أخبار رئيسيةالضفة وغزة

أوتشا: إسرائيل فرضت “حكماً بالإعدام” على مدينة غزة

قالت أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن إسرائيل فرضت فعلياً “حكماً بالإعدام” على مدينة غزة، في ظل تزايد الضغوط على السكان المدنيين بين خيارين لا ثالث لهما: مغادرة المدينة أو الموت.

وجاءت تصريحات تشيريفكو خلال مؤتمر صحفي عقدته عبر اتصال مرئي من مدينة دير البلح جنوبي قطاع غزة، تحدثت فيه إلى مجموعة من الصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.

وأضافت تشيريفكو: “لقد حُكم على غزة بالإعدام، فإما الرحيل أو الفناء. مئات الآلاف من المدنيين المنهكين والمذعورين أُجبروا على الفرار إلى مناطق مكتظة، حتى أن الحيوانات الصغيرة تكافح للعثور على مساحة تتحرك فيها”، في إشارة إلى التحذيرات الإسرائيلية المتواصلة لإخلاء المدينة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أطلق، في 3 سبتمبر/أيلول الجاري، عملية عسكرية واسعة تحت اسم “عربات جدعون 2” للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، ما أثار جدلاً داخل إسرائيل خشية على مصير الجنود والأسرى.

ألقى الجيش الإسرائيلي فجر السبت منشورات تحذيرية فوق أحياء واسعة من المدينة، بينها الرمال الجنوبي، والشيخ عجلين، وتل الهوى، وميناء غزة، مطالباً السكان بالإخلاء عبر شارع الرشيد باتجاه الجنوب.

وفي هذا السياق، شددت المسؤولة الأممية على أن “وقف العنف المروع في غزة بات ضرورة ملحة”، داعية إلى تحرك دولي عاجل لتهيئة الطريق نحو سلام دائم. وأضافت: “نحتاج إلى قرارات توقف القصف وأفعال توقف سفك الدماء، قبل فوات الأوان”.

كما أكدت تشيريفكو ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون قيود عبر جميع المعابر، بما في ذلك الشمالية. وقالت: “سكان غزة لا يطلبون صدقات، إنهم يريدون فقط الحق في العيش بأمان وكرامة وسلام”.

وحول آلية توزيع المساعدات، أوضحت تشيريفكو أن الأمم المتحدة تعتمد نظاماً فعالاً يضم أكثر من 400 مركز توزيع منتشرة في جميع أنحاء القطاع، لتأمين وصول المساعدات إلى أكبر عدد ممكن من السكان، بمن فيهم أولئك غير القادرين على التنقل.

وأشارت إلى أن هذه المساعدات تصل عبر المطابخ والمخابز ومراكز التوزيع، لضمان تغطية كل المناطق داخل القطاع.

ورداً على مقارنة بين آلية الأمم المتحدة ومؤسسة تُعرف باسم “مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية” المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، أوضحت تشيريفكو أن “الفرق الجوهري هو أن نهجنا يقوم على عدم تعريض الناس للخطر”، مضيفة: “نحن نحاول قدر الإمكان ضمان عدم اضطرار الناس للذهاب إلى مناطق عسكرية من أجل الحصول على المساعدة”.

وكانت إسرائيل قد بدأت، منذ 27 مايو/أيار الماضي، باستخدام مؤسسة “غزة للإغاثة الإنسانية” كآلية بديلة لتوزيع المساعدات، خارج إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، وهي آلية لا تحظى باعتراف أممي، وتثير جدلاً واسعاً.

وتزامن مع ذلك، واصلت القوات الإسرائيلية استهداف مواقع توزيع المساعدات، ما تسبب في سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح.

يُذكر أن إسرائيل تغلق منذ 2 مارس/آذار الماضي كافة المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات، ما تسبب في تفاقم المجاعة، رغم تكدّس شاحنات الإغاثة على الحدود. وفي بعض الحالات، تسمح إسرائيل بدخول كميات محدودة جداً، لا تكفي لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، مع تعرض بعض الشحنات لعمليات نهب من عصابات تتهم حكومة غزة إسرائيل بحمايتها.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، عدواناً غير مسبوق على قطاع غزة، أدى حتى يوم الجمعة إلى مقتل 64,756 فلسطينياً وإصابة 164,059 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب تهجير مئات الآلاف وانتشار مجاعة أودت بحياة 413 شخصاً، بينهم 143 طفلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى