إضراب في شقيب السلام احتجاجا على هدم 30 منزلا في قرية السر

أعلن مجلس شقيب السلام المحلي في منطقة النقب، اليوم الثلاثاء، الإضراب، احتجاجا على تنفيذ السلطات الإسرائيلية عمليات هدم واسعة طالت 30 منزلا على الأقل لعائلة الوليدي في قرية السر مسلوبة الاعتراف والمحاذية لبلدة شقيب السلام.
وتقع المنازل التي هُدمت في منطقة خُطط لضمها حيّا ضمن الخارطة الهيكلية لشقيب السلام، ومن المتوقع هدم أكثر من 200 منزل في قرية السر خلال الأسابيع المقبلة، إثر قرار محكمة الصلح في بئر السبع بإخلاء قرية السر.
من جهته، أعرب مجلس شقيب السلام المحلي عن استنكاره الشديد وشجبه القاطع لعملية الهدم التي نُفذت ضد عائلة الوليدي، في ظل غيابٍ تام لأي حلول تنظيمية عادلة أو بدائل حقيقية تحفظ كرامة الإنسان وحقه في السكن.
وأعلن المجلس عن الإضراب الشامل، اليوم، بما يشمل كافة الأقسام، قسم التربية والتعليم ومرافق المجلس، باستثناء التعليم الخاص والخدمات الحيوية، وذلك كخطوة أولى ضمن سلسلة خطوات نضالية سيتم اتخاذها خلال الأيام المقبلة.
وجاء في بيان المجلس: “إننا نرى في هذا الهدم تصعيدًا خطيرًا وغير مقبول في التعامل مع القرى العربية البدوية في النقب، ويؤكد استمرار سياسات التهميش والتضييق بدلًا من تبني حلول عادلة وشاملة تضمن الحياة الكريمة لجميع المواطنين”.
وأكد المجلس على أن “عائلة الوليدي والعائلات المقيمة في تلك المنطقة هم أهلنا وعزوتنا، ولن نقبل أن يُمسّ أي منهم بسوء أو يُترك بلا مأوى. وحتى إن كانت الأرض المخططة تدخل ضمن حدود شقيب السلام مستقبلًا، فإن أي تحرك عليها يجب أن يُسبق بحل منصف وعادل، يضمن حياة كريمة للعائلات قبل أي عملية هدم”.
كما شدد المجلس على أنه “سيصعّد من إجراءاته وتحركاته أمام الجهات المعنية، ولن يقف مكتوف الأيدي ما دامت هذه السياسات مستمرة، وما دامت لا توجد نية حقيقية للوصول إلى حلول عادلة توقف الهدم وتضمن الأمن السكني لأهلنا”.
وطالب المجلس “رئيس الحكومة، وأذرع الدولة التنفيذية، بالتوقف الفوري عن الهدم، وفتح حوار جدي مع القيادات المحلية لإيجاد حلول تحفظ حقوق أهلنا في السكن والعيش الكريم قبل فوات الأوان”.
من جانبها عقدت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف جلسة طارئة في أعقاب الهجمة الشرسة على قرية السر.
وأكد البيان الذي صدر في أعقاب الجلسة، أن “ما جرى في قرية السر هو جريمة تطهير عرقي ممنهجة، تأتي ضمن سياسة مستمرة تستهدف وجود أهلنا في النقب”.
كما شدد المجتمعون على أن “سياسة الهدم والترحيل لن تكون مقبولة، وأنه لا يمكن الاستمرار في التعاطي معها بردود فعل متفرقة، بل يجب توحيد الجهود وتكثيف العمل الشعبي والرسمي والميداني لمواجهتها”.
وجاء في البيان أنه “في ختام الجلسة، خرج المجتمعون بجملة من القرارات المركزية، أهمها: الدعوة إلى وقفة احتجاجية حاشدة أمام ما تسمى ‘سلطة توطين البدو’ في مدينة بئر السبع، تعبيرًا عن الغضب الشعبي ورفضًا لسياسات التطهير والاقتلاع. كما تم تكليف النائب يوسف العطاونة بالتواصل العاجل مع الجهات الحكومية المختصة لطرح قضايا ومطالب أهالي قرية السر، والعمل على إيجاد حلول عادلة تضمن كرامتهم وحقهم في البقاء على أرضهم. إضافة إلى ذلك، تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من أهالي قرية السر، والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، ولجنة التوجيه، بهدف متابعة القضية من مختلف الجوانب السياسية والميدانية والقانونية”.
ودعت لجنة التوجيه العليا والمجلس الإقليمي “جماهير النقب قاطبة إلى أوسع مشاركة شعبية في الوقفة الاحتجاجية المرتقبة، لأن صوتنا الموحد في وجه الظلم هو الطريق نحو كسر سياسة الهدم والتطهير”.