أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيلية

فشل واستنزاف.. رؤى إسرائيلية مختلفة لواقع المعركة مع غزة

تختلف رؤى الكتّاب الإسرائيليين في قراءة المشهد وطبيعة المواجهة الحاصلة في ساحة قطاع غزة، حتى لا تكاد تجد رأيين متطابقين على الأغلب.

فبين من يرى أن صانع القرار الإسرائيلي يسير على غير هدى ودون تخطيط ويقع في فخ حرب الاستنزاف التي تفرها “حماس”، ومن يرى أن “إسرائيل” ماضية في دفعها لسكان غزة نحو مواجهتها عبر سياسات الخنق والحصار وفي الوقت ذاته تلقي بالتهمة على حركة حماس.

حربا استنزاف

قال أليكس فيشمان المعلق العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”: إننا نشهد حربي استنزاف منفصلتين؛ حربًا خاصة بحماس وأخرى خاصة “بإسرائيل” التي تستخدم أحداث الاستنزاف الخاصة بحماس مثل البالونات الحارقة، وإيذاء الجنود ذريعةً لتكثيف حرب الاستنزاف ضد البنية التحتية العسكرية لحماس في جميع أنحاء قطاع غزة.

ويرى أن لدى “إسرائيل” اليوم كل الأسباب السياسية لتجنب فتح جبهة عسكرية واسعة واحتلال قطاع غزة، بقدر ما هو معروف أنه ليس لدى حماس أي مصلحة في الوصول إلى مواجهة عامة يمكن أن تبعدها عن السلطة، وفق تعبيره.

وبين أن حماس تدرك أن “إسرائيل” غيرت قواعد اللعبة وتهاجمها لتدمير ممتلكاتها دون دفع ثمن القتال، سواء في الضحايا أو في الصورة الدولية، ملوحاً أن حماس تشن حرب استنزاف خاصة بها على طول السياج من أجل إرغام “إسرائيل” على فك الحصار.

وقال: إن “حماس” كانت متأكدة من أنها وجدت صيغة لنضال شعبي بقواعد واضحة للغاية؛ المدنيون يهاجمون الجدار، وينتهكون السيادة الإسرائيلية، لكن “إسرائيل” سترد فقط في منطقة السياج، نفق يخترق “إسرائيل”؟ يمكن “لإسرائيل” أن تدمره، أما الذي لا يصل إلى “إسرائيل” لا تلمسه، لكن اتضح أن “إسرائيل” ترفض لعب هذه اللعبة.

لا سياسة ولا استراتيجية

واتهمت صحيفة “هآرتس” العبرية، صباح اليوم الأحد، النهج التكتيكي لعمليات الجيش الإسرائيلي في غزة بأنه “يعتمد على الافتقار التام للسياسة أو الرؤية الاستراتيجية”.

وأضافت الصحيفة في مقال الافتتاحية: “ترفض القوة العظمى الثامنة في العالم الاعتراف أن المواجهات في غزة ليست حملة ضد منظمة أو أطفال تعلموا إعداد البالونات الحارقة ولا ينوون غزو “إسرائيل” أو تهديد وجودها، بل هو نتاج لليأس والضيق والفقر المريع”.

وتابعت القول: إن “فكرة أن الردع طويل الأمد، مثل الردع الذي تحقق بعد حرب غزة 2014، يمكن أن يحل محل حلّ جذريّ، قد تلقت ضربة حاسمة في الأيام الأخيرة”.

وأكملت “من المشكوك فيه ما إذا كانت الترسانة الإسرائيلية تمتلك القدرة، ويمكنها أن تردع مليوني مدني ممن أُغلق العالم عليهم بشكل وحشي منذ أكثر من 11 عامًا، والذي تفاقم بشكل كبير بسبب إغلاق معبر “كرم أبو سالم” الأسبوع الماضي”.

