أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودولي

هل يحل وقود إيران مشكلة المحروقات أم يعمق أزمة لبنان؟

بعد وصول الوقود الإيراني إلى لبنان، الذي اعتبره حزب الله مساعدة بهدف تخفيف أزمة الطاقة على البلاد، أثارت الخطوة مخاوف فريق من تعرض لبنان لعقوبات أمريكية، على اعتبار أن استيراد النفط من إيران يخالف الحظر الأمريكي على طهران.

وأشارت قناة المنار، المقربة من حزب الله، إلى أن قافلة من نحو 20 شاحنة وقود إيراني دخلت لبنان، وكل صهريج يحتوي على 50 ألف لتر من مادة المازوت.

وفي أول رد فعل رسمي، وصف رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، يوم الجمعة، خلال مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأمريكية نشرتها وكالة الأنباء الرسمية، شحنة الوقود الإيرانية التي أدخلها حزب الله إلى البلاد عبر سوريا بأنها “انتهاك لسيادة لبنان”.

واستدرك ميقاتي خلال المقابلة، بالقول إنه “ليس لديه خوف من فرض عقوبات على لبنان، لأن العملية تمت في معزل عن الحكومة اللبنانية”.

ما البديل؟

وانتقد نشطاء لبنانيون على منصات التواصل الاجتماعي تصريحات ميقاتي، مطالبينه بتوفير البديل لهم قبل القول إنه “حزين”، بالمقابل دافع آخرون عنه، معتبرين أن طريقة إدخال الوقود فيها “إذلال لهم”.

وفي ظل تعبير ميقاتي عن حزنه لـ “انتهاك سيادة لبنان”، على حد وصفه، يبقى السؤال: ما هو البديل الذي يمكن أن يقدمه هو وحكومته إذا ما نالت ثقة النواب يوم غد الاثنين؟

وأشار الصحفي والباحث السياسي توفيق شومان، إلى أن “المشكلة تكمن في أنه لا يوجد بديل حاليا للوقود الإيراني”.

وأوضح شومان خلال حديث صحفي، أن “تأخر الحكومة والسلطة اللبنانية بكافة قواها السياسية عن تقديم الحلول الناجحة والناجعة لمشكلة المحروقات هي التي دفعت أحد الأطراف السياسية “حزب الله” للاتجاه نحو إيران”.

لافتا إلى أن “الأمين العام للحزب كان قد حذر الدولة اللبنانية أكثر من مرة بأن الحزب قد يستورد الوقود من إيران إذا بقيت الأمور على حالها، خاصة أن أزمة المحروقات قد طالت إلى حد شلت فيه الاقتصاد اللبناني أو ما تبقى منه بكافة قطاعاته”.

وأكد على أن “تصريح ميقاتي هو أول موقف رسمي لبناني، وتم في حديث لقناة أمريكية”، مضيفا: “أعتقد أن الرسالة التي أراد الرئيس ميقاتي توجيهها واضحة تماما، حيث فرق بين استيراد النفط من إيران وبين موقف الحكومة اللبنانية، وبالوقت نفسه شكر الحكومة العراقية، ولكن لا أعتقد بأن هذا الموقف يمكن أن ينعكس على علاقة السيد نجيب ميقاتي بحزب الله”.

وأردف: “وبالتالي، لا أعتقد أن لديه بديلا، حيث لم يقدم حتى الآن بدائل، وحتى في البيان الوزاري ورد أن الحكومة اللبنانية سوف تسعى إلى تأمين المحروقات، وبالتالي تأمين الكهرباء للبنانين، ولكن في الواقع لا يوجد خطة فيما يخص هذا الأمر، لا عند نجيب ميقاتي، ولا عند القوى السياسية الأخرى”.

وحول البديل الذي طُرح من البعض، وهو الاستيراد من الدول العربية، قال الباحث: “أعتقد أنه كان المفترض أن يكون ذلك من قبل الدول العربية، ولكن المشكلة الأساسية في لبنان تتكون من عقدتين، الأولى عدم توفر المال في الخزينة اللبنانية، والثانية قبول أو موافقة الأقطار العربية على تزويد لبنان بالمحروقات”.

وتابع مستدركا بالقول: “لكن هنا أود أشير إلى أن لبنان وافق على استجرار الغاز المصري عبر الأردن ثم سوريا، وأعتقد أن الدول العربية لو اتخذت موقفا يساعد لبنان في هذا المجال كان يمكن تدارك الكثير من العقبات والتعقيدات على المستوى السياسي الداخلي والعربي”.

وأوضح أن ما يعيق الاستيراد من الدول العربية “ليس الأزمة السياسية اللبنانية، وإنما نفاد الخزينة اللبنانية أولا، وثانيا موقف الدول العربية، فهو كان سلبيا تجاه لبنان، مناقضا تماما المواقف العربية السابقة التي ساعدت لبنان في الكثير من أزماته على الأقل منذ عام 1975”.

لافتا إلى أن “السلبية في الموقف العربي لا تتعلق بوجود حزب الله الذي تعترض عليه بعض الدول العربية في الحكومة اللبنانية، وإنما هي سلبية بشكل عام، فحتى الدول العربية التي كان لها موقف من الرئيس سعد الحريري لم تفتح أبوابها لمن جاء بعده، سواء حسان دياب أو نجيب ميقاتي”.

رد فعل براغماتي

بدوره، أوضح الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، أن “ميقاتي لم يعترض بمعنى الاعتراض، وإنما استخدم تعبيرا حزينا، وبرأيي الموضوع أصبح واقعا، والآن مسؤولية الحكومة والدول الصديقة للبنان أن تسهل وصول المحروقات والوقود، وبذلك تقطع الطريق على أي مساعدات أخرى إذا كانوا يريدون وقف هذا الموضوع”.

وتابع قصير في تصريحات صحفية: “لبنان بحاجة إلى كهرباء ومازوت وغيره، أيضا هناك أسعار عالية، وما جرى، لاحظنا بحسب المعلومات اليوم أن حوالي 5000 مؤسسة لبنانية من مختلف المناطق قدمت طلبا للحصول على المازوت”.

وأشار إلى أنه تم اليوم رفع سعر المازوت، وأن بعض المصانع والمستشفيات بحاجة للمازوت، وقد لا تستطيع شراءه إذا كان ثمنه مرتفعا، لذلك قد يذهبون لشراء المازوت بسعر مخفض من الشحنة الإيرانية التي وصلت لبنان”.

وأضاف: “لذلك، برأيي أن الموضوع بحاجة إلى حل، حيث لا يمكنه الاكتفاء فقط بالقول إنه حزين، أو أن الأمر فيه انتهاك للسيادة اللبنانية، بل يجب عليه توفير البديل، بمعنى حينما تكون تغرق ويأتي أحد يساعدك، هل تسأله من أنت أو كيف أتت مساعداته إلى لبنان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى