أخبار رئيسيةأخبار عاجلةالضفة وغزةومضات

الشهيد أمجد أبو عليا.. وحيد والديه وضحية إرهاب المستوطنين

كان حزنًا كبيرًا لا يمكن إخفاؤه ذاك الذي استقبلت به الفلسطينية أمل أبو عليا ابنها الشهيد أمجد، 16 عامًا، حينما أتى لباحة منزلهم في قرية المغير، شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية، لكن هذه المرة جاء محمولًا على الأكتاف، وسط أهازيج حزينة كانت جدته ترددها قبل وصوله، وكلمات قليلة تحدثت بها والدته، التي احتفلت قبل أربعة أيام بعيد مولده السادس عشر.

الشهيد الفتى أمجد أبو عليا

تقول أمل أبو عليا في تصريحات صحفية: “إنه كان يتحدث عن الشهادة، وكنت أقول له دير بالك على حالك، لكن يرد: لا يما الوطن بدّه (يحتاج)، وكنت أقول له: والله ما عندي غيرك، ليرد؛ الوطن بدّه، أنا أفضل ممن يجلسون في بيوتهم، أريد الذهاب إلى منطقة تواجد الجيش (جيش الاحتلال)”، “حرقوا قلبي عليه، ليس لدي غيره، حسبي الله ونعم الوكيل، طلب الشهادة ونالها واليوم عرسه، كانت وصيته أن يجوبوا به كل البلدة”.

خرج جثمان الشهيد أمجد نشأت أبو عليا من البيت بلا رجعة، إلى مقبرة القرية قبيل ظهر السبت، وجاب مئات المشيعين شوارع قرية المغير، مرددين شعارات تعد بالرد على قتل المستوطنين لأمجد.

وقبل أن يتم تشييع الجثمان، جلس والد الشهيد، وهو مريض بالسرطان في المستشفى والحزن جلي على وجهه، لم يستطع أن يتحدث بكثير من الكلمات، هي عدة كلمات قالها لوسائل الإعلام: “كان طفلًا عاديًا، هادئًا، لا يفتعل المشاكل، أنا صدمت، كانت صدمة، لم أتوقع هذا الشيء”.

ويروي سمير أبو عليا عم الشهيد أمجد حادثة استشهاده، إذ يقول: “إن مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان واعتداءات المستوطنين، قوبلت الجمعة، بتواجد أعداد كبيرة من المستوطنين الذين أطلقوا النار على ابن أخي وعلى المزارعين والمتواجدين في المنطقة”.

يؤكد أبو عليا أن الفعاليات ينتظرها عادة جيش الاحتلال لقمعها، لكن الغريب هذه المرة أن المستوطنين بأعداد كبيرة هم من انتظروا الحشود، بوجود جيب “دورية عسكرية” واحدة من جيبات الاحتلال، برسالة واضحة للأهالي بأن الاحتلال سيستخدم كل أساليب القمع والبطش باستخدام المستوطنين.

ويتابع أبو عليا “هذه ظاهرة خطيرة جدًا، إلا أن شعبنا لن تثنيه هذه الأساليب، استخدموا عدة طرق لقمع الناس إلا أن الناس ثابتون على أرضهم، سبق أن قتل المستوطنون الشهيد حمدي النعسان في عام 2019، فهم يمارسون الإرهاب بجميع أشكاله، هذه حكومة إرهاب، وهؤلاء مستوطنون مجرمون، لكن كلما زادوا في الإجرام نزيد في مواصلة الكفاح والنضال”.

ويرى رئيس مجلس قريوي المغير أمين أبو عليا في حديث صحفي أن استخدام المستوطنين ضد الأهالي يهدف لخلق رعب، والترويج أنهم شيء خطر، بسبب تواجدهم اليومي من خلال البؤر التي أقيمت على أراضي القرية، وهي بؤر استيطانية رعوية تهدف للسيطرة على أكبر مساحة من الأرض، وتعمل على محاولة إرعاب المزارع الفلسطيني للهروب أو ترك المكان الذي يسكن فيه.

ويتابع رئيس مجلس قروي المغير “نحن ندرك هذا المخطط، ولن نركع، وسنستمر بمقاومة المستوطنين والاحتلال، وسنتمسك بأرضنا مهما كان الثمن”.

وكانت القوى والفصائل وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان دعت للمشاركة بفعالية يوم الجمعة الأخير، لمناهضة محاولات المستوطنين السيطرة على مزيد من الأراضي شرق رام الله، وضد اعتداءات متواصلة، تتمثل بتواجد شبه أسبوعي، على مدخل القرية الشرقي بشكل استفزازي.

ويهدف الاحتلال والمستوطنون بسحب الأهالي، للحد من تواجدهم في المنطقة التي تقع شرق الشارع الاستيطاني المتاخم للقرية، لأن الامتداد الأكبر لأراضي القرية هناك نحو الأغوار الفلسطينية، وتمثل هذه الأراضي مكانًا استراتيجيًا للسيطرة على مشارف الأغوار الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى