أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةعرب ودولي

مقابلة: ناشط روهنغي يروي “مأساة” إقليم أراكان

حذَّر عضو مجلس جالية “الروهنغيا” في السودان، عبد الله حافظ، من انفجار الأوضاع في إقليم أراكان (راخين)، غربي ميانمار، ووقوع الكارثة بمناطق أخرى في بلاده.

وقال حافظ، في مقابلة مع الأناضول، إن “قضية الروهنغيا، ما زالت في أروقة مجلس الأمن الدولي، لاتخاذ قرار ملزم بشأنها”.

وأضاف، “كنا نترقب صدور قرار أممي، بإلزام حكومة ميانمار بالتوقف عن التطهير العرقي، وأن يكون إقليم أراكان منطقة معزولة، أو إرسال قوات لحفظ السلام فيه”.

يذكر أن أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، طالب ميانمار في جلسة مجلس الأمن، يوم 28 سبتمبر/أيلول الماضي، بـ”ضرورة حماية الروهنغيا، وإيصال المساعدات إليهم، وإعادة حقوقهم المسلوبة، وإعادة اللاجئين لموطنهم بأراكان”.

وأوضح الناشط في ذات السياق أن “حكومة ميانمار تعمل حاليًا من أجل تنفيذ خطة التطهير العرقي بشكل الكامل”.

وتابع موضحًا “بالأمس القريب وصل الجيش الميانماري إلى منطقة (منغدو)، وبدأ الانتشار فيها، والعمل على إخراج المواطنين”.

وزاد، “5 قوارب نقلت مجموعة من الروهنغيين إلى بنغلاديش”، عقب دخول عناصر الجيش للمنطقة المذكورة.

حافظ شدد على أن “الوضع في أراكان مخيف، رغم أننا كنا نتوقع حدوث استقرار للمواطنين المتواجدين في المنطقة”.

ومضى قائلًا، “حسب إحصاءات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 800 ألف مواطن وصلوا بنغلاديش، وبالتالي ليس هناك حل حواري أو ودي مع حكومة ميانمار”.

وأبدى الناشط الروهنغي خشيته من انفجار الأوضاع في إقليم أراكان، ووقوع كارثة في مناطق أخرى.

ونوَّه إلى أن “منطقتي (منغدو وبسودنع)، رحل منها أكثر من 800 ألف نسمة، وأن منطقة (أكياب) يتواجد فيها أكثر من 40 ألف لاجئ ونازح، لكن المنطقة تشهد حاليًا عملية إخلاء قسري، وهناك توطين لمجموعة من البوذيين في هذه المناطق”.

وأشار الناشط أن “الوضع في إقليم أراكان مزري وسئ جدًا، والمناطق محروقة، وهناك تهجير للمواطنين”.

في السياق ذاته أضاف حافظ بالقول، “هناك قريتان في منطقة (بسودنع) يبلغ عدد سكانهما 3 آلاف أسرة، وتحدث المواطنون هناك عن ضرورة الهجرة إلى بنغلاديش، لكننا طالبانهم بالصبر، لأن الهجرة للجارة بنغلاديش تحفها مصاعب الجوع والمرض”.

وأكد، الناشط الروهنغي، أن “الأمم المتحدة، والمنظمات الأخرى استوفت من التقارير الإنسانية، لإدانة حكومة ميانمار بشكل كامل”.

وأردف، “اليوم تُنقل إلينا صورة المأساة كالإبادة الشاملة والحرق، خلال الأيام الماضية تم العثور على عدد كبير من الجثث التي دفنها الجيش الميانماري، في عدد من المقابر الجماعية”.

وشدد على أن “هذه الأدلة كافية لإقامة الحجة على حكومة ميانمار وإجرامها، وممارساتها للتطهير العرقي والإبادة الجماعية”.

ويوم 24 سبتمبر الماضي، شكلت حكومة ميانمار، مجموعة لجان عاجلة لجمع جثث قتلى مسلمي الروهنغيا ودفنهم في مقابر سرية، بعيدًا عن أماكن قتلهم على يد الجيش، شرق مدينة راسيدونع وغربها، حسب وكالة أنباء أراكان (ANA).

وقالت الوكالة إن “العشرات من الجثث الروهنغية يتم التخلص منها بشكل عاجل وارتجالي، قبل السماح للوفود الدولية بزيارة المناطق التي شهدت أحداث الأزمة الأخيرة ضد مسلمي الروهنغيا منذ 25 أغسطس/آب الماضي”.

وينتظر أن تسمح سلطات ميانمار للوفود الأجنبية بالدخول إلى إقليم أراكان، وذلك استجابة للضغوط الدولية التي تواجهها في هذا الصدد.

وقال الناشط الروهنغي حافظ، إن “حكومة ميانمار قامت بطريقة ممنهجة بإغلاق المساجد، والتضييق على المواطنين بعدم الذهاب إليها لتأدية الصلاة، وهناك مساجد لها تاريخ طويل”.

وتابع، “المنطقة فيها مساجد عمرها 400 سنة، وحكومة ميانمار تعمل على هدمها، وإزالتها على مرأى ومسمع من العالم الإسلامي”.

وأثنى الناشط الروهنغي، على تركيا، ورئيسها رجب طيب أردوغان، وقال إنها “من الدول التي بادرت، ولديها أيادٍ بيضاء في هذا الجانب”.

وأضاف، “عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان، وصلت لحدود بنغلاديش مع ميانمار لمساعدة اللاجئين، ووقفت على مأساة الروهنغيا، وأجهشت بالبكاء”.

وزاد بالقول “تركيا وقفت مع هذه القضية وقفة جيدة وحاسمة، وكنا بالقريب نسمع مطالبة الرئيس أردوغان، بأن تقف المؤسسات الدولية مع مسلمي الروهنغيا وإنقاذهم، وقوله إن هذه القضية إنسانية وعلى العالم الإسلامي والعلم الحُر، الوقوف مع المضطهدين”.

وتابع، “هذه التصريحات تعطي دفعة قوية للإنسانية وعزة الإسلام، وأن هناك من يدافع عن هؤلاء المضطهدين المساكين”.

ومضى قائلًا، “مبادرة تركيا بالوقوف مع مسلمي أراكان حفزت بنغلاديش لفتح حدودها لدخول الروهنغيا”.

وأضاف، “المبادرة ساهمت بأن تكون قضية الروهنغيا في أروقة الأمم المتحدة، وفي 16 سبتمبر الماضي، تحدث الرئيس أردوغان، ورئيس وزراء بنغلاديش، وعدد من مؤسسات الدول الأخرى، عن أزمتنا، خلال الجمعية الامة للأمم المتحدة، وشعرنا بأن هناك انفراج قادم”.

في ذات السياق شكر الناشط الروهنغي، وكالة الأناضول التركية، واعتبر حضورها دوليًا.

واستطرد “الأناضول من الوكالات المعروفة والقوية، وأشجع وأؤيد دخول بعض الصحفيين إلى مناطق الأحداث بأراكان”.

وأضاف، “هناك حقائق على الأرض بأراكان كالمقابر الجماعية والمنازل المهدمة، وعلى الصحفيين الأبطال الدخول إليها لتوثيق الجرائم وما يدور هناك”.

وزاد، “ما يأتينا من الصور والفيديوهات شئ بسيط جدًا مقارنة بالحقائق على الأرض، فهناك عدد كبير من الفارين في وسط الغابات، وهؤلاء نريد من يكشف حقيقتهم ووضعهم الإنساني السيئ”.

حافظ زاد، “لا بد من إجراء مقابلات في مخيمات النازحين، ونقل صورة المأساة، والآن وصل أكثر من 11 طفل من مجهولي الأبوين إلى بنغلاديش، وكل طفل لديه قصة، فلا بد للصحافيين كتابة قصص عن هؤلاء الأطفال”.

ومنذ 25 أغسطس/آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار مع ميليشيات بوذية، جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة، أسفرت عن مقتل آلاف وتشريد عشرات الآلاف من الأبرياء، حسب ناشطين محليين.

وفي آخر إحصائية أممية، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، الثلاثاء (3 أكتوبر الجاري)، أن عدد مسلمي الروهنغيا الفارين إلى بنغلاديش، ارتفع إلى 509 آلاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى