صحافي إسرائيلي.. عن كريم يونس وباقي الأسرى: متى سنفهم أنهم جنود شجعان في معركة التحرر الوطني

طه اغبارية
أعرب الصحافي الإسرائيلي جدعون ليفي عن فرحته الكبيرة بتحرر كريم يونس (66 عاما) ابن قرية عارة الذي نال حريّته، يوم الخميس الفائت، بعد 40 عاما قضاها في السجون الإسرائيلية.
وتوجّه ليفي عبر مقال في صحيفة “هآرتس” اليوم الأحد، إلى الأسير المحرر كريم يونس قائلا: “أهلا وسهلا كريم يونس، سررت كثيرا بتحررك. لا يمكن لأي إنسان صاحب مشاعر إنسانية أن يبقى لا مباليا أمام صورك لحظة وصولك إلى البيت، بعد 40 سنة في السجن: عناق الرجال، وزغاريد النساء ووجه هذا الرجل الكبير في السن الذي قضى معظم حياته في المعتقل. ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يحتضن أحد فيها يونس في الـ 40 سنة الأخيرة، هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها من السير حرا. هل يمكن عدم التأثر من ذلك؟! كيف؟”.
وأضاف: “حُكم على يونس بالمؤبد على دوره في قتل الجندي آفي برومبرغ. لا يوجد أسرى- تقريبا- يقضون عقوبة 40 سنة بسبب حالة قتل واحدة. السجن 40 سنة هي عقوبة غير إنسانية ولا تتساوى تقريبا مع أي شيء. حتى يغئال عمير (قاتل رابين) لا يستحقها. إسرائيل نكّلت بيونس أكثر مما فعلت مع الاسرى الفلسطينيين في الضفة وغزة، وأكثر طبعا من اليهود. حتى مع حريته تعاملت (إسرائيل) بطريقة مخزية حين ألقوا به بالقرب من محطة باص في رعنانا، بعد 40 سنة، حتى لا يفرحون في وادي عارة، جيد أنهم لم يلقوه على مزبلة”.
ووصف ليفي ردود الفعل الإسرائيلية، الإعلامية والسياسية على تحرر يونس والتنكيل به بأنها مثيرة للقرف والغثيان، وقال “من حق الفلسطينيين في إسرائيل أن ينظروا إلى كريم يونس كبطل وأن يفرحوا بحريته. هل هذا الأمر يثير الغثيان؟! إلى أين ستصل كراهية العرب وازدواجية المعايير في المجتمع الإسرائيلي الذي يقدس كل جندي وكل جريمة حرب؟!”.
وكشف أنه التقى الأسير المحرر كريم يونس عام 2011 في سجن “شطة” بعد مرور 20 سنة على اعتقاله، ونقل عنه قوله “قتلوا الأمل عندي، كيف سيفكر سجين حين لم تؤد 7 سنوات من مفاوضات السلام إلى تحريره في حين عملية خطف واحدة لحزب الله تفعل ذلك؟!”.
وتساءل في مقاله “متى يبدأ الإسرائيليون بالفهم في أن هؤلاء الأشخاص هم جنود شجعان في معركة التحرر الوطني، ليس فقط في عيون أبناء شعبهم وإنما في عيون موضوعية”.
في ختام مقاله، تحدث ليفي عن الأسير وليد دقة وأنه بات يحمل الآن لقب عميد الأسرى بعد تحرر كريم يونس، ونقل مقتطفات من رسالة كتبها دقة قبل نحو 20 سنة، جاء فيها: “أكتب لكم من الزمن الموازي.. بلغني على لسان شباب الانتفاضة الوافدين، بل وقيل لي شخصيًا بأنّ أمورًا كثيرة قد تغيرت في زمانكم، فالتلفون لم يعد له قرص ويعمل بدون “سمونه” وإنما يشغل بكرت.. وأن إطارات السيارات ليس لها إطار داخلي “جواني” وإنما إطار واحد (تيوبلس).. كنت من الممكن أن أكمل حياتي كدهان أو عامل محطة وقود كما فعلت حتى لحظة اعتقالي.. كل هذا كان ممكنًا، الى أن شاهدت ما شاهدت من فظائع حرب لبنان وما أعقبها من مذابح- صبرا وشاتيلا.. خلقت في نفسي ذهولاً وصدمة. إن الكف عن الشعور بأحزان الناس.. أي ناس، وإن تبلد المشاعر أمام مشاهد الفظائع.. أي فظائع، كان بالنسبة لي هاجسًا يوميًا، ومقياسي لمدى صمودي وصلابتي”. متى سنفهم ذلك؟! (كتب ليفي).



