الشيخ كمال خطيب | موقفي من الثورة السورية، أعتز وأفتخر… غير نادم ولا آسف

لم أكد أعبّر عن هواجسي وقلقي لمسار وخطوات الإدارة السورية الجديدة في علاقتها مع إسرائيل عبر تغريدة نشرتها، إلا وانهالت عليّ شتائم وبذاءات من سوريين لا تقلّ إن لم تكن أسوأ من شتائم وبذاءات بلطجية السيسي وزعران أبو مازن، وذباب محمد بن سلمان ومحمد بن زايد.
بل لا أبالغ إذا ما قلت إنها لا تختلف عمّا نالني من شبيحة بشار وإيران وحزب الله انتقامًا مني لوقوفي إلى جانب ثورة الشعب السوري الذي ارتكبوا بحقه الجرائم والمجازر.
أعتز وأفتخر ولست نادمًا -معاذ الله- أنني انحزت إلى ثورة الشعب السوري منذ انطلاقتها يوم 17/3/2011 وحتى سقوط وهروب بشار يوم 8/12/2024، وما زلت، وسأبقى على ذلك بإذن الله.
أعتز وأفتخر أن مقالاتي وخطبًا بمئاتها كنت قد خصصتها للدفاع عن ثورة الشعب السوري ضدّ بشار ومحور إيران وحزب الله الذين أوغلوا في دماء السوريين، وأعتز بتخصيصي دعاء الفجر والجمعة لسنوات طوال، لعلّ الله أن يرفع الظلم عن أهلنا في سوريا. وأعتز وأفتخر بمسيرات ومهرجانات تضامنية أقمناها إسنادًا وتضامنًا مع إخوتنا في سوريا.
أعتز وأفتخر غير نادم ولا آسف، أنني قاطعت وكنت أرفض إجراء مقابلات مع قناتيْ العالم والميادين، وأشباههما حول مواضيع تخصّ القدس والأقصى والقضية الفلسطينية، لا لشيء إلا لأنهم كانوا ضد ثورة الشعب السوري، وانحازوا إلى جانب بشار جزّار سوريا.
أعتز وأفتخر أنه، وقبل حظر الحركة الإسلامية في العام 2015 وإخراجها خارج القانون الإسرائيلي، وكنت أشغل نائب رئيسها أخي فضيلة الشيخ رائد صلاح، فقد وقفت وإخوة لي في إدارة الحركة الإسلامية حينها وراء إقامة مؤسسات إغاثية لإغاثة إخوتنا السوريين في تركيا والأردن، وفي الشمال السوري. واستمر الحال بزخم كبير عبر مؤسسات وأفراد تحرّكوا وفق وعلى هدي خطابنا الموجّه لأهلنا في الداخل الفلسطيني الذين وثقوا واستجابوا لندائنا لهم.
أعتز وأفتخر بقرى كاملة، بيوتها ومساجدها ومدارسها وعياداتها وشوارعها، أقمناها وبنيناها في الشمال السوري، وبعشرات آلاف الأيتام الذين كفلناهم، وبآلاف العائلات التي كان يصلها الدعم الشهري من أبناء الداخل الفلسطيني، حيث كنتُ وإخواني نقف على رأس هذا المشروع بكل فخر.
لن أسمي أسماء الإخوة السوريين الأفاضل ممن تبوؤوا اليوم مناصب بارزة في الإدارة السورية الجديدة، كنت التقيتهم في تركيا خلال ثورة الشعب السوري لضمان وصول حملات الإغاثة التي كنا نطلقها في قرانا ومدننا في الداخل الفلسطيني.
أعتز وأفتخر أن موقفي من الشبيح الطائفي الهالك عصام زهر الدين كان سببًا ليس فقط ببذاءات، بل بتهديد بالقتل وصلني من طائفيين موتورين هنا في الداخل الفلسطيني.
لا أقول هذا منًّا -معاذ الله- وإنما لأقول لمن تسلّقوا وركبوا الآن موجة الدفاع عن الإدارة السورية الجديدة مستخدمين أسلوب الشتم والبذاءات، بأن دماء الشهداء ودموع الأيتام والأرامل ترفض وتمقت أسلوبكم ونهجكم.
لم أخوّن ولم أزايد على أحد، ولكن من حقي، رضي من رضي وسخط من سخط، أن أبدي تخوّفي على مصير ومستقبل ثورة الشعب السوري الشقيق.
كنت أظن أن لنظام السيسي مطبّلين وبلطجية، وأن لأبي مازن زعران، وأن لابن زايد وبن سلمان ذبابًا وطفيليين، وأن لبشار شبيحة، لكنني لم أتوقع أن يكون للإدارة السورية الجديدة شبيحة بغطاء ثوري وديني.. يا للعجب!
كنتُ مع ثورة الشعب السوري الشقيق، وما زلت وسأبقى، فحبي للإخوة في سوريا يتجاوز الجغرافيا والأسماء والأشخاص أيًا كانوا.
ما هكذا تنتصر الثورات يا هؤلاء.
نحن إلى الفرج أقرب، فأبشروا.



