أستراليا تكشف معلومات جديدة عن منفذي هجوم بوندي وتؤبن الضحايا (شاهد)

قالت الشرطة الأسترالية إن المسلحيْن المتهمين بإطلاق النار الجماعي على شاطئ بوندي في سيدني سافرا إلى الفلبين الشهر الماضي، وإن أسباب رحلتهم ما زالت قيد التحقيق.
وأضافت الشرطة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المسلحيْن (رجل وابنه) قد يكونان استلهما من أيديولوجيات تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرة إلى أنها وجدت قنابل وعلمين محليي الصنع لتنظيم الدولة الإسلامية في مركبة استخدمها أحد الرجلين.
وأوضح مفوض شرطة نيو ساوث ويلز مال لانيون لصحفيين، أن السيارة التي عُثر عليها قرب شاطئ سيدني مسجلة باسم الابن وتحتوي على “علمين محليي الصنع لتنظيم الدولة الإسلامية” بالإضافة إلى عبوات ناسفة.
ونقلت قناة “إيه بي سي” عن مصدر أمني أسترالي أن منفذي عملية بونداي سافرا إلى الفلبين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وخضعا لتدريب عسكري في معسكر وصفته بالإرهابي.
وأطلق الرجل وابنه النار على مئات الأشخاص في عيد حانوكا الذي كان يقام يوم الأحد على شاطئ بوندي، مما أدى إلى مقتل 16 شخصا بمن فيهم أحد المسلحيْن البالغ من العمر 50 عاما الذي أطلقت الشرطة النار عليه، بينما اعتقلت المسلح الثاني البالغ من العمر 24 عاما، ويرقد الآن في حالة حرجة في المستشفى.
زعماء ومسؤولون حول العالم يُشيدون بشجاعة الشاب المسلم أحمد الأحمد، الذي أوقف هجوما مسلحا في #أستراليا وأنقذ أرواحا#الجزيرة_ألبوم pic.twitter.com/fbNKwjsJTe
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 15, 2025
ولم تعلن الشرطة عن اسمي المشتبه بهما، لكن قناة “إيه بي سي” الرسمية ووسائل إعلام أخرى كشفت عن اسميهما، وهما ساجد أكرم الذي قتل في الهجوم وابنه نافيد.
تجنيد ودوافع أيديولوجية
وفي هذا السياق قدّم رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي اليوم الثلاثاء التلميحات الأولى بأن الرجلين جُنّدا قبل ارتكاب “مذبحة جماعية”.
وقال ألبانيزي إنه “يبدو أن ذلك كان مدفوعا بأيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية… الأيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد والتي أدت إلى أيديولوجية الكراهية هذه، وفي هذه الحالة، أدت إلى الاستعداد للانخراط في القتل الجماعي”.
وأوضح ألبانيزي أن نافيد أكرم البالغ 24 عاما لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 “بسبب صلته بآخرين” لكن لم يُعتبر تهديدا وشيكا وقتها.
وأشار إلى أنه “تم توجيه الاتهام إلى شخصين كانا على صلة بهم وأودعا السجن، لكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصا محل اهتمام”.
وخلال زيارته أحمد الأحمد الذي تصدى لهجوم بوندي خاطب رئيس وزراء أستراليا أحمد قائلا “أنت بطل أسترالي عرضت نفسك للخطر لإنقاذ آخرين”.
"تحوّل شاطئ بونداي إلى منطقة حرب".. شاهد على هجوم سيدني يروي كيف اندفع لمساعدة المصابين وسط الفوضى والخوف، وكيف منحه تضامن الناس واستعدادهم للمساعدة شعورا بالطمأنينة والقدرة على النوم تلك الليلة#الجزيرة_مقابلات pic.twitter.com/JB11PqmyDA
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 15, 2025
وكانت السلطات الأسترالية قد أشادت بشجاعة المواطن المسلم من أصل سوري أحمد الأحمد، مؤكدة أن تدخله وانتزاع بندقية أحد المهاجمين حال دون سقوط مزيد من الضحايا.
تأبين الضحايا
هذا وقد اصطف عشرات الناس في وقت مبكر، من صباح اليوم الثلاثاء، على شاطئ بوندي في مدينة سيدني لتأبين ضحايا الهجوم المميت، ومؤازرة المصابين في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في أستراليا منذ زهاء 30 عاما، واستهدف احتفالا محليا بعيد “حانوكا” اليهودي.
وتراجع الحكومة الأسترالية حاليا قوانين الأسلحة التي تعتبر من الأشد صرامة في العالم، وذلك بعدما تبين أن ساجد أكرم كان لديه 6 أسلحة مسجلة.
وقال وزير الداخلية توني بيرك، اليوم الثلاثاء، إن قوانين الأسلحة التي أدخلتها الحكومة الائتلافية الليبرالية القومية السابقة في عام 1996 عقب مذبحة بورت آرثر تحتاج إلى إعادة نظر.
وكان المفتي العام لأستراليا ونيوزيلندا إبراهيم أبو محمد قد أدان الهجوم بشدة، واصفا إياه بـ”العمل الإرهابي والغبي”، مؤكدا أن استهداف المدنيين جريمة مدانة بغض النظر عن الدين أو الهوية.
من جانبه، قال مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، مال لانيون إن التحقيقات مستمرة، مؤكدا العمل “عن كثب مع المجتمع”، ومتعهدا بتقديم تحديثات متواصلة حول مجريات التحقيق مع تقدمها.



