أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةمحليات

إطلاق سراح الدكتور سليمان أحمد بشروط مقيدة وإحالته للحبس المنزلي في مدينة حيفا

طه اغبارية
أبعدت المؤسسة الإسرائيلية، الدكتور سليمان أحمد اغبارية، من مدينته ومسقط رأسه أم الفحم إلى مدينة حيفا، بعد إطلاق سراحه مساء اليوم الثلاثاء، للحبس المنزلي في حيفا، وكان في انتظاره أمام سجن “الرملة”، حيث أفرج عنه هناك، العديد من أفراد عائلته والأصدقاء والمتضامنين.
وقبل تنسمه الحرية وعناق الأهل والأصدقاء بساعات، وكان لا يزال مقيدا بسلاسل السجّان الإسرائيلي، أكد الدكتور سليمان في أول تصريحاته منذ الاعتقال، من داخل المحكمة المركزية في القدس المحتلة، أن علاقته بالأقصى لن تنقطع رغم الاعتقال وقال: “رغم الاعتقال والملاحقات السياسية سنبقى نتواصل مع المسجد الأقصى المبارك بإذن الله رب العالمين”.

الدكتور سليمان يثمن موقف أسرى شعبنا واحتضانهم لعشاق الاقصى في السجن.

Posted by ‎موقع موطني 48‎ on Tuesday, October 3, 2017

وانتظرت عائلة الدكتور سليمان وجمع من اصدقائه وأحبابه منذ ساعات الصباح في محيط مركزية القدس، قبل أن ترجئ المحكمة إطلاق سراحه إلى حين إمهال النيابة حتى ساعات المساء في حال ارادت تقديم التماس للعليا كما ألمحت بذلك للمحكمة، إلا أنها عادت قبيل انقضاء مهلة المحكمة وأبلغتها انها لن تلتمس، وأبلغت المحكمة طاقم الدفاع عن الدكتور سليمان أنه يمكن استلامه من سجن الرملة.

الدكتور سليمان بعد إطلاق سراحه: ملاحقتنا باطلة سنخرج بعزيمة قوية لن نحني هاماتنا وسنبقى نخدم القدس والأقصى.

Posted by ‎موقع موطني 48‎ on Tuesday, October 3, 2017

وانتقلت عائلة اغبارية واصدقاؤه إلى سجن الرملة لاستقبال الأسير المحرر بشروط مقيدة، وضعتها المحكمة تماهيا مع مزاعم النيابة العامة في أن الدكتور سليمان يشكل خطرا على “أمن الدولة وسلامة الجمهور!!”.
والتقى الدكتور سليمان أفراد عائلته ومستقبليه، بفرحة غامرة وعناق، في مشهد مؤثر، ثم توجّه وعائلته إلى
مدينة حيفا، حيث يقضي فترة الحبس المنزلي هناك، في أحد المنازل التي تم استئجارها لهذه الغاية.
وقال الدكتور سليمان، لمراسل موقع “موطني 48” لحظة خروجه من السجن: “سنبقى متمسكين بثوابتنا واقصانا رغم الاعتقالات والملاحقات السياسية”. (مقابلة خاصة مع الدكتور سليمان في خبر منفرد لاحقا).

الدكتور سليمان في عناق اهله واحبابه بعد إطلاق سراحه.

Posted by ‎موقع موطني 48‎ on Tuesday, October 3, 2017

ويخضع الدكتور سليمان للحبس المنزلي بشروط مقيدة، منها: القيد الإلكتروني، وضرورة تواجد مرافق دائما معه من بين 8 مرافقين أقرتهم المحكمة، من بينهم زوجته، ويمنع قرار الإفراج من اغبارية التواصل خلال فترة الحبس المنزلي مع أحد الأشخاص من خارج دائرة القرابة في درجتها الأولى.
وأقرت المحكمة هذه الشروط، استنادا إلى مزاعم النيابة العامة في “خطورة” الدكتور سليمان وكونه شخصية جماهيرية مؤثرة.
وقال الدكتور أنس سليمان، نجل اغبارية، لـ “موطني 48” معقبا على إطلاق سراح والده: “لا شك انها لحظة فرح وسعادة تمر بها العائلة وكل أصدقاء وأحباب الوالد، نحن لا ننتظر بعد اطلاق سراح الوالد ان يعود إلى عمله وخدمة أهله وشعبه، لذلك تبقى الفرحة منقوصة بسبب الابقاء على الوالد في الحبس المنزلي هو وكل الأخوة عشاق الأقصى الذين يحاكمون معه في هذا الملف، بالإضافة إلى الحزن والألم بوجود رفيق دربه الشيخ رائد صلاح في السجن، نسأل الله ان تكتمل فرحتنا يوم يفرج عن الأخوة جميعا وتطوى صفحة هذا الملف”.
ونوّه أنس إلى أن العائلة وطاقم الدفاع عن والده، يدرسون إمكانية الاستئناف للعليا ضد قرار المحكمة بمنع الدكتور سليمان من التواصل مع أحد من خارج إطار القرابة العائلة من الدرجة الأولى، وقال: “يغيظنا ان المحكمة منعت الوالد من لقاء محبيه وأبناء شعبه من زيارته والتواصل معه، ولكن نحن ندرك أن المؤسسة الإسرائيلية تستهدف الوالد واخوانه سياسيا في هذا الملف، وقد اعترفت النيابة العامة خلال جلسات المحاكم أن الملف يدار من قبل جهات فوقها، وتقصد، طبيعة الحال، الجهات السياسية والأمنية الإسرائيلية”.
وقال الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني، لـ “موطني 48” في تعقيب أولي على إطلاق سراح الدكتور سليمان: “مهم جدا أن نؤكد في هذا المقام أن اعتقال الدكتور سليمان كان ظالما وكان اعتقالا سياسيا وعقابيا، وهو امتداد للقرار الظالم بحظر الحركة الإسلامية وإغلاق مؤسساتها ومحاولة معاقبة كل من كان له دور في خدمة المشروع الاسلامي، وما كان يقوم به الدكتور سليمان، لو كان في دولة تحترم نفسها لتقلد الأوسمة وشهادات التقدير، ولكننا في ظل مؤسسة تحارب العمل الانساني، بل تحارب المشاعر والاحاسيس، واطلاق سراح الدكتور سليمان اليوم جاء متأخرا جدا، وبشروط مقيدة جدا، نفي على اثرها من بلده، وهذا يجعلنا نتذكر فعلا أيام الحكم العسكري وابرتهايد جنوب أفريقيا وغيرها من الدول العنصرية الظالمة والمستبدة، نعتز أن الدكتور سليمان هو لبنة مباركة من لبنات المشروع الاسلامي، وهو غير متفاجئ من هذه الطريقة والصلف في التعاطي مع إطلاق سراحه من قبل المؤسسة وكذلك نحن غير متفاجئين بطبيعة الحال، واذا كانت المؤسسة الإسرائيلية تظن انها تعاقبه بهذه الاجراءات الظالمة والمقيدة، إلا انه يبقى في الحقيقية بعين شعبه صاحب مشاعر جياشة ومواقف مشرفة في خدمة العمل الإسلامي والانساني لأبناء شعبنا ولعموم الانسانية”.
وأشار الشيخ كمال إلى أن المؤسسة الإسرائيلية تحاول من خلال الاعتقالات الظالمة للدكتور سليمان والشيخ رائد صلاح وغيرهما ترهيب الداخل الفلسطيني وجعله يتوجس خيفة، منوها “لكنهم اخطؤوا بالعنوان، فلا الشيخ رائد ولا الدكتور سليمان ممن ترهبهم السجون او الاعتقالات، كما انهم اخطأوا التقدير لأن شعبنا عصي على هذه الأساليب، نحن أصحاب حق نطالب به ويمارس علينا الظلم في أبشع صوره، هم لن يجنوا من محاولاتهم لترهيب شعبنا وقياداتنا إلا السراب إن شاء الله”.
وحول أسباب الاستهداف الشخصي لمن كانوا يحسبون على الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا، وما الذي تريده المؤسسة الإسرائيلية من وراء هذا الاستهداف قال الشيخ كمال: “واضح أن المؤسسة الاسرائيلية لم تقم بإصدار قرارها الظالم بحظر الحركة الإسلامية يوم 17/11/2015 واكتفت بذلك، هي تعلم أن المشروع الاسلامي لا يمكن لأبنائه ان يتخلوا عنه بغض النظر عن اللافتات والاسماء والعناوين، تحاول المؤسسة الإسرائيلية أن تستأصل كل جذور المشروع الاسلامي، وقد سبقهم إلى ذلك انظمة ودول شوفينية عسكرية، ظنت يوما أنها ستستأصل المشروع الاسلامي واذا به يفاجئهم ويخرج أقوى واصلب مما كان، لن يستطيعوا سبيلا إلى هذا المشروع لأنه مشروع السماء، ويحمل راية الخير للإنسانية كلها، نقول بشكل واضح لن تخيفنا اعتقالاتهم ولا أساليبهم لأننا اصحاب الحق وهم أهل الباطل وأصحابه”.
وفي حديث لـ “موطني 48” مع الدكتور مطانس شحادة، الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديموقراطي، قال معقبا على إطلاق سراح الدكتور سليمان: “نبارك للدكتور سليمان خروجه من السجن، ونؤكد مرة تلو المرة أن مجمل هذا الاعتقال هو مجحف وسياسي، ومن خلال متابعتي للملف يظهر أنه بني على قضايا وادعاءات تافهة، المؤسسة الإسرائيلية، تعكس من خلال هذا الاعتقال للدكتور سليمان واخوانه، انها تسعى إلى منع أي عمل جماهيري أو إنساني أو اقتصادي أو اجتماعي لمن كانوا محسوبين على الحركة الاسلامية، وبالتالي فالملاحقات هي للأفراد على قيامهم بالعمل الخيري والجماهيري، وهنا مكمن الخطورة بالموضوع، واضح ان هناك قرار سياسي لملاحقة الحركة الإسلامية وأفرادها والحكومة الاسرائيلية تشعر ان بإمكانها تنفيذ هذه السياسة بدون رد فعل جدي من المجتمع العربي للأسف”.
ودعا شحادة إلى وقفة جماهيرية جادة لرفض هذه السياسات العنصرية للمؤسسة الإسرائيلية، كي لا يتم الاستفراد بمجمل العمل السياسي والجماهيري في الداخل الفلسطيني.
وفي حديث للشيخ حسام أبو ليل، رئيس حزب الوفاء والإصلاح، مع “موطني 48” قال: “نبارك هذا الافراج للدكتور سليمان، ونستبشر خيرا بالإفراج عنه، قلنا منذ البداية ان كل هذه الاعتقالات باطلة وتندرج تحت الملاحقة السياسية وهي بنيت على أكاذيب لإشباع رغبة التوجه المتطرف للحكومة الفاشية الحاكمة، ومن لف حولها، وملف عشاق الاقصى واعتقال الشيخ رائد والاعتقالات الادرية هي اعتقالات باطلة، وإذ نبارك الافراج عن أخينا الدكتور سليمان فنحن على يقين اننا سنفرح قريبا بالإفراج عن الشيخ رائد وباقي المعتقلين، وسيتمخض هذا البالون والجبل عن مجرد فقاعات وترهات وأباطيل نسجت من اجل إسكات الشارع الاسرائيلي في ظل إخفاقات الحكومة الإسرائيلية وإدارتها لملف الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى، لذلك نقول طريقنا طريق الحق، طريق الشباب الذين يخدمون مجتمعهم وثوابتهم وقضيتهم الاولى وهي قضية الاقصى المبارك، لا بد ان تستمر هذه النصرة والمواقف المدافعة عن الاقصى بزخم أكبر لنعلم أننا على حق وقضيتنا قضية حق وسنبقى على العهد معها، كل التهنئة للدكتور على هذا الافراج وان شاء الله نراه قريبا، ليس مبعدا عن بلده واهله، وإنما بين أهله في بلده وأرض وطنه ليبقى خادما ان شاء الله لشعبه”.
وقال القيادي في حركة أبناء البلد، رجا اغبارية لـ “موطني 48″: اعتقد ان ما حصل او يحصل مع الدكتور هو عملية استبدال بالغرف، وسجن اخر يتمتع فيه بشروط حياة افضل من السجن العادي، لأنه حرم من مقابلة الناس كما كل السجناء الذي يحالون للاعتقال المنزلي، وانا اول مرة اسمع عن مثل هذه الشروط، وعليه اعتقد على الدكتور الاستئناف للعليا على شروط الاعتقال المنزلي، المهم الان ان ينتقل الى الاعتقال المنزلي مع اهله من الدرجة الاولى الذين سمح له بمقابلتهم”.
وتابع اغبارية: “هناك استهداف مباشر لتصفية تحرك هذه القيادة من الحركة الاسلامية التي حظرت لاعتقادهم انهم ما زالوا يحركون جماهير الحركة في نشاطات متعددة، اصر على ان الحركة لم تخرج خارج القانون بشكل فعلي ولا يستطيع اي قانون اخراجها لان جمهور الحركة موجود في كل المناسبات الوطنية، كل الأمر هو مكابرة
من قبل نتنياهو يحاول تصفية نهائية للحركة الاسلامية كي يبعدها عن مهمتها الاساسية التي صنفتها الدولة على هذا الاساس وهي حماية الاقصى من التقسيم ومواجهة بناء الهيكل المزعوم، جمهور الحركة الإسلامية باق وسيستمر بوجود الشيخ رائد صلاح والدكتور سليمان بيننا أو سواء بوجودهم داخل السجون”.
ودعا رجا اغبارية قيادات وجماهير الداخل الفلسطيني إلى ضرورة الخروج من دائرة رد الفعل في كافة القضايا، وقال: “علينا أن لا نستمر بهذا الصمت المخيف الذي يفتح شهية السلطة العنصرية تجاه كل الاحزاب وتجاه جماهيرنا بشكل عام، اليوم هدمت العراقيب للمرة 119، إذا تهدم البيوت ولا نستنكر حتى ، احياء ذكرى هبة القدس والأقصى في سخنين كانت هزيلة جدا ولا تليق بالمناسبة ويجب أن نعيد النظر بكل “احياءات الذكرى” التي نقيمها لأن الجمهور لم يعد يشارك ويقتنع ويثق بهذا الشكل من النضال، اتوجه للمتابعة من هذا المنبر الإعلامي بأن تعقد مؤتمرا وطنيا لمناقشة سياسة الفعل وليس رد الفعل تجاه السياسة العنصرية الصهيونية حيال الجماهير العربية، اذا لم نقم بهذا ستتمادى اسرائيل وتصعد من استهدافها لمجمل أحزابنا وجماهيرنا العربية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى