل حرب إسرائيلية خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، ونطالب السلطات المصرية بفتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات إلى غزة العزة”.

وأضاف: “هذه رسالتنا إلى مصر وإلى الأزهر الشريف وإلى كل أحرار مصر الذين هم بالملايين”.

من جانبه، قال الشيخ خيري إسكندر، عضو اتحاد الأئمة، لـ “موطني 48″، إن “رسالة المظاهرة واضحة في وجهتها، وهي مطالبة السلطات في مصر بفتح المعبر، فهذا الوضع لا يمكن أن يستمر. القوة الأولى التي تبطش بشعبنا في غزة، هي الاحتلال، ولكن تساعدها الأنظمة العربية.

نتوجه إلى الشعب الكريم في مصر أن يبادروا إلى الضغط على السلطات المصرية حتى تفتح المعبر وتسمح بدخول المساعدات إلى أهلنا المحاصرين في غزة. نحن لا نريد أن نحمل أبناء الشعب المصري فوق طاقاتهم، ولكنهم قادرون على فك الحصار ونصرة غزة أكثر من أي شعب من شعوبنا العربية والإسلامية بفعل الموقع الجغرافي والصلات التاريخية التي تربط الشعب المصري بأهل غزة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى