ترامب يلوّح بضربات برية ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية وسط تصاعد التوتر مع فنزويلا

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستبدأ تنفيذ ضربات برية تستهدف عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية، مشيرًا إلى أن هذه العمليات قد تطال أشخاصًا بعينهم وليس بالضرورة داخل فنزويلا، وذلك في إطار ما وصفه بـ«الحرب على المخدرات»، من دون تحديد موعد أو مكان بدء الهجمات.
وتزامنت تصريحات ترامب مع تحليل أظهر تنفيذ الجيش الأميركي طلعات جوية فوق الساحل الفنزويلي خلال الأسابيع الماضية، في وقت أعلنت فيه زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو دعمها لزيادة الضغط على الرئيس نيكولاس مادورو من أجل تنحيه عن السلطة.
وكان ترامب قد قال، الاثنين الماضي، في تصريح لموقع «بوليتيكو» إن «أيام مادورو باتت معدودة»، ولم يستبعد خيار الغزو البري الأميركي لفنزويلا. ورغم ذلك، نقلت صحيفة «نيوزويك» عن مسؤول في البيت الأبيض تأكيده أن رحلات ترحيل المهاجرين إلى فنزويلا ستتواصل، نافيًا ما أعلنته وزارة الداخلية الفنزويلية بشأن تعليق وصول طائرة تقل مرحّلين من الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، كانت فنزويلا قد أعلنت موافقتها الرسمية على استقبال مواطنيها المرحّلين، معتبرة الخطوة جزءًا من مسؤوليتها تجاه مواطنيها، رغم استمرار التوترات السياسية والدبلوماسية مع واشنطن.
طلعات جوية وحشد عسكري
وأظهر تحليل لوكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش الأميركي نفّذ طلعات جوية متعددة فوق الساحل الفنزويلي، شملت مقاتلات وقاذفات وطائرات مسيّرة للاستطلاع. كما حشدت واشنطن أسطولًا من السفن الحربية في منطقة الكاريبي ضمن ما تصفه بجهود مكافحة تهريب المخدرات، ونفّذت منذ سبتمبر/أيلول ضربات على سفن يُشتبه في تورطها بتهريب المخدرات، أسفرت عن مقتل نحو 90 شخصًا.
ووفق بيانات موقع «فلايت رادار 24»، حلّقت طائرتان من طراز «إف إيه 18» تابعتان للبحرية الأميركية فوق خليج فنزويلا لأكثر من 40 دقيقة، واقتربتا لمسافة تقارب 35 كيلومترًا من الساحل. كما نُفذت طلعات لطائرات استطلاع مسيّرة بعيدة المدى على امتداد مئات الكيلومترات فوق البحر الكاريبي، إلى جانب طلعات لقاذفات من طراز «بي 1» و«بي 52»، وأخرى لمقاتلات «إف إيه 18» خلال الأشهر الأخيرة.
واتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو واشنطن باستخدام مكافحة تهريب المخدرات ذريعة لتغيير النظام في كراكاس، في ظل تصاعد الحضور العسكري الأميركي في المنطقة.
تنحي قائد عسكري
وفي تطور متصل، تنحّى الأدميرال الأميركي ألفين هولسي، الذي أشرف على الحشد العسكري في الكاريبي والضربات ضد الزوارق المتهمة بتهريب المخدرات، بعد عام واحد من توليه منصبه رئيسًا للقيادة الجنوبية. ولم توضح وزارة الدفاع الأميركية أسباب التنحي المبكر، فيما تولّى الجنرال إيفان بيتوس المنصب خلفًا له.
دعم من المعارضة الفنزويلية
من جانبها، أعلنت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2025، تأييدها تشديد الضغوط على مادورو للتنحي. وقالت في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الأميركية إنها ترحب بأي ضغوط إضافية «حتى يدرك مادورو أن وقت رحيله قد حان»، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لا تملك معلومات عن خطط تدخل عسكري أميركي محتمل.
وتتهم الولايات المتحدة الرئيس الفنزويلي بتزعم شبكة لتهريب المخدرات، وقد رصدت مكافأة تصل إلى 50 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إليه.



