أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

في ظل الأحوال الجوية العاصفة…الداخل الفلسطيني يتجند لحملات إغاثة قاطني المخيمات على الحدود السورية التركية

ساهر غزاوي

تسببت الأحوال الجوية القاسية والعاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة وخاصة في مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود السورية التركية، إلى مصرع العديد من الأطفال السوريين وتعرض عشرات الآلاف لمخاطر كبيرة، كما وأدت إلى تفاقم الوضع المعيشي للنازحين السوريين، حيث من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة أقل مما كانت عليه في 40 عاما، لتصل إلى 14 درجة مئوية تحت الصفر.

على ضوء ذلك، يشهد الداخل الفلسطيني في هذه الأيام نشاطًا غير مسبوق في حملات الإغاثة العاجلة لقاطني المخيمات من أجل تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة لهم التي تنظمها جمعيات إغاثية في الداخل الفلسطيني، وذلك بالتعاون مع نشطاء متطوعين أطلقوا حملة لجمع التبرعات من على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي لدعم المشاريع الإغاثية ومشروع الوحدات السكنية (حملة “بيت بدل خيمة”).

وللحديث حول ذلك، التقت “المدينة” مع مدير جمعية “القلوب الرحيمة”، الأستاذ رائد بدر وقال: “صحيح أن الحملة في الأيام الأخيرة اشتدت بسبب أحوال الطقس وهجمة العواصف الشتوية الشديدة، لكن حملة جمعية “القلوب الرحيمة” للشتاء انطلقت يوم 25/10/2021 مع نزول أول زخات المطر ودائما كانت استعداداتنا قبل الظروف المفاجئة والقاسية”.

وأكّد بدر أن “الحملة متواصلة ومستمرة والحمد لله من ناحية المواد الطارئة والمستعجلة ومن ناحية تجديد الخيام ومواد تدفئة ومدافئ ومواد غذائية ووجبات ساخنة بالإضافة تقديم الإغاثة العاجلة وبشكل فوري وليس لأمد بعيد، وبالتالي أخذت الحملة هذا الزخم الكبير”.

وقال مدير جمعية “القلوب الرحيمة” أنه “بالتنسيق مع جمعية تركية المتواجدة في تلك المناطق نعمل معها ولدينا قوائم إحصائية للمخيمات ولأعداد العائلات والاحتياجات التي يجب أن نوصلها لهم بشكل مستعجل. وهناك دراسة ميدانية مستمرة بشكل يومي وإن كنا لا نستطيع لوحدنا أن نقدم المساعدات لكل المخيمات لكننا على أمل أن تغطيها جمعيات أخرى”.

وحول آخر مستجدات المساعدات الإغاثية العاجلة، بين الأستاذ رائد بدر لـ “المدينة” أن جمعية “القلوب الرحيمة” تنفذ في هذه الأيام إطلاق القافلة الرابعة من الاحتياجات الضرورية السريعة، فقبل أسبوعين أطلقنا القافلة الثانية والثالثة من خلال تواجد وفد الجمعية في المنطقة وكل قافلة تحمل مساعدات إغاثية عاجلة تقدر بنحو 250 ألف دولار”.

وأضاف: “نحن نتحدث عن تغطية آلاف الأسر بالإضافة الى تنفيذ مشاريع أخرى التي تنفذها الجمعية يوميا مثل مشروع العقائق والنذور والآبار ونصب الخيم وعندنا والحمد لله حوالي 50 عقيقة ونذر من اللحوم التي تذبح وتوزع يوميا”.

وعن التجاوب الملحوظ مع حملات الإغاثة في الأيام الأخيرة، قال الأستاذ رائد بدر: “هو تجاوب طبيعي بسبب تعاطف الناس مع المشاهد التي يرونها في وسائل الإعلام والخيم التي تنزل على رؤوس ساكنيها من الثلوج وصور الأطفال المتجمدين من شدة البرد وحملهم إلى المقابر، هذه المشاهد زادت من تأثر الناس كثيرا ودفعتهم إلى التفاعل الكبير مع حملات الإغاثة”.

ولفت بدر إلى أن “دخول ناشطين معنا في جمعية “القلوب الرحيمة” مثل حملة الناشط إبراهيم خليل التي أيضا لاقت تجاوبا مباركا، وإبراهيم تميز في جمع الإغاثة الطارئة وانتقل بعدها أيضا إلى مشروع الذي بدأته جمعية “القلوب الرحيمة” مشروع الشقق السكنية التي أمنّت 1500 شقة سكنية واليوم بهمة ونشاط الأخ إبراهيم خليل تجدد مشروع الشقق السكنية ليكون عندنا عدد مبارك واعتقد أنه سيكون في نهاية هذه الحملة أكثر من 600 شقة سكنية جديدة”.

وختم الأستاذ رائد بدر حديثه لـ “المدينة” بالإشارة أنه “إلى جانب هؤلاء النشاطين المتطوعين يوجد أطراف أخرى لها نشاط بارز ومبارك يقدمون بالخفاء والسر دون أي اعلان والحمد لله. الخير كبير جدا عند أهلنا في الداخل الفلسطيني وإن دل ذلك فإنه يدل على أصالة هذا الشعب الذي ذاق ويلات التهجير والظلم ولذلك لا يرضى هذا الظلم والتهجير لأي شعب آخر ويقوم بالوقوف بجانبه”.

وأضاف: “أمس الخميس بدأنا في زيارة ميدانية للاجئين في جنوب التركي، انطلاقا من أنطاكيا ومناطق أخرى حيث يقطن اللاجئين السورين في الخيام، كما قمنا بتوزيع عربات كهربائية وعربات للأطفال المعاقين والحملة مستمرة ونطمع إلى أن نتضاعف عدد قافلات المساعدات الإغاثية العاجلة بسبب الظروف القاسية التي يتعرض لها أهلنا اللاجئين السوريين”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى