صدر حديثا للشاعرة إيمان مصاروة: “جماليات الرمز في أدب السجون بين السيميائية والتلقي: الشاعر رائد صلاح أنموذجا”
صدرت حديثا دراسة “جماليات الرمز في أدب السجون بين السيميائية والتلقي: الشاعر رائد صلاح أنموذجا”، للشاعرة الفلسطينية إيمان مصاروة، وهو دراسة تحليلية نقدية لقصائد نظمها الشّيخ رائد صلاح في سجنه. تقع الدراسة في 205 صفحات من القطع المتوسط، وتضم مقدمة نظرية حول أدب السجون تشمل اثنين وعشرين بابا، وفصلين رئيسيين.
تقدم الدراسة قراءة نقدية لأدب السجون في الشعر الفلسطيني المعاصر، من خلال نماذج من قصائد الشيخ رائد صلاح، حيث تركز على تحليل البنية الرمزية والجمالية في نصوصه الشعرية التي نظمها في فترات مختلفة من سجنه في السجون الإسرائيلية. وقد أظهرت الدراسة الآليات الفنية التي حول الشاعر بواسطتها فضاء السجن من مكان للقهر والاضطهاد إلى مختبر إبداعي يعيد تشكيل الهوية الفلسطينية، مع تركيز خاص على دور المرأة ودور القدس كرمزين ثقافيين مقاومين.
اعتمدت المؤلفة في دراستها منهجية الجمع بين التحليل السيميائي الدلالي للرموز، والنقد الثقافي لربط النصوص بسياقاتها التاريخية، وبين نظرية التلقي لتقييم تأثير النصوص على الوعي الجمعي الفلسطيني. كما تناولت تطور أسلوب الشيخ رائد الشعري من الخطاب المباشر في قصائد الاعتقال المبكرة إلى الرمزية المركبة في نصوص مراحل السجن المتأخرة، مع إبراز توظيفه للموروث الديني والتاريخي كأداة جمالية وسياسية.
وقد أظهرت الدراسة أن المرأة في قصائد الشيخ رائد صلاح تحولت من موضوع للحنين والعاطفة إلى فاعل مقاوم يحمل دلالات متعددة، سواء من خلال الأم التي تمثل الذاكرة الجمعية، والزوجة التي تمثل المشروع الوطني الصامد.
كذلك تبرز الدراسة التشابك العميق بين صورة القدس والأنوثة في تشكيل هوية جماعية متحررة من القيود. وفي ختام الدراسة توصي المؤلفة، ضمن توصيات الدراسة، بإدراج قصائد الشيخ رائد صلاح في المناهج التعليمية وتوظيف أدب السجون كأرشيف حقوقي، وإجراء دراسات مقارنة مع أدب السجون العالمي.
