مبيّنات ومركز به نحيا يقيمان حفلا لتكريم حافظة كتاب الله

أقامت الدعوة النسائية (مبيّنات) وإدارة مركز “وبه نحيا” للتربية القرآنيّة يوم الأحد في بلدة مشيرفة حفلًا مميزًا لتكريم الحافظة سبأ بمناسبة ختمها لكتاب الله تعالى كاملًا.
وقد تخلل الحفل فقرات مؤثرة ومتنوعة من كلمات وإبداعات قدّمتها المربيات والصديقات، مما أضفى على الأجواء نفحات إيمانيّة روحانيّة؛ عكست في نفوس الحاضرات قيمة الحفظ ومكانة القرآن.
وشهد الحفل حضورًا لافتًا من الأهل والمربيات والصديقات والحافظات، حيث عبّروا عن اعتزازهم وفخرهم بإنجاز سبأ، معتبرين هذا اليوم محطة مضيئة في مسيرتها المباركة، ودافعًا لسائر الحافظات على مواصلة تعاهد كتاب الله.
وقد شاركتنا الحافظة سبأ عبد الوهّاب إغباريّة ، ابنة الستة عشر ربيعًا ،رحلتها الخاصة مع حفظ كتاب الله قائلة
“منذ صغري،كان لي حلمٌ بأن أكون من الحافظات لكتاب الله. لم تكن البداية سهلة، فقد بدأت بحفظ نصف صفحة، وشعرت بثقل المهمة، لكن شيئًا فشيئًا بدأت أتذوق لذة الحفظ، ووجدتُ في صحبتي الصالحة من يُلهمني ويقودني لطريق الالتزام والقرآن.”
تحدّثت سبأ عن نقطة التحول في مسيرتها، حين التحقت لأول مرة بالمخيّم القرآنيّ، وتحديدًا عند سماعها بخبر ختم صديقتها، فتقول:
عاهدت نفسي أن أكون الحافظة القادمة. أخبرت أمي، فشجعتني بكلماتٍ لن أنساها أبدًا: (شدي الوثاق يا ابنتي، لعلّك الحافظة القادمة، فالله معك).”
وانطلقت من تلك اللحظة، بحماس جديد وعزيمة متقدة، فبدأت بالحلقات الأسبوعية مع المربية زينب، وكانت تحفظ ما يقارب عشر صفحات أسبوعيًا. لاحقًا، انتقلت إلى المربية ريم التي رافقتها في مرحلة الجد والاجتهاد الحقيقي، لتكمل معها طريق الحفظ بثبات وإصرار.
وتقول سبأ عن هذه المرحلة:
“الحفظ ليس فقط كلمات، بل بناء نفسٍ وروح، مررت بفتور كثير، وأحيانًا رغبت بالانسحاب، لكن أمي كانت دومًا سندي، تجلس معي، تذاكر معي، تحفظ معي، وتختبرني…”
أما عن التحدي بين الدراسة والحفظ، فتروي سبأ:
“كنت أعتقد أن الجمع بين الدراسة والحفظ مستحيل، لكن حين وضعت خطة واضحة ونظّمت وقتي، وجعلت وردًا بعد الفجر وآخر بعد المدرسة، أدركت أن القرآن لا يزاحم شيئًا إلا باركه، والحمد لله استطعت الجمع بينهما.”
وفي ختام حديثها، توجّه سبأ رسالة مؤثرة إلى كل من يسعى لحفظ القرآن الكريم:
“ابدأن بالقليل، واصبرن. لا تنتظرن من يشجّعكن، بل كونوا أنتن المشجّعات لأنفسكن. اجعلن القرآن رفيقكن، وستصلن بإذن الله. لا تيأسن… فلعلكن الحافظات القادمات.”
وفي الختام، تتقدّم الدعوة النسائية في مشيرفة وطاقم مركز “وبه نحيا” بخالص التهاني والتبريكات للحافظة سبأ، ولعائلتها الكريمة، على هذا الإنجاز العظيم، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يجعلها من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن ينفع بها الأمّة، ويجعلها قدوة لغيرها من الفتيات.
ويؤكد المركز، عبر هذا التخريج المبارك، على رسالته الراسخة في رعاية جيلٍ قرآنيّ ملتزم، ويحيا به، ويُحيي به من حوله.