ومضت هآرتس “غزة تطالب بحل سياسي فوري؛ يحتاج سكانها إلى مصادر دخل، وكهرباء للمستشفيات، ووقود لتشغيل المصانع، واستثمارات سخية، وبرنامج إعادة تأهيل طارئ. هذه ليست إيماءات يجب على “إسرائيل” أن تعطيها، بل طرق عمل فعالة قد تهدّئ الحدود. يجب تنفيذ مصالح “إسرائيل” الأمنية، وبالتأكيد الإنسانية، والهدوء في محيط غزة يعتمد عليها”.

 لا أحد يريدها

أما الكاتبة الإسرائيلية “ميدار بيري”، فكتبت في يديعوت مقالا تحت عنوان “يطلقون النار على خيط رفيع” قائلة: “دعونا نقولها بصراحة لا أحد يريد حربًا في قطاع غزة، لا نحن، ولا حماس ولا المصريّون ولا السلطة الفلسطينية ولا سيما سكان غزة الذين ستكون كارثة كبيرة بالنسبة لهم”.

وأضافت أنه ليس من المؤكد أن سكان “الغلاف” الذين يشعرون بالغضب من نتنياهو الذي لم يكلف نفسه عناء زيارة المنطقة في الأشهر الأخيرة يشعرون بالهدوء منذ أشهر.

تحية إعجاب لغزة

أما جدعون ليفي فكتب مقالاً في صحيفة هآرتس بعنوان “يجب أن نقدم التحية لغزة”، دعا فيه إلى تحية غزة وروح غزة التي ما تزال تبث روح الحياة في النضال اليائس للشعب الفلسطيني في الحرية، وفق قوله.

وعلل ذلك بقوله: “لولا غزة، لكانت “إسرائيل” قد نُسيت منذ زمن بعيد، لولا غزة لمحت “إسرائيل” القضية الفلسطينية من جدول الأعمال تماما، لا تزال ناضجة تروي قصتها، وما ارتكب من جرائم بحقها، تروي حياتها اليومية، لولا غزة لكان العالم قد نسي أيضاً، معظمه فعل ذلك بالفعل”.

وشدد على ضرورة الإعجاب بنضال غزة، وقال: “يجب على الناس القلائل المتبقين هنا أن يشكروا الروح القوية التي لم تتراجع. سقطت روح الضفة الغربية بعد فشل الانتفاضة الثانية، وبالمثل أيضا روح معسكر السلام في “إسرائيل” الذي تحطم ولم يبق منه شيء، وفقط روح قوية واحدة مصرة على نضالها، غزة لا تزال تحاول التنفس”.

وأضاف: “روح غزة هي الروح التي لم يكسرها الحصار. يغلق الأشرار في القدس معبر “كرم أبو سالم”، ويطلقون النار على غزة، يمنع الأشرار في “الكرياه” الشباب من الذهاب إلى الضفة الغربية لتلقي العلاج الطبي، لإنقاذ سيقانهم من القطع، ومنع مرضى السرطان، بمن فيهم النساء والأطفال، من إنقاذ أرواحهم لسنوات، هذا هو الشر”.

ودعا الكاتب إلى التوقف عن لوم حماس والتوجه بذلك للجاني الحقيقي، وقال: “لم تكن حماس هي التي أغلقت غزة، ولا حتى سكان غزة أغلقوا على أنفسهم، “إسرائيل” (ومصر) فعلوا ذلك. كل محاولة مترددة من حماس لإحراز أي تقدم مع “إسرائيل”، قوبلت على الفور برفض إسرائيلي تلقائي. العالم لن يتحدث معهم، ونحن نفهم. لماذا؟”.

وأضاف: “لم يبق إلا الطائرات الورقية، التي يمكن أن تؤدي إلى جولة أخرى من القصف الإسرائيلي عديم الرحمة، ما هو الخيار المتبقي لغزة؟ راية بيضاء فوق أسوارها، مثل تلك التي رفعتها الضفة الغربية؟ حلم حول جزيرة خضراء في البحر يبنيها الوزير يسرائيل كاتس؟ كل ما تبقى هو النضال، الذي لا يمكن الاستهانة به، حتى عندما تشعر أنت الإسرائيلي أنك قد تكون ضحيته”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى