أخبار رئيسيةشؤون إسرائيليةومضات

تل أبيب تسعى لوقف التصعيد بعد الضربة الأميركية لإيران وتلوّح بمزيد من الهجمات إذا لزم الأمر

تأمل إسرائيل في تجنّب خسارة ما تصفها بـ”الإنجازات العسكرية” التي تحقّقت ضد إيران، خصوصاً بعد الضربة الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، وتسعى في الوقت ذاته إلى الدفع بطهران نحو طاولة المفاوضات، مع استمرارها في تنفيذ غارات جوية على مواقع داخل الأراضي الإيرانية.

ووفق ما أوردته وسائل إعلام عبرية اليوم الاثنين، فإن مسؤولين في المستوى السياسي الإسرائيلي عبّروا عن رغبتهم في أن تستوعب إيران الضربات الإسرائيلية والأميركية، وتعود إلى المفاوضات بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتفاهمات بخصوص برنامجها النووي.

ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مصدر مطّلع أن تقديرات المسؤولين الإسرائيليين تشير إلى أن طهران لم تُبد بعد استعداداً فعلياً للتفاوض، رغم الرسائل التي بعثت بها عقب الضربة الأميركية، لكنهم يعوّلون على أن يغيّر المرشد الإيراني علي خامنئي موقفه قريباً. وأضاف المصدر: “في إسرائيل، هناك قناعة بأن التطورات الأخيرة – وعلى رأسها الهجوم الأميركي – تشكل فرصة لتحقيق مكاسب سياسية، لأن الوسائل العسكرية وصلت إلى حدودها”.

رغم ذلك، لم تستبعد التقديرات الإسرائيلية حدوث تصعيد قريب، في حال نفّذت إيران تهديداتها بالرد على الضربة الأميركية، سواء عبر استهداف الملاحة في مضيق هرمز، أو شنّ هجمات على قواعد أو بعثات دبلوماسية أميركية في المنطقة، أو تنفيذ عمليات ضد أهداف غربية حول العالم. ومن السيناريوهات المحتملة أيضاً، وفق المصادر، لجوء طهران إلى شنّ حرب استنزاف محدودة ضد إسرائيل، باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، كما يفعل الحوثيون في اليمن.

وتشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية إلى أن البرنامج النووي الإيراني تعرّض لضربة موجعة “أعادته سنوات إلى الوراء”، وهو ما ترى فيه تل أبيب مبرراً لضرباتها. وقد نقلت “هآرتس” عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، قوله خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن، إن الضربة الأميركية ألحقت أضراراً استراتيجية بالقدرات النووية الإيرانية، مما يقلّل من احتمالية امتلاك طهران سلاحاً نووياً في المستقبل القريب.

وبينما تعتقد إسرائيل أن الهجمات الجوية دمّرت منشأة نطنز النووية بالكامل، بما في ذلك القسم تحت الأرض، لا تزال المؤسسة الأمنية غير قادرة على تأكيد حجم الضرر في منشأة فوردو. ونقلت الصحيفة عن مصدر غربي مطّلع على البرنامج النووي الإيراني قوله إن “إيران قد تكون أخلت اليورانيوم المخصب نظرياً من فوردو، لكن أجهزة الطرد المركزي من غير المرجح أن تكون قد أُزيلت”. أما منشأة إنتاج الوقود النووي في أصفهان، فأظهرت صور الأقمار الصناعية الحديثة أنها تعرّضت لأضرار واسعة نتيجة الضربة الأميركية.

في المقابل، أشارت مصادر إسرائيلية – بحسب الصحيفة – إلى أن الهجوم الأميركي لم يكن نهاية للحملة العسكرية، رغم أنه أوحى بذلك للمجتمع الدولي، الذي قد يدفع باتجاه وقف إطلاق النار. وأكدت أن إسرائيل لا تزال تحتفظ بـ”بنك أهداف لم يُستنفد”، وتدرس إمكانية استغلال “الفرصة النادرة” التي أتاحها الهجوم الأميركي، للعمل بحرّية أكبر داخل الأجواء الإيرانية لضرب مزيد من الأهداف الاستراتيجية.

ووفق ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية اليوم، فإن الضربات الأميركية على المنشآت الإيرانية خلفت أضراراً جسيمة، وأثارت تساؤلات حول مدى استمرار الحملة. وقدّر مسؤولون إسرائيليون أن مئات الكيلوغرامات من المواد المخصّبة دُمّرت، وأضافوا: “إذا أعلن خامنئي وقف إطلاق النار غداً وقال إنه يريد إنهاء هذه الجولة، فإننا سنرحّب بذلك”.

لكن المسؤولين شددوا أيضاً على أن التقييمات لا تزال أولية، والصورة الكاملة لما حدث لم تتضح بعد. وقالوا: “نعتقد أن الإيرانيين لم يتمكنوا من نقل المواد المخصّبة من المنشآت قبل الضربات، أو نقلوا كميات محدودة فقط، مما يعني أن الجزء الأكبر منها تم تدميره خلال الهجمات”.

كما كشفت الصحيفة أن الخطة الأصلية للولايات المتحدة كانت تقتصر على مهاجمة منشأة فوردو، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر أقنعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوسيع العملية لتشمل نطنز وأصفهان أيضاً، بناءً على معلومات استخباراتية عن منشأة لتخزين اليورانيوم قرب أصفهان لم تكن إسرائيل قادرة على استهدافها، وهو ما تم تحقيقه في الضربة الأميركية. وطلبت واشنطن من إسرائيل قبل تنفيذ العملية تعطيل الدفاعات الجوية الإيرانية في المسار الجوي المؤدي إلى الأهداف، لضمان عدم كشف التشكيل الجوي الأميركي الذي ضم 120 طائرة مرافقة لقاذفات B-2.

وأكد مسؤولون إسرائيليون أن “البرنامج النووي الإيراني قد تراجع أكثر من عقد من الزمن”، مضيفين: “أعددنا الرأي العام الإسرائيلي لاحتمال حملة طويلة. لكننا لا نسعى إلى إطالة الحرب. نأمل إنهاء هذه الجولة هذا الأسبوع، ويتوقف الأمر على قرار خامنئي. إذا استمر بإطلاق النار، سنضطر للرد. مصلحتنا أن لا تطول هذه الحرب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى