مقتل جنديين أميركيين ومترجم في هجوم لـ”داعش” استهدف وفدًا عسكريًا مشتركًا في تدمر

قُتل جنديان أميركيان ومترجم مدني أميركي، وأُصيب آخرون من القوات الأميركية والسورية، إثر هجوم استهدف وفدًا عسكريًا مشتركًا في مدينة تدمر وسط سوريا.

وأفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن الهجوم وقع أثناء اجتماع جنود أميركيين مع قيادات محلية، فيما أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أن الحادث نجم عن كمين نفذه مسلح منفرد تابع لتنظيم “داعش”، جرى قتله على يد قوات شريكة عقب الهجوم.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا إن السلطات السورية كانت قد وجهت تحذيرات مسبقة لقوات التحالف الدولي بوجود مخاطر أمنية واحتمال تنفيذ هجمات من قبل تنظيم “داعش” في منطقة البادية، إلا أن تلك التحذيرات لم تؤخذ بعين الاعتبار.

وأضاف أن التحقيقات جارية للتأكد مما إذا كان منفذ الهجوم مرتبطًا تنظيميا بـ”داعش” أو متأثرًا بأفكاره، مشددًا على أنه لا يشغل أي موقع قيادي أمني ولا يُعد مرافقًا للقيادات.

وذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن الهجوم أسفر أيضًا عن إصابة عنصرين من قوات الأمن السورية وعدد من الجنود الأميركيين، مؤكدة مقتل مطلق النار. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن إطلاق النار وقع داخل مقر تابع للأمن السوري في مدينة تدمر أثناء اجتماع ضباط سوريين وأميركيين.

وبحسب “سانا”، جرى نقل المصابين عبر مروحيات عسكرية إلى قاعدة التنف التي تتمركز فيها القوات الأميركية. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن زيارة الوفد جاءت في إطار توجه أميركي لتعزيز الوجود العسكري في عمق البادية السورية.

ويعد هذا الحادث الأول من نوعه منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد قبل عام، في وقت شهدت الأشهر الماضية تقاربًا سياسيًا وأمنيًا بين دمشق وواشنطن، تُوّج بانضمام سوريا رسميًا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي.

وكان تنظيم “داعش” قد سيطر على تدمر عامي 2015 و2016، قبل أن يخسرها لاحقًا مع تراجع نفوذه العسكري بحلول عام 2019، رغم استمرار خلاياه في تنفيذ هجمات متفرقة في مناطق البادية. وتنتشر القوات الأميركية حاليًا في شمال شرق سوريا وقاعدة التنف قرب الحدود الأردنية، ضمن مهام معلنة لمكافحة التنظيم ودعم الحلفاء المحليين.