أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحلياتومضات

في ذكرى النكبة… الشيخ كمال خطيب: نزداد ثقة ويقينا على أن هذه الأرض لا يمكن أن تتنكر لهويتها وأن أهلها لن يتنكروا لهويتهم

طه اغبارية

وجّه الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، التحية لأبناء شعبنا الفلسطيني لمناسبة الذكرى الـ 74 للنكبة الفلسطينية، مؤكدا أنّه “نزداد ثقة ويقينا ومضاء إن شاء الله، على أن هذه الأرض لا يمكن أن تتنكر لهويتها وأن أهل هذه الأرض لن يتنكروا كذلك لهويتهم”.

جاء ذلك في كلمة متلفزة، اليوم الأحد، من قلب قرية لوبية المهجّرة وجرى بثّها عبر حسابات خطيب على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء في الكلمة “بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه اجمعين: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) صدق الله العظيم. في الذكرى الرابعة والسبعين لنكبة شعبنا الفلسطيني، تحية لكم يا أبناء شعبنا، أنتم هنا في الداخل الفلسطيني، وهناك في كل أرجاء الوطن، في الضفة وفي القدس وغزة وطبعا في الشتات الفلسطيني. تحية لكم من هنا من حيث قرية لوبية التي هُجّرت والتي وقع عليها ما وقع على 539 قرية ومدينة في العام 1948. قرية لوبية التي تقع على الطريق ما بين الناصرة وما بين طبرية، قرية لوبية التي كانت عامرة لم يقل عدد سكانها في العام 48 عن 2350 فلسطينيا، كانت تجاورها كَفر سبت من الجنوب ونمرين وحطين شمالا وغربها تقع قرية طرعان. قرية لوبية التي هُجّر أهلها إلى سوريا حيث مخيم اليرموك سكنوه وقد هجروا منه مرة ثانية بفعل الطاغية بشار، والقسم الآخر منهم رحلوا إلى مخيم عين الحلوة في لبنان”.

وأضاف: “نحن هنا في المكان الذي يظل شاهدا على تاريخ هذه الأرض، في مقبرة قرية لوبية وفي مقام “الشوامين” قيل أنه اسم لقائد من قادة صلاح الدين الأيوبي- رحمه الله- في معركة حطين، حيث كان كل سهل لوبية مقرا وموقعا لما جرى في العام 1187 مـ وتسجيل للانتصار الحاسم الذي كان مقدمة لتحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك من الاحتلال الصليبي”.

وتابع خطيب: “يا أهلنا، يا أبناء شعبنا، الغريب واللافت أن النكبة التي أوقعوها بشعبنا في العام 1948 قد جاءت فقط بعد 4 سنوات من النّكبة التي حلت بهم، حلت بالشعب اليهودي هناك في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية والمجازر والمحارق التي ارتكبت في حقهم، لكن في أي منطق وفي أي ميزان وقانون أن نسدد نحن فاتورة تلك المجازر والمحارق، ونحن لم يكن لنا فيها ضلع ولا نصيب ولم نساهم فيها، أبدا بل رفضناها وما نزال. لكن هكذا هي موازين القوى الظالمة والمعايير المنافقة التي تقف دائما إلى جانب القوي”.

وأكمل “أهلنا وشعبنا أبناء الداخل الفلسطيني، الذين بقوا في أرض الوطن، هم الذين عاهدوا الله جل جلاله أن يظلوا يحفظوا الهوية والذاكرة وتاريخ هذه الأرض ومستقبلها، نحن فقط في العام الماضي- في مثل هذه الأيام تحديدا-، كان أبناء الداخل الفلسطيني ينتصرون للمسجد الأقصى المبارك وللقدس الشريف، بعد إذ تمّ الاعتداء عليه وانتهاك حرمته في الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان، من العام الماضي. أهل الداخل الفلسطيني على العهد لا يقيلون ولا يستقيلون، مؤكدين أن لهذه الأرض أصحاب وأهلون. القبور هنا والمقام هنا وشجرة الصبار هنا، كلها تشهد على أن هذه الأرض كانت لشعب وليس كما قيل وافتري أنّها ارض بلا شعب أعطيت لشعب بلا أرض”.

وختم الشيخ كمال خطيب كلمته بالقول: “نحن في هذه الأيام المباركات، في الذكرى الرابعة والسبعين لنكبة شعبنا الفلسطيني، نزداد ثقة ويقينا ومضاء إن شاء الله، على أن هذه الأرض لا يمكن أن تتنكر لهويتها وأن أهل هذه الأرض لن يتنكروا كذلك لهويتهم. نعم، في الذكرى الرابعة والسبعين لنكبة شعبنا الفلسطيني، من هنا من لوبية من هنا من حيث هؤلاء الذين يسمعوننا الآن- أهل القبور- وإن كانوا أمواتا لكنهم جزء من الحفاظ على الهوية، كلنا يقين وثقة إن شاء الله أن القادم أفضل وأننا إلى الفرج أقرب، فلنستبشر خيرا بيقين أنه لن يضيع حق وراءه مطالب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى