د. أحلام عادل محاجنه: باحثة تسعى لتعزيز قدرات طلابها

عائشة حجار
في الوقت الذي يستصعب الكثير من الطلاب دراسة موضوع الرياضيات في المدرسة، ويرون امتحان الرياضيات كابوسًا ينتظرون عبوره، يختار البعض هذا الموضوع بالذات ليكون شغفهم، بل ويبدعون فيه. إحدى هؤلاء هي د. أحلام عادل محاجنة، من مواليد قرية مصمص وتسكن في أم الفحم، والتي حازت درجة الدكتوراة مؤخرًا من جامعة حيفا في طرق تدريس الرياضيات، وكان لصحيفة “المدينة” هذا الحوار مع د. أحلام حول دراستها، بحثها ورؤيتها.
من أين أتى شغفك بالرياضيات؟
محاجنة: صدقًا لقد اختارني الموضوع بدلًا من أن اختاره، فأنا أجد نفسي في الرياضيات من جيل صغير، أحب التفكير ومنذ طفولتي كنت أشارك في المسابقات ونشاطات الرياضيات، التي كانت تتضمن أحاجي تفكيرية كنت استمتع بحلها، وحصلت على عدة شهادات لفوزي في مسابقات التفكير الكمي. في الواقع لم تكن كتب الرياضيات في المدرسة تكفيني، ولاحظ أهلي ذلك وبالفعل كنت أشارك في مسابقات الرياضيات كل عام، عدا عن المجلات التي تحوي مسائل رياضية غير اعتيادية، التي كان والداي يحضرانها لي. فكان هذا الموضوع هو الموضوع الذي استمتع بتعلمه، ونستطيع أن نقول إنني كنت أسبب المتاعب لمعلمي الرياضيات لأنني كنت أنهي كل المسائل بسهولة وسرعة. عندما وصلت المرحلة الثانوية، فمع حبي للغات كنت أجد نفسي في المواضيع العلمية المتعلقة بالرياضيات مثل: الفيزياء وعلوم الحاسوب، إلى درجة أنني لم أكن أشعر بالوقت.
كيف كانت تجربتك كمعلمة لموضوع الرياضيات؟
محاجنة: عندما تخرّجت من الثانوية تسجّلت لدراسة الرياضيات، وتوجهت لسلك التدريس، لكن لم أشعر أبدًا بأنني يجب أن أتوقف هنا، فقد عملت كمدرّسة 21 عامًا عرفت فيها طلابا رائعين وأهلا من الخيّرين. ولكن استخدام نفس الكتاب ونفس نمط الأسئلة، يؤدي إلى تجمد بعض المهارات، فكنت بحاجة لوسائل أخرى تطور التفكير ولربما تساعد في الحقل العلمي. وكأنه عدم الشعور بالشبع، شغف للتعليم بلا حدود. في السنة الأولى لعملي كمعلمة كنت أجد نفسي بدون شيء أفعله بعد وقت المدرسة. في السنة التالية تسجّلت لدراسة اللقب الثاني في جامعة تل ابيب. أمّا اللقب الثالث فقد درسته في جامعة حيفا بتوجيه محاضرين من جامعة حيفا والتخنيون ساعداني ودعماني بشكل كبير.
ما رأيك في التوجه الى موضوع الرياضيات كموضوع يخص البنين أكثر؟
محاجنة: ليس لدي معطيات عن هذا الموضوع، لكن خلال سنوات عملي في التدريس كنت أجد نفسي وحيدة بين الكثير من المدرسين، ومع أن عدد المدرسات اليوم زاد إلا أن الغالبية هي من الرجال. أعتقد أن هذا الامر علمي ولا أفضل أن أعطي رأيي بدون الاستناد على معطيات واضحة. طبعًا أنا أفرح برؤية طلابي ينجحون بكل موضوع يجدون أنفسهم فيه، فانا اعتقد أن احتياجنا كمجتمع عربي ليس فقط في موضوع الرياضيات.
حدثينا عن بحث الدكتوراة الخاص بك.
محاجنة: موضوع بحثي “ההשפעה של קורס העשרה במתמטיקה על מיומנויות ועמדות תלמידים ותפיסות מורים”. ففي البحث شارك طلاب في المرحلة الاعدادية ببرنامج اثراء لمدة سنة، فيها تعلموا حل مسائل رياضية ندعوها “مسائل تحدي”، أي أنها ليست مسائل اعتيادية ترتكز على المادة التي يدرسونها في المدرسة، هذه المسائل بحاجة لنمط تفكير مختلف. وجدنا أن علامات هؤلاء الطلاب في موضوع الرياضيات في المدرسة تحسنت، ووجدنا أن قدرة الطلاب على حل مسائل لم يتعلموها ازدادت، وأيضًا أن إبداع الطلاب في الرياضيات تحسن، وكذلك فموقف الطلاب تجاه الرياضيات تحسن. فدورة الاثراء هذه أثّرت على أربعة متغيرات مختلفة للإيجاب، وفي نفس الوقت فحصنا الأمر مع المعلمين الذين مرروا الدورة ووجدنا أن أساليب تدريسهم تطورت، وأنهم أصبحوا لا يكتفون بما يوجد بكتاب الرياضيات، بل يطورون التعليم لتحسين تفكير الطلاب. ووجدنا ثمّة فرق شاسع بين المعلمين والطلاب المشاركين في الأبحاث، وأولئك الذين لم يشاركوا.
ماذا يستطيع المعلمون فعله لتطوير أنفسهم وطلابهم؟
محاجنة: من المهم ألا نكتفي كمعلمين بالتأهيل الأساسي، بل أن نتحدى أنفسنا طوال الوقت بكتب خارجية وألقاب ثانية وثالثة. فيمكن التوجه للتعلم الذاتي أو الأكاديمي أو الاستكمالات، لكن من المهم ألا نتوقف عند الوظيفة التي نعمل بها.
نصيحتك للأهالي لتحسين طرق تفكير ابنائهم؟
محاجنة: من المهم أن يقوم الطالب بتطوير قدراته، أن يقرأ الكتب الخارجية، ويحل المسائل بنفسه، حتى لو استهلك هذا الامر وقتًا طويلًا. لكن الأمر يتعلق أيضًا بقدرات الطفل وذكائه، فهناك أطفال يمكنهم الدراسة بأنفسهم، وفي المقابل أطفال بحاجة الى توجيه. أيضًا بالنسبة للدورات اللامنهجية فهي مهمة جدًا.



