“العبوة الناسفة” التي انفجرت على مفترق “مجيدو” تثير قلق الأوساط الأمنية الإسرائيلية.. لماذا؟

طه اغبارية
لفت الانفجار الذي وقع أمس الاثنين، قريبا من مفترق “مجيدو”، أنظار الأوسط الأمنية والسياسية الإسرائيلية وجعلها تضرب على مدار ساعات طويلة طوقا محكما على شارع (65) ما عطّل حركة السير على طول شارع وادي عارة.
وانفجرت “عبوة ناسفة” الاثنين، جرى تفعيلها بالقرب من سجن “مجيدو”، ما تسبب بإصابة شاب (21عاما) من قرية سالم بجراح خطيرة. وفي ظل عدم وجود خلفية جنائية للشاب المصاب، بقي الاحتمال أن الحديث يدور عن عملية مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وهو الأمر الذي تركّز عليه اتجاه التحقيق، وفق صحيفة “هآرتس” اليوم الثلاثاء، في مقال تحليلي للصحفي عاموس هارئيل المختص بالشؤون الأمنية والعسكرية.
وبحسب هارئيل فإن العبوة الناسفة في مجيدو، ربما تكون من النوع الذي فعّل ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان إبان الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر أنه “يسود قلق في الشاباك والجيش، من انشغال عناصر “إرهابية” في الأشهر الأخيرة في تصنيع عبوات ناسفة”، كما كان الحال في الانتفاضة الثانية أوائل عام 2000، حين تصاعدت بشكل مكثّف عمليات تفعيل العبوات المتفجرة والأحزمة الناسفة ضد قوات الاحتلال، والتي كانت وسائل قتالية فعّالة وقاتلة جدا ضد إسرائيل، حيث عمل- وفق هارئيل- العديد من “المهندسين” في عمليات تصنيع العبوات الذكية نسبيا.
وتابع أنه “منذ نهاية الانتفاضة الثانية، غابت المعرفة الدقيقة تقريبا في عملية تصنيع العبوات في الضفة الغربية، غير انه في الآونة الأخيرة يوجد ارتفاع في دقة تصنيع العبوات وتتصاعد محاولات تنفيذ عمليات قاتلة. مشيرا إلى أنه “في الأسبوع الماضي جرى اعتقال فلسطيني بعد ان وضع عبوة ناسفة داخل حافلة في المدينة الحاريدية “بيتار عليت”. وفي حادثة أخرى قتل جنود من “حرس الحدود” ثلاثة فلسطينيين مسلحين من الجهاد الإسلامي في قرية جبع قرب جنين. وعثر داخل سيارتهم على عبوات ناسفة وبنادق ومسدس. كما أنه في نوفمبر (11) المنصرم قتل إسرائيليان في انفجار بمحطة حافلات في القدس، في حين جرى تشغيل عبوة أخرى في محطة ثانية. وبعد شهر اعتقل المشتبه بتنفيذ العملية وهو من سكان شرقي القدس، ومن انصار داعش، وأفيد أنه أعدّ العبوات بناء على معلومات استقاها من الانترنت”.
وختم عاموس هارئيل، بالقول إنه “في إسرائيل قلقون من ارتفاع محاولات المنظمات “الإرهابية” في المناطق المحتلة، لتنفيذ عمليات في الفترة المقبلة لا سيّما خلال شهر رمضان”، مضيفا أن “الدافعية لتنفيذ عمليات يمكن أن تكون مرتبطة بالأزمة السياسية الداخلية غير المسبوقة في إسرائيل”.



