احتفال بمسرح الجريمة.. جنود الاحتلال يشعلون “الحانوكا” فوق مستشفى بغزة (شاهد)

أثار مقطع فيديو يظهر جنودا من جيش الاحتلال الإسرائيلي وهم يحتفلون بما يعرف بعيد الأنوار (الحانوكا بالعبرية) اليهودي، أمس الأحد، فوق أنقاض المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة، موجة جدل واستياء واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
ويعد المستشفى الإندونيسي أحد أبرز المرافق الطبية شمالي غزة، وقد خرج عن الخدمة بعد تعرضه للقصف والاقتحام الإسرائيليين، في وقت كان يؤوي فيه مرضى وجرحى، ويقدم خدمات حيوية في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية خلال حرب الإبادة الجماعية.
هذا كان مستشفى مهما لإنقاذ الأرواح في شمال قطاع غزة وسمعنا عنه كثيرا خلال الحرب "المستشفى الإندونيسي"
اليوم دُمّر كل ما يحيط به واتُّخذ معسكرا للجنود الإسرائيليين وأشعلوا على أنقاضه مشاعل «الحانوكا» العيد اليهودي .
بربكم من يغذي الكره ومعاداة لليهود في العالم؟ pic.twitter.com/Vzom9InmPC
— Tamer | تامر (@tamerqdh) December 14, 2025
وخلال عيد “الحانوكا”، يشعل اليهود الشموع احتفالا بذكرى ما يعرف، وفق الرواية اليهودية، بـ”انتصار الحشمونيين” في التمرد ضد الحكم اليوناني خلال الفترة الممتدة بين عامي 142 و63 قبل الميلاد، واستبدال الحكم اليوناني في القدس بالحكم اليهودي عام 164 قبل الميلاد، ويفضل إيقاد الشموع في الشمعدان الثماني عند غروب الشمس أو شروقها، ولمدة لا تقل عن نصف ساعة.
ورغم أن هذا العيد لم يفرض في التوراة، فإن الكهنة اليهود ابتدعوه لاحقا بوصفه مناسبة دينية ذات طابع تاريخي، ويتزامن الاحتفال به مع اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى، تقودها جماعات يهودية متطرفة.
وتفاعل ناشطون مع الفيديو بغضب، معتبرين أن المشهد يتجاوز كونه طقسا دينيا، ويعكس دلالات أعمق، في ظل اختيار موقع مدمر لمستشفى كمكان للاحتفال.
هذا كان مستشفى مهما لإنقاذ الأرواح في شمال قطاع غزة وسمعنا عنه كثيرا خلال الحرب "المستشفى الإندونيسي"
اليوم دُمّر كل ما يحيط به واتُّخذ معسكرا للجنود الإسرائيليين وأشعلوا على أنقاضه مشاعل «الحانوكا» العيد اليهودي .
بربكم من يغذي الكره ومعاداة لليهود في العالم؟ pic.twitter.com/Vzom9InmPC
— Tamer | تامر (@tamerqdh) December 14, 2025
وأشار بعضهم إلى أن “من يغذي الكراهية ليس من يفضح الجريمة، بل من يرتكبها علنا”، مؤكدين أن تدمير مستشفى واحتلاله عسكريا، ثم استعراض طقوس دينية فوق أنقاضه، يمثل رسالة صادمة.
ولفت آخرون إلى أن المشهد “ليس صدفة ولا طقسا بريئا”، بل تعبير عن واقع تُستهدف فيه مقومات الحياة، ويُحوّل فيه الدين، وفق تعبيرهم، إلى أداة استعراض فوق الركام والجثث.
ووصف نشطاء ما جرى بأنه “مفجع ومؤلم”، معتبرين أن هذه المشاهد تسهم في تعميق مشاعر الغضب والاستياء، وتغذي حالة الاحتقان في ظل استمرار الحرب، وما خلفته من خسائر بشرية ودمار واسع في قطاع غزة.
جنود الاحتلال الإسرائيلي يشعلون شموع حانوكا فوق أنقاض المستشفى الأندونسي في غزة، الذي كان شريان حياة لآلاف المدنيين. هكذا تُصنَع الكراهية: ليس لأن العالم يعادي اليهود، لا.. بل لأن إسرائيل تُحوّل الدين إلى طقس فوق الجثث. مفجع ومؤلم..
pic.twitter.com/BKQ3drKkdp— مُنى حوّا • Muna Hawwa (@MunaHawwa) December 15, 2025
وأكد عدد من النشطاء في تعليقاتهم أن استعراض طقوس دينية فوق أنقاض منشأة طبية مدمرة يحمل دلالات خطيرة، خاصة أن المستشفيات تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، ولا يجوز استهدافها أو استخدامها لأغراض عسكرية تحت أي ظرف.
ورأى آخرون أن هذه المشاهد تعكس نمطا متكررا من الانتهاكات بحق القطاع الصحي في غزة، حيث خرجت عشرات المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة، مما فاقم معاناة المدنيين، وترك آلاف المرضى والجرحى دون رعاية طبية كافية.
حتى وهم يحتفلون، لا يتوقفون عن الجريمة.
جنود الاحتلال يشعلون مشاعل «الحانوكا» فوق أنقاض المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة؛
مكانٍ كان يُفترض أن يحمي الجرحى، لا أن يتحوّل إلى منصة احتفال فوق الركام.ليست صدفة ولا «طقسًا دينيًا» بريئًا،
بل مشهد كاشف:
احتفال على أنقاض مستشفى،… pic.twitter.com/l9sYWLt1WY— Wesam Afifa وسام عفيفة (@wesamaf) December 14, 2025
واختتم بعضهم بالقول إن الصمت الدولي إزاء هذه الانتهاكات يشجع على استمرارها، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات قانونية وأخلاقية عاجلة، مطالبين بوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وضمان حماية المرافق الطبية، والعمل على وقف انتهاكات الاحتلال.



