أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحلياتومضات

اللد: لائحة اتهام بـ “التحريض على العنف والتهديد” ضد الشيخ يوسف الباز

 اتهامي هو ملاحقة سياسية من دولة الابرتهايد الإسرائيلية

طه اغبارية

تقدّمت النيابة العامة الإسرائيلية (وحدة السايبر)، الخميس، إلى محكمة الصلح في مدينة “ريشون”، بلائحة اتهام ضد الشيخ يوسف الباز، إمام المسجد الكبير في مدينة اللد، بزعم “التحريض على العنف والتهديد” من خلال مضامين نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

ويواكب ملف الباز، المحامون: خالد زبارقة، رئيس أبو سيف ورمزي كتيلات. واعتبر طاقم الدفاع أن لائحة الاتهام تندرج في سياق الملاحقات السياسية وأن استهداف الباز وتقييد حريته يهدف إلى عزله ومنعه من أداء دوره القيادي في مدينة اللد وتصديه للسياسات العنصرية الإسرائيلية.

وأوضح المحامي خالد زبارقة لـ “موطني 48” أن لائحة الاتهام المزعومة تتضمن بندين، الأول يتحدث عن “التحريض على العنف”، والثاني حول مزاعم بـ “التهديد” وجهها الشيخ الباز لنائب رئيس بلدية اللد، المدعو يوسي هاروش وكذلك تهديد أحد قطعان ما يسمى “النواة التوراتية”.

وقال زبارقة إن النيابة العامة أرفقت بلائحة الاتهام طلبا لتمديد القيود المفروضة على الشيخ الباز فيما يخص منعه من الدخول إلى شبكة الانترنت وفرض المزيد من الكفالات المالية عليه، إلى جانب طلبها بإصدار أمر يمنع الباز من السفر، وأشار إلى أن محكمة الصلح ستنظر في مسألة تمديد القيود يوم الثلاثاء المقبل في الواحدة ظهرا، في حين أن الجلسة الأولى في الملف الأساس حول لائحة الاتهام ستكون بتاريخ 9/9/2021.

في تفاصيل بندي الاتهام، زاد زبارقة: “فيما يخص بند التحريض على العنف فهو مرتبط بمقطع من فلم أمريكي نشره الشيخ يوسف على صفحته في “فيسبوك”، ويظهر فيه مواطن أمريكي تعرض للظلم على يد أفراد الشرطة فقام بإطلاق الرصاص عليهم، أمّا بخصوص البند الثاني من لائحة الاتهام فهو مرتبط بتحذير وجهه الباز لنائب رئيس البلدية وأحد قطعان النواة التوراتية بعد محاولة سيطرتهم على قطعة أرض وقفية في ساحة مدرسة الرازي في مدينة اللد”.

وأضاف عضو طاقم الدفاع عن الشيخ الباز: “واضح لكل ذي بصيرة أن الشيخ أراد من خلال نشر مقطع الفيديو توجيه رسالة للمؤسسة الرسمية الإسرائيلية من عواقب ظلمها التي ممكن أن تقع جراء ظلم الإنسان للإنسان وظلم المؤسسة، ولكن المؤسسة الإسرائيلية وبدل التقاط رسالة الشيخ يوسف وناقوس الخطر الذي قرعه والتعامل مع المسألة بموضوعية، أرادت أن تسكته حتى في مسألة تحذيره لهم من مغبة الظلم والملاحقات، فقامت باعتقاله والتحقيق معه وتوجيه تهم مفبركة. الشيخ يوسف لم يحرض على العنف ولم يقصد ذلك على الإطلاق وإنما رفع راية حمراء في وجه المؤسسة الإسرائيلية ومما قد يحصل جراء ممارساتها الظالمة والقمعية، كذلك الأمر فيما يخص بند التهديد فالشيخ يوسف الباز وجّه رسالة واضحة إلى بلدية اللد وقطعان النواة التوراتية مفادها “إن كنتم تظنون أنه باستطاعتكم فرض اجراءاتكم على العرب بالقوة فأنتم واهمون، وإن كنتم تريدون بممارساتكم أن تعيدوا الأحداث إلى ما كانت عليه من تدهور، فلن تستطيعوا ذلك، سنقف بقوة وثبات ولن نتراجع عن موقفنا الداعي للحفاظ على وجودنا في اللد”. هذا ما قصده الشيخ يوسف الباز في تحذيره لبلدية اللد وقطعان المستوطنين من النواة التوراتية”.

ويقرأ زبارقة الرسالة خلف لائحة الاتهام بقوله: “في الأحداث الأخيرة برز الدور المبارك الذي لعبه الشيخ يوسف الباز كأحد قيادات اللد حين كان مع الشباب من اللحظة الأولى للأحداث، واعتكف في المسجد مع الشباب، ولم يبرح الميدان، وكان له الدور المبارك في السيطرة على الأمور وإفشال المخططات الإسرائيلية ممثلة ببلدية اللد والحكومة وقطعان المستوطنين، لأجل ذلك أرادوا معاقبة الشيخ الباز، كذلك تأتي لائحة الاتهام في سياق ملاحقة القيادات العربية الشريفة على دورها في التوجيه الصحيح للرأي العام، يريدون عزل هذه القيادات الوطنية الحقيقية للمجتمع العربي لصالح قيادات وهمية يتم صياغتها في الأروقة المظلمة”.

إلى ذلك، عقّب الشيخ يوسف الباز لـ “موطني 48″، على لائحة الاتهام ضده، بالقول: “هذه اللائحة استمرار لخطوات الملاحقة السياسية والاضطهاد التي تمارسها دولة الابرتهايد الإسرائيلية علينا كفلسطينيين عرب نسكن على أرضنا وأرض آبائنا وأجدادنا”.

وأضاف: “الاتهامات تبرز بوضوح كيف أن هذه المؤسسة ليس فيها أي مكان للادعاء أنها دولة قانون ودولة حريات ونظام ديموقراطي، دولة إسرائيل هي دولة عنصرية، دولة للشعب اليهودي فقط وكل ممارسة لحرية التعبير لا تنسجم مع الرواية الإسرائيلية يلاحق صاحبها ويقدّم للمحاكمة”.

وفسّر الباز أسباب نشره لمقطع الفيديو، أحد بنود الاتهام قائلا: “هذا المقطع منشور آلاف المرات على شبكة الانترنت، وأنا قمت بمشاركته ويمكن للإنسان أن يقرأه قراءات متعددة، وأنا قرأت فيه الظلم ومغبة الظلم وأنه قد يؤدي بالإنسان إلى ما لا تحمد عقباه، لذلك حين نشرت المقطع قلت لمتابعي صفحتي “تحملوني” لإدراكي أن المشهد قاس، وبالتالي كانت رسالتي هي تحذير لأصحاب القرار في المؤسسة الإسرائيلية كي يكفوا عن ظلمنا”.

واعتقل القيادي الشيخ يوسف الباز في مدينة اللد بتاريخ 17/6/2021 وجرى تمديد اعتقاله 4 أيام ثم حُوّل للحبس المنزلي في قرية تل السبع لثلاثة أيام استأنفت الشرطة بعدها وجرى تمديد ابعاده حتى الأحد (27/6/2021).

وجاء اعتقال الباز بعد تحريض عضو الكنيست الكهاني، إيتمار بن غفير، من حزب “الصهيونية الدينية”، وحملة الاعتقالات التي طالت أكثر من ألفي معتقل، بينهم عدد من القياديين والناشطين: رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة، الشيخ كمال خطيب، والقيادي في حركة أبناء البلد، محمد أسعد كناعنة، والأسير المحرر ظافر جبارين (أحيل إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر) على خلفية الاحتجاجات الأخيرة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى