صندوق التعليم القطري يختار البروفيسور أمل جمّال لنيل جائزة “الكتاب السنوي للمبدع الفلسطيني” للعام 2020
ساهر غزاوي
استلم البروفيسور أمل جمّال من قرية يركا، السبت الفائت، جائزة “الكتاب السنوية للمبدع الفلسطيني” للعام 2020، والتي يقوم عليها “صندوق التعليم العالي القطري عن روح المرحومين أحمد مصطفى شريم ومريم سليمان”.
جاء ذلك في حفل خاص بالمناسبة، بحضور رئيس مجلس أمناء الصندوق، السيد مصطفى أحمد شريم، وأعضاء اللجنة الأكاديمية بالصندوق، إلى جانب صاحب الجائزة البروفيسور أمل جمّال، المحاضر والباحث في قسم العلوم السّياسيّة في جامعة تل أبيب، وقد استحق الجائزة عن كتابه الصادر بالإنجليزية عن دار نشر جامعة نيويورك عام 2020: (Reconstructing the civic: Palestinian civil activism in Israel)، “(إعادة بناء المدني: النشاط المدني الفلسطيني في إسرائيل).
وأقرّ مجلس أمناء “صندوق التعليم العالي القطري عن روح المرحومين أحمد مصطفى شريم ومريم سليمان”، في مرحلة سابقة توزيع “جائزة المبدع الفلسطيني” سنويا، على باحثين وأكاديميين فلسطينيين من الداخل في العلوم الاجتماعية والإنسانية والحقوق بجميع اللغات. يشار إلى أن قيمة الجائزة 10 آلاف شيكل لهذا العام.
إنتاج المعرفة
د. مهند مصطفى، عضو اللجنة الأكاديمية في الصندوق، قال في مداخلته خلال اللقاء، إن “هذه الجائزة هدفها تعزيز ودعم البحث العلمي في مجتمعنا وهي مركب من مركبات عديدة يقوم بها صندوق التعليم العالي القطري مثل: توزيع المنح السنوية، والعديد من الفعاليات والبرامج، وهذه الجائزة تأتي أيضا في إطار دعم الصندوق لخدمة المعرفة في الداخل الفلسطيني للباحثين والمحاضرين والأكاديميين والفلسطينيين في داخل مجتمعنا”.
وأضاف “نأمل أن تكون هذه الجائزة أداة تواصل مع الباحثين عبر اطلاع مجتمعنا على كتبهم الهامة في كافة المجالات، خصصنا الجائزة هذا العام لكتاب في العلوم الاجتماعية، ولتكون جوائز أخرى في السنوات القادمة في الفن وغيره من المجالات، والتي من خلالها يقوم الصندوق بإعطاء نموذج لصندوق وطني لا يقوم فقط بتقديم المنح للطلاب، وإنما له مساهمة بكل ما يتعلق بإنتاج المعرفة داخل مجتمعنا”.

وشكر مهند مصطفى، السيد مصطفى شريم، رئيس مجلس الأمناء على دعمه لهذه الفكرة.
حول الكاتب والكتاب الفائز بالجائزة، قال الدكتور مهند: “في هذه السنة تم اختيار كتاب أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب بروفيسور أمل جمّال، واختارت اللجنة الأكاديمية، أن تقدّم هذه الجائزة السنوية لهذا العام لبروفيسور جمّال على كتابه الهام الذي صدر عن منشورات جامعة نيويورك في العام 2020 بعنوان: (إعادة بناء المدني: النشاط المدني الفلسطيني في إسرائيل). والكتاب يحاول أن يقدّم إضافة نظرية ومعرفية لدراسة العلم المدني والمجتمعي لدى المجموعات الأصلانية، وهو يعيدنا بالذات في هذا السياق السياسي الذي نعيشه اليوم، لمفهوم بسيط في السياق الفلسطيني في الداخل، فنحن بحاجة لأن نعيد امتلاك هذا الخطاب الذي يتعلق في فكرة مجموعات الوطن، أقليات الوطن، واختلاف أقليات الوطن عن الأقليات المهاجرة”.
السيد مصطفى شريم، رئيس مجلس أمناء الصندوق، أكد في كلمته أنه “منذ انطلاق صندوق التعليم العالمي عن روح والديّ الحاج أحمد مصطفى شريم والحاجة مريم سليمان منذ 17 عاما، ارتأينا أن نقدّم كل ما فيه مصلحة مجتمعنا والعمل على تطوير بنيته التعليمة والتربوية والتثقيفية، ونحن نسعى جاهدين للمضي في الحالة التعليمة والتثقيفية في مجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني. منذ سنوات أطلقنا جائزة صندوق التعليم العالي للجهود العلمية التربوية في عدة مجالات تخص مجتمعنا وتعمل على النهوض به”.
تعزيز الإبداع الفكري والعلمي
وأضاف: “من خلال هذه الجائزة أردنا في صندوق التعليم العالي وفق رؤية مجلس الأمناء واللجنة الأكاديمية، تعزيز بيئة الابداع الفكري العلمي بما يضمن إيجاد الوسائل والحلول التي تؤدي إلى الرقي بمجتمعنا، إلى جانب تطوير البحث العلمي لتكييف كل ما هو جديد في كل ما يحقق التقدم وإيجاد الحلول لمجتمعنا العربي الفلسطيني”.
وتابع شريم: “هذه الجائزة تعد الأولى على مستوى البحوث والدراسات على مستوى مجتمعنا، إذ يشترط على الباحث المتقدم الالتزام بمواصفات البحث العلمي. ترمي هذه الجائزة إلى تشجيع الجهود العلمية المحلية العربية الرامية لمعرفة مجالات العلوم المختلفة وتعزيز بيئة الابداع الفكري في مجتمعنا”.

وختم السيد مصطفى شريم بتوجيه التحية للمبدع الفلسطيني البروفيسور أمل جمّال، حيث حظي كتابه بإشادة اللجنة الأكاديمية التابعة للصندوق.
حضور لافت في الكتابة الأكاديمية
ثم كانت مداخلة للدكتور أيمن كامل اغبارية، عضو اللجنة الأكاديمية، ولفت إلى أن صاحب التكريم والجائزة “له من اسمه نصيب، نؤكد على ثقافة الأمل، ونريد للجيل الصاعد أن يأخذ بمنحى الجدية ومنحى الرصانة وعدم استسهال الأمور والالقاب، وعدم استسهال التهافت على الظهور الإعلامي. اخترنا هذه الجائزة للبروفيسور أمل جمّال، لأنه ذو كعب عال وحضور لافت في الكتابة الاكاديمية، نحن نقدم هذه الجائزة تكريما واشادة بشخصه وكتابه”.

د. علي وتد، عضو لجنة مجلس الأمناء، توجه بالشكر إلى السيد مصطفى شريم على “المبادرة الجيدة لتكريم الباحثين العرب، هذه المبادرة هي تعزيز وتقديم للباحثين وإعطاء جهد ممتاز للباحثين العرب حتى يبحثوا في المجالات السياسية واللسانية وغيرها من المجالات”.

تجاوز مرحلة اجترار المعرفة
ثم كانت مداخلة للدكتور سامي جمال محاجنة، عضو اللجنة الأكاديمية، وقال فيها: “لا نرى يوميا مثل هذه المساهمات من رجال الأعمال في انتاج المعرفة، وهذا يجب أن يشاد به ويثنى عليه”. وأضاف: “لا يعرف الجميع معنى كتابة كتب أو حتى مقال أكاديمي، فهذا ليس بالأمر السهل، فهذا حدث ضخم، متعب جدًا، تتخلله خيبات أمل وانتكاسات، وفي النهاية أمل بالنجاح. هذا الإنتاج الأصيل الأصلي هو بمثابة إعادة هيبة وإعادة للتفكير العربي بعد خمول وفترة طويلة من اجترار المعرفة، حتى وصلنا إلى مرحلة ننتج فيها المعرفة وخصوصا في داخلنا الفلسطيني، وهذا يعيد الهيبة للتفكير العربي والإسلامي”.

مبادرات ذاتية داعمة للعمل المدني
المحتفى به، البروفيسور أمل جمّال، ختم اللقاء بمداخلة، شكر في مستهلها أعضاء مجلس أمناء الصندوق واللجنة الأكاديمية، وعلى رأسهم الحاج مصطفى أحمد شريم، على مبادرتهم.
وأثنى على اهتمام صندوق التعليم العالي وتخصيصه الموارد لدعم البحث والعمل المعرفي في المجتمع الفلسطيني في الداخل، إلى جانب تثمينه دور الصندوق في دعم الطلاب الجامعيين وتوزيع المنح.
وقال إن كتابه حاول التأكيد على فكرة الاعتماد على الذات وتطوير العمل المدني الفلسطيني، مضيفا “ما دمنا نبني ونعوّل على تمويل خارجي للعمل المدني الفلسطيني، ما دام الأمريكي أو الأوروبي يدعم العمل الفلسطيني، ولا يوجد دعم داخل العمل الفلسطيني الأهلي، سنبقى تابعين، فالمال الخارجي يخلق تبعية معينة، وعلينا تطوير العمل المدني في الداخل للاعتماد على الذات”.




