تظاهرات حاشدة في تل أبيب والقدس للمطالبة بإعادة الأسرى من غزة

تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، مساء أمس السبت، في عدة مدن “إسرائيلية”، على رأسها تل أبيب والقدس، للمطالبة بإعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة، بحسب ما أوردته صحيفة هآرتس العبرية.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد توقف استمر أسبوعين نتيجة العدوان الإسرائيلي على إيران، الذي بدأ في 13 يونيو/حزيران واستمر 12 يومًا، تخلله تصعيد غير مسبوق شمل ضربات متبادلة بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، وإيران من جهة أخرى. وقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 24 من الشهر ذاته، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
وبالتزامن مع التظاهرات، أثارت تصريحات ترامب أول من أمس الجمعة، التي تحدّث فيها عن احتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة خلال الأسبوع المقبل، جدلًا داخل إسرائيل، حيث أبدى مسؤولون إسرائيليون استغرابهم من الموقف الأمريكي، مؤكدين عدم وجود مؤشرات على تغيير في موقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت.
ورغم إعلان حركة حماس استعدادها للتوصل إلى اتفاق تبادل “دفعة واحدة” يشمل جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء حرب الإبادة ورفع الحصار والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، يواصل نتنياهو طرح شروط إضافية مثل نزع سلاح المقاومة، وهو ما تعتبره المعارضة الإسرائيلية تهربًا يهدف إلى كسب مزيد من الوقت لتحقيق مصالحه السياسية.
وكانت الإدارة الأمريكية قد طرحت، عبر الممثل الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، مقترحًا يقضي بإطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء ونصف جثامين القتلى خلال أسبوع من بدء هدنة تمتد لـ60 يومًا، على أن تُستكمل خلالها المفاوضات للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقدمت حماس ردها للوسطاء، مؤكدة أن أي اتفاق يجب أن يحقق وقفًا دائمًا للعدوان، وانسحابًا شاملًا من القطاع، وضمان دخول المساعدات الإنسانية.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود نحو 50 أسيرًا في غزة، من بينهم 20 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 10,400 فلسطيني، يتعرضون لانتهاكات جسيمة تشمل التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي، ما أدى إلى استشهاد العديد منهم، بحسب منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب الإبادة على قطاع غزة، والتي خلّفت أكثر من 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، وموجات تهجير قسري ومجاعة أودت بحياة كثيرين، وسط تجاهل تام للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الإبادة الجماعية.