أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

الرئاسة: الذكرى الثانية لمحاولة الانقلاب تعكس مرونة تركيا وإرادتها القوية

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إنه بعد مرور عامين على محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت ليلة 15 يوليو / تموز، تبدو تركيا أقوى وأكثر مرونة وأكثر فعالية مع النظام الرئاسي الجديد.

جاء ذلك في مقال لـ “قالن” نشرته صحيفة “ديلي صباح” باللغة الإنجليزية اليوم السبت، حمل عنوان “الذكرى الثانية لمحاولة الانقلاب تعكس مرونة تركيا وإرادتها القوية”.

وتصادف نهاية هذا الأسبوع الذكرى السنوية الثانية لمحاولة الانقلاب التي وقعت منتصف يوليو 2016 في تركيا، وتم التخطيط لها من قبل “فتح الله غولن” وجماعته الإرهابية، والتي أودت بحياة 250 شخصا، وإصابة أكثر من ألفي شخص آخرين بجروح مختلفة.

وحول جريمة الانقلاب البشعة قال قالن: “تعرض عدد من المؤسسات السيادية التركية وذات الأهمية الاستراتيجية، بما في ذلك المجمع الرئاسي والبرلمان ومراكز الشرطة والمخابرات، على مدار عدة ساعات، لهجوم معد له بشكل مسبق، ما بدا أنه قوة احتلالية”.

وأضاف: “عقب انتصارنا ضد أعداء الديمقراطية، وضمان أن نفس المأساة لن تتكرر مرة أخرى، في إطار مهمة صعبة وحاسمة بآن واحد، مر شعبنا على مدار العامين الماضيين بتجربة شاقة وقاسية”.

ولفت متحدث الرئاسة أنه في تلك الليلة التي وصفها بـ “المصيرية”، صنع ملايين الأتراك التاريخ من خلال المخاطرة بحياتهم من أجل رفاهية الأمة التركية بكاملها.

وأضاف أننا “معا كمواطنين أحرار من خلفيات عرقية وسياسية وثقافية متنوعة، نفضنا الرماد عن أجسادنا، وهزمنا مدبري محاولة الانقلاب. كان يوم فخر عظيم، يحق للأجيال القادمة”.

ولفت المتحدث أن “بلاده تمكنت من استيعاب صدمة المحاولة الفاشلة بفضل القيادة القوية للرئيس رجب طيب أردوغان، والتزام المؤسسة التركية القوية بالديمقراطية، إلى جانب قوة المؤسسات المختلفة”.

وبعد وقت قصير من فشل المحاولة، أعلنت البلاد حالة الطوارئ في إطار الجهود الرامية إلى كشف ملابسات وحقائق المؤامرة، ومنع أي هجمات مستقبلية ضد الديمقراطية التركية، بحسب المقال ذاته.

وكشف المسؤول التركي أنه “وبعد مرور عامين، سيتم رفع حالة الطوارئ الأسبوع المقبل، تماما كما وعد الرئيس أردوغان قبل انتخابات 24 يونيو (حزيران)، التي تمت فيها إعادة انتخابه بنسبة 52.6 ٪ من الأصوات”.

وأوضح أن “حالة الطوارئ التي هي آلية دستورية لحماية ديمقراطيتنا ضد معظم التهديدات الخطيرة، لم تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين العاديين”.

وأكد قالن أن العديد من السلطات التي منحها الدستور للحكومة في ظل حالة الطوارئ لم تمارس أبدا، ولم تطبق تركيا ضوابط على رأس المال، ولم تفرض قيودا على السفر المحلي والدولي.

وتابع قائلا: “لو أن محاولة انقلاب يوليو وقعت في دولة ذات مؤسسات أضعف وثقافة ديمقراطية أقل، كان من الممكن أن ينهار اقتصادها على الفور، ولكان الأمر كفيلا أن يُخرج العملية السياسية عن مسارها، ولوقع السلام الاجتماعي في خطر محدق”.

واستطرد: “يجب تحليل كل ما حدث بين هذا الهجوم القاتل على الديمقراطية التركية والواقع الحالي بعناية شديدة، لأنه يشهد على مرونة تركيا كدولة”.

وحول تركيا بعد فشل المحاولة الانقلابية، أشار قالن إلى أنها الحليف الوحيد لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، الذي يحارب ثلاث مجموعات إرهابية في وقت واحد.

وأوضح أنها وجهت ضربات قوية لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية من ناحية، وشنت هجوما بريا ناجحا ضد معاقل تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا من ناحية أخرى، وبعد كل ذلك لم تتعرض لأي هجوم إرهابي كبير منذ ديسمبر / كانون الأول 2016.

وعلى صعيد الإنجازات الداخلية قال: “رغم كل العقبات، أصبح الاقتصاد التركي الأسرع نموا في العالم خلال 2017، وخلق مئات الآلاف من الوظائف الجديدة”.

وأشار إلى إجراء الاستفتاء الدستوري (2017)، والانتخابات الرئاسية والبرلمانية (2018) دون أي مشاكل، وبالتالي حافظت تركيا على سلامة مؤسساتها السياسية والسلام الاجتماعي.

وقبل هذين الحدثين، “كان يمكن للأحزاب السياسية المختلفة أن تقوم بحملات دون مواجهة أي نوع من القيود، وعموما نحن (الشعب التركي) اجتمعنا وعدنا بأقدامنا لمكاننا كأمة موحدة وقوية”، يضيف قالن.

وتطرق المتحدث باسم الرئاسة التركية إلى دور الإعلام الغربي في تضليل الصورة الحقيقية للجهود التركية الرامية إلى القضاء على أي تهديد لمحاولة انقلاب أخرى.

وفي هذا الصدد قال: إن “المراسلين الغربيين سعوا لإخراج تلك الجهود عن سياقها على مدى العامين الماضيين، ما خلق فجوة كبيرة بين التغطية الإعلامية والحقائق على الأرض”.

وحول جماعة “غولن” الإرهابية، أكد أن “بلاده اتخذت خطوات فعّالة لمنع الجهود التي تبذلها هذه المجموعة الإرهابية من تسميم عقول الناس في أنحاء العالم تحت ستار التعليم على وجه التحديد”.

وأشار إلى أنه تم تكليف مؤسسة “معارف” التركية باستعادة مدارس تركيا بالخارج، وإنشاء مؤسسات تعليمية جديدة هناك لضمان أن تظل البلاد منارة الأمل.

متحدث الرئاسة تحدث أيضا عن تقدير الحكومات الغربية لمدى جدية تركيا في التعامل مع هذه القضية، وكذلك الطرق التي يمكن أن يضع بها غولن وإرهابيوه أمن الدول المضيفة في خطر، مؤكدا أن جهود أنقرة مستمرة لتقديمهم إلى العدالة.

واختتم قالن حديثه قائلا: “لا شيء من شأنه أن يغير هذه الحقيقة، انتهى اليوم غزو إرهابيي غولن لقلوب وعقول الأتراك الصادقين الذين يعملون بجد لأجل مستقبل البلاد، وبلا عودة.. لقد كسرنا حصار تنظيمهم الإرهابي على مؤسساتنا العامة”.

(الأناضول)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى